مفهوم كرة القدم تغير في جميع أنحاء المعمورة خصوصا في دول العالم الثالث كآسيا وأفريقيا وأمريكا الجنوبية حيث طغت المادة وبريق العملات الصعبة مثل اليورو والدولار على ولاء اللاعبين لمنتخباتهم الوطنية واللعب من أجل الامتاع والاستمتاع كما كان يفعل نجوم كرة القدم في الزمن الماضي الجميل وأصبح النجوم الحاليون يلعبون من أجل المادة والاستعراض المهاري الفردي لخطف أنظار السما سرة والمدربين في القارة العجوز طمعا في الانتقال إلى الأندية الأوروبية الكبيرة والشهيرة والغنية والاحتراف بها مقابل الملايين من اليوروات والدولارات بل وتعدى الأمر إلى أكثر من ذلك وهو إغراء هؤلاء اللاعبين بمنحهم الجنسية لتمثيل المنتخبات الأوروبية في بطولات كأس العالم للكبار والشباب والناشئين على حد سواء بينما كان من عاشر المستحيلات أن تشاهد لاعبا من أفريقيا أو من أمريكا الجنوبية يلعب إلى جانب اللاعبين الشقر والعيون الزرقاء في المنتخبات الأوروبية في بدايات انطلاقة بطولةكأس العالم بسبب التفرقة العنصرية التي يتميز بها الأوربيون عن سواهم في القارات الخمس الأخرى. لابد أن يكون مدرب الأخضر ريكارد شجاعا ويستبعد اللاعبين الكبار واحلال لاعبي المنتخب الأولمبي والشباب مكانهم خصوصا أن الأخضر لم يعد قادرا على تحقيق أية بطولة بدءا من كأس آسيا ومرورا بكأس الخليج وأخيرا بطولة الأردن الرباعية الدولية وحتما لن تكون الأخيرة نعود إلى اللعبة الشعبية ومعشوقة الملايين وهي كرة القدم بلا جدال التي اختفت متعتها وإثارتها وقوتها خلال العقدين الآخيرين وتغيرت معادلة القوى الكروية في جميع أنحاء المعمورة وأصبحت مملة ورتيبة وفقيرة فنيا وخالية من الأهداف المرسومة بسبب تركيز المدربين على الخطط والطرق والتكتيكات الدفاعية وخنق اللعب بوضع معظم اللاعبين في وسط الملعب واختفى اللاعب المهاري والمهاجم الهداف أو المهاجم الصريح من جميع المنتخبات وخصوصا الكبيرة منها ومن الصعب أن نشاهد نجوما كبارا بحجم ووزن بيليه وماردونا وبوشكاش وهيديكوتي وياشين وجارنيشا وبلوخين وجوردن بانكس وبيكنباور وموللر ورومينجيه وجوست فونتين وأوزيبو ولاتو وكيمبس وكرويف ونيسكينز وباولو روسي ودينو زوف وسقراط وزيكو وزين الدين زيدان وميشيل بلاتيني ورومينجيه وهانز كرانكل أما النجوم الحاليون فهم نجوم كرتونية وورقية ولاعبو أندية فقط أمثال بيكهام وميسي وكريستيانو رينالدووديفيد فيا وتشابي ألونسو رودريغز وبيدرو فهؤلاء لم ولن يصلوا إلى نصف مستوى النجوم القدامى ولا يساعدون منتخباتهم الوطنية للفوز بكأس العالم والأدلة كثيرة مثل البرازيل والأرجنتين وإنجلترا التي فقدت الكثير من بريقها وباتت تغادر بطولات كأس العالم من مراحلها المبكرة بسبب خوفهم من الإصابات وبالتالي ضياع مصدر رزقهم في أوروبا. منتخبات مغمورة وغير ممتعة وبطرق دفاعية حققت ماعجزت عنه المنتخبات الكبيرة كاليونان والدنمارك اللتين فازتا بكأس الأمم الأوروبية عامي 1992 و2004 وإيطاليا التي فازت بكأس العالم 2006 وأسبانيا التي حققت كأس العالم 2010 بينما خسرت الطواحين الهولندية كأس العالم ثلاث مرات في أعوام 1974أمام الماكينة الألمانية و1978 أمام التانجو الأرجنتيني و2010 أمام الثور الإسباني الذي لايعتبر من المنتخبات الكبيرة بأي حال من الأحوال علما أن هولندا أذهلت العالم بأسره عندما ابتدعت طريقة الكرة الشاملة لأول مرة في مونديال 1974 بقيادة المدرب الراحل رينوس ميشيليز بعد طريقة 4\2\4 البرازيلية الهجومية وطريقة الكاتشو الإيطالية الدفاعية ومن وجهة نظري الشخصية أرى أن المنتخبين البرازيلي والهولندي يمتعان جماهير الكرة في جميع أنحاء العالم بالأداء الهجومي وعدم اللجوء إلى اللعب الدفاعي والتكتيك الدفاعي مهما يحدث داخل المستطيل الأخضر والكل يستمتع بأداء السامبا والطواحين الممتع والانسيابي والهجومي في الفوز أو في الخسارة أما باقي المنتخبات مع احترامي لها لاتقدر ذوق الجمهور في الاسمتاع بفنون الكرة لحرص هذه المنتخبات على الفوز ولو بهدف أو بركلات الترجيح في مشهد يسيء لجمالية كرة القدم. [email protected]