بلا شك هناك عدد كبير من الملحقيات الثقافية السعودية بسفارات خادم الحرمين الشريفين في عدد من بلدان العالم المختلفة تلعب دورا رائدا في خدمة المواطن السعودي في تلك البلاد سواء كان طالبا مبتعثا لنيل درجة جامعية أو فوق الجامعية. ولكن يبدو أن هناك بعض التحديات التي تواجه بعضا منها في حجم ونوع الخدمة التي ينبغي أن تؤديها على وجهها الأكمل. فعلي سبيل المثال نجد أن الطلبة و الطالبات السعوديين المبتعثين للدراسة بالخارج بجانب الدارسين على حسابهم الخاص الذين أخذوا يستفيدون من صدور الأمر الملكي الأخير القاضي بضم كافة الدارسين من الطلبة السعوديين لبرنامج الابتعاث الخارجي ، تواجههم بعض المشاكل المتعلقة بمسألة اللغة ، والاندماج في المجتمعات الجديدة، في حين أن بعضهم يعاني من تدني المستوى التعليمي المحلي مقارنة بالنظام التعليمي بالدول التي يبتعثون ، مما يؤدي إلى تسرب أعداد من أولئك المبتعثين و انسحابهم من البعثة . وهنا تكمن المشكلة ذلك أن مسار هذه الفئة المبتعثة والذي كان الأولى فيها أن تكون خير ممثل للشعب السعودي في تلك البلاد و هنا تكمن المشكلة ذلك أن مسار هذه الفئة المبتعثة و الذي كان الأولى بها أن تكون خير ممثل للشعب السعودي في تلك البلاد وتعكس الوجه المشرق فعلا فيه وما أكثرها، فضلا عن أن المردود التعليمي والثقافي المأمول من الخريجين منهم في تخصصات نادرة و مهمة تعود بالخير والنفع على مجتمعنا سواء على المستوى الاقتصادي أو الاجتماعي أو العلمي أو حتى السياسي والفكري قد يصيبها بعض اليأس والانحراف عن الهدف المنشود والذي بقطع الشك ستكون نتائجه وخيمة على المستوى الفردي والأسري والاجتماعي بل تحسب على المجتمع السعودي كافة. و في هذه الحالة نكون للأسف لقد فقدنا حلقة مهمة لابد من السعي على الاهتمام بها و التخطيط السليم المدروس لإيجادها بأسرع ما يكون، وهي العمل على تهيئة المبتعث نفسيا وروحيا وتربويا واجتماعيا ولغويا حتى تسهل له عملية تلقف العلوم التي سعى للدراسة فيها بكل يسر و سهولة بجانب قدرته على الاندماج في البيئة الجديدة بشكل لا يفقده هويته و ثقافته و قدرته على حماية نفسه من الأهواء و الإغواء و الانحراف فضلا عن قدرته على التحصيل بالشكل الذي يجعله يحرز أعلى درجات الامتياز فيها . و هذه التهيئة المطلوبة في كل طالب تحتاج لتضافر كافة الأطراف فيها تبدأ من الأسرة فالمدرسة أو الجامعة بحسب المستوى بجانب الملحقية و لكن يقع على الملحقية الثقافية في بلد من بلاد العالم و التي بالطبع لها اللغة العلمية المعتمدة لها بجانب شكل التركيبة الثقافية الاجتماعية التي تتميز بها ، و في هذا الحالة على الملحقية العمل على تكثيف دورات لغة تلك البلاد للكافة الطلاب المبتعثين لها ، حتى يتمكن المبتعثون بجانب الدارسين على حسابهم الخاص و الذي يمكنهم الاستفادة من الأمر الملكي و الذي يلحقهم ببرنامج الابتعاث الخارجي . من تجاوز عقبة اللغة خلال السنة أو السنة و النصف ، التي يقضونها عادة في تحصيلهم لتلك اللغة، والتي تؤهلهم لدخول جامعات تلك البلاد. أعود فأقول إن فلذات أكبادنا المبتعثين و الذين يحزمون أمتعتهم لسفر قد يكون بضع سنوات لهم أعمدتنا البشرية و التي تقوم عليها نهضتنا في التنمية و الاقتصاد و التجارة ، فلهي الاستثمار الحقيقي لو أحسنا إدارته ، وعليه لابد من الانتباه لها مبكرا والتخطيط لجني ثمارها بشكل علمي يرجى منه، وهنا تتضاعف مسؤوليات الملحقيات الثقافية السعودية بالخارج لأن تأخذ هذا الأمر بعين الجد لنيل الهدف المنشود قبل الانجراف نحو طوفان الطيش والتوهان والذي تكون نتيجته الخسران.