ماذا يشغل المتصفحين العرب على شبكة الإنترنت ؟ هل يبحثون عن الأخبار السياسية المحلية والعالمية أم يبحثون عن الموسيقى والرياضة والفن وجديد التقنية والتعليم والتواصل الاجتماعي؟ محاور كثيرة تهم المتصفحين بمختلف أعمارهم وشرائحهم, لكن السؤال المطروح هل يجدون في المحتوى العربي ضالتهم ؟ فالخبراء يقرون في كل منتدى وتجمع بوجود فجوة رقمية كبيرة ونقص ملحوظ في المحتوى المكتوب باللغة العربية, حيث يمثل المحتوى العربي 1 بالمائة فقط من كامل محتوى الإنترنت, ويطالبون في كل محفل بإعطاء اهتمام أكبر لتطوير وتحسين التنافس في المحتوى العربي من أجل دعم إنتاج واستخدام وتوزيع المحتوى الرقمي العربي في الشبكات العالمية. ويرى خبراء أن تعزيز المحتوى العربي على الإنترنت بات قضية ملحة جدا وأن التعاطي مع الثورة الرقمية لا يقتصر على دولة بحد ذاتها ، فمنطقتنا تواجه بسبب ضعف المحتوى الوطني على الإنترنت تحديات التغريب مع وجود جيل جديد من الشباب العربي الذي يشكل الإنترنت عنصرا أساسيا في حياته ، وهذا الجيل يجبر الجيل الذي سبقه على الاعتراف به، وبأنه تجاوزه فعلاً بمفتاح الوسائط المعرفية الجديدة. وقالوا إن أهم المبادرات التي ظهرت في الآونة الأخيرة لنشر وتطبيق محتوى عربي مفيد وقابل للنشر في جميع أرجاء شبكة الإنترنت كانت مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز التي تهدف إلى تعزيز المحتوى العربي الرقمي إنتاجاً واستخداماً لدعم التنمية والتحول إلى المجتمع المعرفي والحفاظ على الهوية العربية والإسلامية, إذا أنها تنظم بين الحين والآخر منافسات متنوعة بهدف تحفيز وتشجيع المجتمع لإثراء المحتوى العربي وتشجيع الاطلاع والقراءة وتنمية مهارات الكتابة والتحرير في مجالات علمية عدة ونشر الوعي بأهمية المشاركة في تحرير المحتوى. وتأتي الكثير من المشاريع ضمن هذه المبادرة مثل « إستراتيجية لإثراء المحتوى المحلي والعربي و ويكي عربي مشروع إثراء موسوعة ويكيبيديا العربية و المدونة العربية و المعجم الحاسوبي التفاعلي و كتب التقنيات الإستراتيجية و بناء محرك آلي للتعرف على الحروف العربية المطبوعة و توثيق الإنتاج الفكري الوطني إلكترونياً و منافسات إثراء المحتوى العربي. وقام موقع يوتيوب بمحاكة المحتوى لكل منطقة بما يتماشى مع عادات وتقاليد المنطقة ضمن الضوابط الاجتماعية لمنطقة المحتوى, إضافة إلى تخصيص القوائم المفضلة و» أبرز وأحدث الفيديو « المتعلق بمحتوى منطقة المستخدم في عملية للتنظيم المبدئي لعصر الفيديو على الإنترنت, فعدد عمليات مشاهد الفيديو حتى الآن أكثر من ملياري مشهد يوميا على اليوتيوب, ومما يزيد التركيز على المحتوى المختلف بين الدول على شبكة الإنترنت أن 70 بالمائة من حركة مرور يوتيوب عبر الإنترنت تأتي من خارج الولاياتالمتحدة ويتوقع رئيس شركة الاتصالات السعودية جمال الملحم وصول حركة الفيديو عبر الإنترنت إلى90 بالمائة من مجمل حركة الإنترنت خلال عام 2015. أهم المبادرات التي ظهرت في الآونة الأخيرة مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز التي تهدف إلى تعزيز المحتوى العربي الرقمي إنتاجاً واستخداماً لدعم التنمية والتحول إلى المجتمع المعرفي مع الحفاظ على الهوية العربية والإسلامية وقال الملحم في حديث ل»اليوم» أن شركة الاتصالات السعودية قامت بإطلاق تلفزيون الإنترنت «إنفيجن « التي ستكون وسيلة لمواكبة الحركة التوجه القادم عبر شبكات الإنترنت وزيادة المحتوى العربي عبر الفيديو على الإنترنت, إضافة إلى أن المحتوى العربي لا يشمل تصفح الإنترنت في جهاز الكمبيوتر فحسب, بل بدأ الكثير من الناس الاعتماد على الهواتف والأجهزة اللوحية في تصفح الإنترنت مما سيدعم المحتوى العربي بشكل كبير. وقال عضو الأكاديمي الدكتور شريف خيرت أن مجال التعليم وخاصة الجامعات ومراكز البحث العلمي يجب أن تأخذ على عاتقها مسؤولية نشر المعرفة والتي ستساهم في إثراء وزيادة محتوى عربي ناجح. وتابع « جميع الجامعات ومراكز البحوث العلمية الأمريكية يتم نشر بحوثها على المواقع الخاصة بأدق تفاصيلها المفيدة التي قد تكون بداية طريق لأطروحة جيدة أو بحث ممتاز،أما في الدول العربية فنادرا ما نجد ذلك، فمواقع الجامعات، إن وجدت، لا تستطيع أن ترى بها إلا مجرد معلومات تاريخية عن الجامعة, فعلى سبيل المثال نتائج الطلاب وأحيانا لا تعمل, لكن لا تجد جامعه تتيح رسائل طلابها على الموقع، ولا المناهج الدراسية، ولا معلومات عن الكتب الموجودة بمكتبتها, مئات وربما ألوف الرسائل العلمية تخرج سنويا من الجامعات، لماذا لا يتم نشرها على الإنترنت كخطوة هامة ومؤثرة جدا في إثراء المحتوى العربي على الإنترنت؟.» وأظهرت إحصاءات شركة جوجل أن 56 مليون شخص يقومون باستخدام شبكة الإنترنت والبحث مستخدمين اللغة العربية من أصل 400 مليون نسمة في العالم العربي ومن المتوقع أن ينمو هذا العدد بنسبة 50 بالمائة تقريباً ليصل إلى 82 مليون شخص بحلول عام 2013, ورغم هذا التعداد السكاني الكبير، لا يمثل المحتوى العربي سوى 1 بالمائة من المحتوى الموجود على شبكة الإنترنت.