مساء يوم الأربعاء الماضي كنت قادما من قطر عن طريق مطار البحرين و كانت الحرارة و الرطوبة عند عبوري لجسر الملك فهد عالية لدرجة الإنهاك. بالطبع كنت مرتاحا إلى حد ما بسبب المكيّف في السيارة. و قد بدأت أسترجع الخبر الذي مفاده أن وزارة العمل قد أكدت على الشركات و الجميع بتقنين ساعات العمل بسبب الحرارة الشديدة. و واضح أن هذا القرار وضع لحماية العمالة التي أكثرها أجنبية. و بكل صراحة هذا حق من حقوقهم لكي لا تتعرض صحتهم و حياتهم للخطر. و بعد الانتهاء من الجوازات جاء دور الجمارك السعودية. و بعد أن أوقفت سيارتي للتفتيش و نزلت من السيارة أحسست بوهج شديد الحرارة مع العلم أنه لم تمض إلا ثوان من نزولي من السيارة. و عندما أخذ مفتش الجمارك جواز سفري و ورقة الجمارك كان يبتسم و كان تعامله معي بأسلوب راق. و لكن لاحظت شيئا عليه و عرفت في الحال أن مفتش الجمارك يبدو عليه الإعياء. و واضح أن الإعياء ليس بسبب تقدم في العمر أو تعب من الجهد. لقد كان الإعياء بسبب الحرارة و الرطوبة. و كما سبق أن ذكرت كان ذلك في المساء. فهل تتخيلون الحرارة و الرطوبة في وسط النهار. أنا أعترف أنني لا أعلم عن مزايا موظفي الجمارك و ما هي مرتباتهم؟. فإن كانت مجزية فنقول لا بد من التحمل فلقمة العيش لا تأتي بسهولة. و لكن إن كانت غير ذلك فلا بد من النظر في طرق لتسهيل عمل هؤلاء الأبطال و لا بد من المواطن التعاون معهم و الأخذ بخاطرهم و قول شكراصحيح أن وزارة العمل سنت قوانين ساعات العمل للعمال و لكن أليس موظفو الجمارك و غيرهم ممن تلزمهم أعمالهم التعرض لضربات الشمس يستحقون أيضا؟. و مع ذلك لاحظت أن بعض مفتشي الجمارك يضع وجهه قبالة ما كنت أظن أنه مكيّف هواء بارد. و قمت متعمدا بالقرب من هذا لجهاز و الذي من المفروض أن يكون مكيفا و لكن الهواء الخارج منه أشد حرارة من الهواء الخارجي. فقد كان يدفع الهواء ليعطيهم نسمة هواء مع العلم أنها ساخنة. لقد علمت لماذا يسهل ملاحظة الإعياء على الموظف؟!. أنا أعترف أنني لا أعلم عن مزايا موظفي الجمارك و ما هي مرتباتهم. فإن كانت مجزية فنقول لا بد من التحمل فلقمة العيش لا تأتي بسهولة. و لكن إن كانت غير ذلك فلا بد من النظر في طرق لتسهيل عمل هؤلاء الأبطال و لا بد من المواطن التعاون معهم و الأخذ بخاطرهم و قول شكرا و جزاكم الله خيرا يا موظفي جمارك جسر الملك فهد. [email protected]