اندلعت اشتباكات عنيفة بين المعارضين وقوات الزعيم الليبي معمر القذافي السبت في بلدة بئر الغنم في الجبل الغربي بليبيا في الوقت الذي يسعى فيه المعارضون للتقدم صوب طرابلس. وكان بالامكان سماع دوي اطلاق النيران وقذائف المدفعية من قرية بئر عياد الواقعة على بعد 15 كيلومترا جنوبي بئر الغنم. وتسيطر المعارضة على المناطق المرتفعة على أطراف بئر الغنم وهو أقرب موقع لهم من العاصمة طرابلس التي تبعد 80 كيلومترا. وقال أحد المعارضين ويدعى أحمد في بئر عياد ان قافلة من نحو 15 مركبة من قوات القذافي حاولت الوصول الى بئر الغنم الا أن المعارضين فتحوا النيران عليها وتراجعت القافلة بعد نحو ساعة من اطلاق النيران. كشف المعارض الليبى رمضان العريبى مضمون المحادثات التى تدور حاليا بين حكومة القذافى والحكومة الفرنسية، لافتا إلى أن المحادثات ركزت على إمكانية تنحي القذافى، وأن يبقى في ليبيا، تحت إشراف دولي، وأن يتولى ابنه سيف الإسلام الحكم ثوار ليبيا يتطلعون للاستيلاء على البريقة وأعلن الثوار أن فرقة استطلاع تابعة لقواتهم تمكّنت في وقت متأخر من ليل الجمعة من اختراق جبهة البريقة في شرق البلاد والدخول الى هذه المدينة النفطية الاستراتيجية، قبل أن تنسحب لمسافة 4 كيلومترات تحضيراً لهجوم أكبر. وقال محمد الزاوي، المتحدث باسم قوات الثوار، لوكالة فرانس برس إن «فرقة استطلاع من قوات الثوار دخلت مدينة البريقة من ناحية الشمال ثم انسحبت قرابة منتصف الليل». ويأتي هذا الاختراق لمعقل القوات الموالية للعقيد معمر القذافي بعد 32 ساعة من الهجوم الذي شنه الثوار على البريقة من 3 جهات لاستعادة السيطرة على هذه المدينة الاستراتيجية. وتقدم الثوار من جهة الشمال حتى مسافة 4 كيلومترات فقط من وسط البريقة، ولكنهم واجهوا في الجهة الشرقية مقاومة شرسة من قوات القذافي اضطرتهم للبقاء على مسافة تتراوح بين 10 و20 كيلومتراً عن وسط المدينة. أما في جنوب البريقة فقد حقق الثوار تقدماً، ولكن مقابل خسائر فادحة في الأرواح فقد كانت مقاومة قوات القذافي أكثر شراسة. وكشف المعارض الليبى رمضان العريبى مضمون المحادثات التى تدور حاليا ما بين حكومة القذافى والحكومة الفرنسية، لافتا إلى أن المحادثات ركزت على إمكانية تنحي القذافى، وأن يبقى فى ليبيا، تحت إشراف دولى، وأن يتولى ابنه سيف الإسلام الحكم. وأضاف العريبى أنه فى مقابل تنفيذ ذلك سيقدم القذافى عددا من الضمانات للدول الغربية، أولها أنه سيتم توطين اللاجئين الفلسطينيين فى الأراضى الليبية كحل لهذه الإشكالية. الأمر الثانى هو قبول ليبيا بالاعتراف بإسرائيل، بالإضافة إلى الدخول فى حلف معين جديد يتم تكوينه ليصبح ضد تيار المقاومة الوطنية فى الوطن العربى، وخاصة فيما يتعلق بتيار المقاومة فى لبنان وبقية مقوماته فى غزة. وأوضح العريبى أن هذا الحلف ستتكون أداته المحلية مكونة من عنصرين العنصر الليبى وبمشاركة مباشرة من الرئيس الفرنسى نيكولا ساركوزى، مؤكدا أن هذه هى العناصر الرئيسية التى تجرى الآن فى باريس بين نظام القذافى وبين الفرنسيين. وأشار العريبى إلى أن هناك مجموعات سياسية تساند هذا المخطط هى مجموعات 14 آذار فى لبنان وذيول أخرى موجودة فى ليبيا، وعلى رأس هذا المحور الخطير الذى يستهدف المقاومة هم أولاد الحريرى وسمير جعجع معتبرا أن لهم رغبة قوية فى تطويق حركة المقاومة فى لبنان وفلسطين. وتابع العريبى قائلا إن هذا المخطط الغربى الهدف منه احتواء الثورتين فى مصر وتونس من خلال فرض السيطرة الكاملة على ليبيا بحيث تصبح ليبيا منطقة عازلة بين مشرق ومغرب منطقة المغرب العربى. من جهته, دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون امس الجمعة إلى دعم الجهود الدبلوماسية التي يقوم بها مبعوثه الخاص في ليبيا من أجل التوصل لتسوية سياسية ووقف إطلاق النار في البلاد. وقال بان في رسالة لمجموعة الاتصال الدولية الخاصة بليبيا التي اجتمعت في إسطنبول: «إن إيجاد حل سياسي للأزمة في ليبيا لا يزال أولويتنا القصوى وجهودنا تكثفت». وقال بان إن وزير الخارجية الأردني السابق عبدالإله الخطيب يسعى جاهدا من أجل التوصل لحل سياسي ينهي الصراع في ليبيا. وأضاف: «أناشد المجتمع الدولي دعم المبعوث الخاص وإرسال رسالة موحدة للطرفين تحثهما على الانخراط في مفوضات مباشرة من خلال مساعيي الحميدة لكسر الجمود الحالي».