قال الرئيس السوداني عمر حسن البشير الثلاثاء: إن شمال السودان سيتخذ إجراءات تقشف لتعويض فقد إيرادات النفط بعد استقلال الجنوب وسيصدر عملة جديدة. وفقد شمال السودان 75 بالمائة من إنتاج النفط البالغ 500 ألف برميل يوميا بعد استقلال الجنوب السبت. ويعاني الشمال الذي يعيش فيه 80 بالمائة من سكان السودان البالغ تعدادهم 40 مليونا من نقص العملة الأجنبية وارتفاع البطالة، وحاولت الخرطوم تقليل الاعتماد على النفط لكن خبراء اقتصاديين يقولون: إن وتيرة تنويع الاقتصاد بطيئة. وقال البشير في كلمة أمام البرلمان وضعنا برنامجا اسعافيا للسنوات الثلاثة القادمة، وأضاف: إن الحكومة بدأت حزمة إجراءات تقشف وستطرح على البرلمان تعديلا لقانون الموازنة دون رسوم أو ضرائب جديدة، وقال: إن حزمة الإجراءات الاقتصادية تتضمن إصدار عملة جديدة في الأيام القادمة. وعلي جانب آخر قال اليجا مالوك محافظ البنك المركزي لجنوب السودان إن طرح عملة جديدة تحل محل الجنيه السوداني في اقتصاد جمهورية جنوب السودان التي استقلت حديثا سيستغرق فترة تصل الى ثلاثة أشهر. وقال مالوك إن الدولة المنتجة للنفط التي انفصلت عن الشمال ستبقي على ربط عملتها بجنيه الشمال عند حد التعادل في المستقبل القريب. وكان وزير مالية الجنوب قد أعلن في وقت سابق البدء في تداول جنيه جنوب السودان الجديد الأسبوع المقبل في وقت مبكر كثيرا عما هو متوقع. ولم يحدد مالوك موعدا لفك الجنوب ربط عملته بالشمال والإمساك بزمام مصيره الاقتصادي، وقال: سيكون في إطار تحرك اقتصادي يعتمد على مواردنا وبصفة خاصة العملة الصعبة، ورفض الكشف عن حجم احتياطي الجنوب من النقد الأجنبي واكتفي بقوله نحن في وضع صعب فيما يتعلق بالاحتياطي ولكننا لا نحتضر، وردا على سؤال عن الفترة التي يستغرقها إحلال ما يصل الى ملياري جنيه سوداني يجري تداولها في الجنوب أجاب مالوك بين شهر وثلاثة أشهر. وتراجع الجنيه السوداني في السوق السوداء في الخرطوم على مدى أسابيع ويقول اقتصاديون: إن تدفقات العملة الأجنبية التي تحتاجها البلاد للاستيراد ستتراجع مع هبوط عائدات النفط. ولم يتفق الشمال والجنوب بعد على عدة قضايا مثل تقاسم الإيرادات النفطية والأصول والديون الى جانب إنهاء العنف في بعض المناطق على الحدود الممتدة لمسافة ألفي كيلومتر.