أكد صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل، وزير الخارجية أن وجود القوات السعودية في البحرين هدفه حفظ الأمن والاستقرار وليس التدخل في الشأن الداخلي، وأن القوات السعودية ستنسحب بمجرد عودة الهدوء والاستقرار. وأوضح أن المملكة مستعدة لحوار مثمر مع الجانب الإيراني إذا كان لدى الإيرانيين الرغبة في الحوار، وبيّن كذلك أن المبادرة الخليجية لمعالجة الوضع في اليمن لاتزال قائمة بناء على رغبة الطرفين، الحكومة والمعارضة في اليمن . وأعرب الفيصل خلال مؤتمر صحافي عقده في جدة مع نظيره البريطاني وليام هيغ عن أمله في وقف سقوط ضحايا من المدنيين جراء الأحداث التي تشهدها عدة دول عربية في الوقت الحالي، مؤكداً حرص المملكة على عدم التدخل في الشأن الخارجي لأي دولة. وأوضح الفيصل أن المبادرة الخليجية لا تزال قائمة برغبة من الجانب اليمني وأن دول الخليج تسعى للاستفسار عن مدى رغبة الطرفين في تنفيذ المبادرة، موضحاً أن كلا الطرفين وضع بعض الافكار، وإذا حدث تقدم فإن دول الخليج ستواصل العمل. ورداً على سؤال حول صحة الرئيس اليمني علي عبد الله صالح الذي يتلقى العلاج في السعودية حالياً، قال الفيصل إن صحته جيدة بشكل عام، وانه من المقرر ان يظهر تلفزيونيا كما أعلن في السابق. ونفى الفيصل استضافة المملكة لأسرة أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة الراحل، مبينا أن عائلة بن لادن كبيرة ولا تقتصر على أسرة أسامة فقط، وأن البقية من أفراد تلك العائلة يعيشون مكرمين في بلدهم. ودعا الفيصل المجتمع الدولي للعمل من أجل استئناف عملية السلام في الشرق الاوسط بغية الوصول لسلام، يؤدي لإقامة دولة فلسطينية مستقلة. وحث سمو وزير الخارجية جميع الفرقاء اللبنانيين للتعامل بعقلانية وحكمة مع قرار المحكمة الدولية في قضية اغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري، مبينا أن اعلان المملكة في وقت سابق رفع يدها عما يحدث في الساحة اللبنانية جاء لأن المملكة رأت تعقيدا للوضع، وبدا كأنه يناور على جعل الوساطة الخارجية مدعاة لاعمال غير مقبولة داخليا، والآن وبعد صدور القرار من المحكمة الدولية نتمنى على اللبنانيين أن يسعوا لتحقيق العدالة وتحكيم العقل، وأن لاتترك الحادثة تعيد عدم الاستقرار للبنان. وفي الشأن الإيراني قال الفيصل إنه كانت هناك سلسلة من المباحثات بدأها مع إيران، وتحولت بعد ذلك لمباحثات مع وزير الخارجية السابق متكي، وكان هناك برنامج لزيارة متكي للمملكة، وان المملكة وضعت نقاطا وطلبت حلها، ولكن لم يتم حل تلك النقاط ولم يتم الاجتماع، وعندما جاء وزير الخارجية الجديد علي أكبر صالحي اتصل بالجانب السعودي من باكستان وأبدى رغبة في استمرار الحوار، وعرض عقد اجتماع ثلاثي في الكويت، ولكني تحفظت وفضلت بحث المشاكل سويا مع بعضنا البعض. وأوضح الفيصل أن لمجلس التعاون الخليجي استراتيجية في التعامل مع إيران، وان إيران دولة كبيرة وجارة، ولا شك في أن لها دورا في المنطقة، ولكن هذ الدور يجب أن يكون له إطار يراعي مصالح الدول الخليجية حتى يكون مقبولا، وإنه إذا ارادت إيران ان تمارس دور دولة قائدة للمنطقة فعليها مراعاة مصالح دول المنطقة. من جانبه أكد هيغ دعم بلاده لمبادرة مجلس التعاون الخليجي في اليمن، وعبر عن أمله في أن يكلل الحوار الوطني الذي انطلق في البحرين بالنجاح، ودعا النظام السوري لوقف العنف وتنفيذ الاصلاحات التي وعد بها بسرعة وحسم. وأشار هيغ إلى ان التغييرات التي يشهدها الشرق الأوسط حاليا تجعل من عملية التوصل لاتفاق سلام امر أكثر الحاحا، وأنه يجب أن يظهر قادة دولة المنطقة رغبة جدية في مفاوضات ذات مغزى، وشدد على دعم بلاده للمبادرة العربية للسلام التي طرحها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز.