تسلحت ريم الرويسان بالذوق العالي واعتمدت على احساسها الصادق، فكانت مبدعة سعودية بكل معنى الكلمة في كل لمساتها وأعمالها التي تنجزها، وهي كذلك مؤمنة بأن الفن من أوله إلى نهايته مجموعة أحاسيس تدعمها الدراسة ولا تستحدث من العدم، .. ريم ابنة القصيم والتي تعيش في مدينة الخبر تراهن على أنها محترفة في هندسة الديكور الداخلي، أحد أعمال ريم الفنية في تصميم الديكورات الداخلية لم لا وقد استطاعت أن تثقل هوايتها في تصميم الديكورات الداخلية للمنازل والقصور والمحلات التجارية حتى باتت إحدى المصممات اللائي يشار إليهن بالبنان، لاسيما أنها أنجزت أعمالاً شاهدة لها بأنها فنانة غير تقليدية ولها شخصيتها المستقلة وأسلوبها الفريد، فضلا عن أنها شاركت في عدد من المعارض الفنية كان آخرها معرض شابات الأعمال والذي حققت فيه شهرة واسعة كمصممة سعودية انتقلت من مرحلة "الهواية" إلى مرحلة "الاحتراف"، ولكي نتعرف على المزيد من التفاصيل عن تجربتها مع هذا الفن تحدثت المهندسة ريم الرويسان فقالت :" .. لأن الديكور فن، فقد عملت على تجسيد هذا الفن روعة وفتنة للناظرين، والديكور .. علم قائم بحد ذاته يستند على الجمال ليعكس صورة الفخامة والرقي والحضارة، وأنا منذ الصغر وجدت نفسي أعتني بغرفتي وبتصميمها الداخلي بدءاً من الصور المعلقة فيها مروراً بالرسومات التي تزين الجدران والأضواء والشمعدان، وليس انتهاءً بتفاصيل أخرى، وتجذبني ألوان كل ما هو حولي لأجد نفسي أعكس كل ما أراه لوحة معلقة على جدار ما .. تحكي إحساسا ما ! "، ومن جانبها العائلي تنتسب ريم لأسرة لها تاريخها بالتصميم والتجارة، فأمها كانت مصممة أزياء لها شهرة واسعة في محيط أسرتها وصديقاتها، أما أختها فسيدة أعمال تمتلك مشاغل نسائية ومتخصصة في التصميم والتفصيل، وحول ذلك تضيف ريم :" أهوى الفن، فرغم أني تخصصت أكاديميا بتربية الأطفال، إلا أنني وجدت نفسي أميل للفن بجميع صوره وأشكاله، فصممت الأزياء وكذلك كتبت الشعر قبل أن أقرر العمل مصممة ديكورات، ولم أتخصص في هذا المجال بشكل أكاديمي، لكنني قرأت فيه الكثير، والتحقت بدورات عدة، وعرضت أعمالي على عدد من مهندسي الديكور المعروفين في العالم العربي فدهشوا أنها من إبداعات امرأة غير متخصصة، ولقد قابلت في لبنان مهندس ديكور معروفا وعرضت عليه أعمالي في الإكسسوار والديكور، فذكر لي عبارات لن أنساها، وقال لي " إن المصمم الناجح هو من يمتلك الذوق العالي، وليس الشهادة العليا، وهكذا حينما يكون الفن ذوقا" !! " وأكد لي أن إحساسي كبير في تنسيق الألوان والتعامل مع الأشياء، وهذا يضمن لي التفوق في مهنتي، مشيرة إلى أن هذه الكلمات أشعرتني أنني أسير في الطريق الصحيح كمصممة ديكور"، وتمتلك ريم القدرة على ابتكار تصاميم داخلية بدءاً من الشقق الصغيرة وحتى القصور الكبيرة، وحول ذلك تقول:" الديكور كالعنقود .. من الجميل أن يكون منتظما ومتجانس الألوان يسر الناظرين والمتذوقين .. فعندما استلم البيت بعد بنائه أقوم بتصميمه بالكامل لأدق تفاصيل العيش فيه بكل الرضا والانسجام مع زوايا هذا المكان، وأقوم أيضا بانتقاء ألوان الأصباغ وخامات الستائر والكنب والأثاث بشكل عام، وكذلك الأمر بالنسبة للأرضيات والإكسسوارات الداخلية، كما أقوم بتصميم أماكن الحفلات الخاصة والأعراس وهذا الجانب أقوم فيه بشكل خاص للصديقات والأهل، وفي عملي أضع في اعتباري القدرة المالية للزبائن الذين يطلبون خدماتي، فأوفر لهم أفضل التصميمات وفق ميزانياتهم الخاصة، وهنا تبرز قدرة المصمم على إبداع تصميمات جميلة، بأسعار محددة"، وتنفي ريم أن تكون أسعارها مبالغ فيها فتقول: " يعلم جميع الزبائن الذين أتعامل معهم أنني دخلت هذا المجال حباً فيه، ومن باب الهواية، وليس لأهداف ربحية مادية، ومن هنا فأسعاري هي الأقل بشهادة الجميع حتى أنني قد أبيع مبتكرات أصنعها بنفسي بأقل من كلفتها الحقيقية "، وتوضح ريم أن وجود عائلتها يعني لها الكثير في هذا الإنجاز الفني، وأن الأحاسيس التي تستمدها من أعينهم بدعم وتشجيع وفخر ساعدتها على التوازن بين عملها كمصممة ديكور وأم لطفلين رائعين .. وتضيف :" أحمد الله أنني وازنت بين طموحاتي في مجالي العملي وبين كوني ابنة لوالدّي وأماً لطفلّيٍ، ولم أقصر في حقهم .. فمن يستشعر الفن يعلم أن كل أمور الحياة وتعاملاتها هي ( فن) بحد ذاته ! لهذا أرى عملي حافزاً للعطاء في كل المجالات".