اتهم وزير خارجية سوريا وليد المعلم أمين عام جامعة الدول العربية المنتهية ولايته عمرو موسى بأنه قد تحدث عن الأوضاع في سوريا لأسباب انتخابية «موسى كان قلقًا على سوريا لأطماعه الانتخابية»، وتحدث المعلم بلهجة ساخطة على موسى، فقد رحب بالأمين العام الجديد للجامعة نبيل العربي «وقال للأمين العام المنتهية ولايته عمرو موسى مع السلامة». وكان موسى قد أثار حفيظة سوريا حينما أشار إلى انقسام عربي بشأن الأوضاع في سوريا، وقال في بيان في الرابع عشر من الشهر الجاري: «إن آراء الدول العربية مختلفة مع أنهم كلهم في حالة قلق كبير ومتابعة نشطة وغضب إزاء الأزمة القائمة في سوريا». وأضاف «أن ما نسمعه ونتابعه عن سقوط ضحايا كثيرين يشير إلى اضطراب كبير في سوريا.. لا يجب ترك الأمور في سوريا بهذا الوضع». وكان عدد ضحايا القمع في سوريا آنذاك قد بلغ 1300 قتيل مدني في صفوف محتجين و300 شرطي، وأضاف موسى «سوريا جزء مهم من العالم العربي واستمرار الوضع الراهن قد يؤدي الى ما لا تحمد عقباه... بالنسبة لسوريا». وكانت الجامعة العربية قد مهدت الطريق أمام حلف شمال الأطلسي لشن غارات على ليبيا في مارس عندما طلبت من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة فرض حظر للطيران فوق الأراضي الليبية لحماية المدنيين من قوات القذافي. وفي اليوم نفسه ردت دمشق بعنف على تصريحات موسى، وقال يوسف أحمد سفير سوريا لدى مصر ومندوبها الدائم لدى الجامعة العربية: «إن تصريحات موسى بخصوص الوضع في سوريا غير متوازنة ولا تعدو كونها تجاهلا فاضحا لحقيقة ما تتعرض له سوريا من استهداف خارجي» على حد قوله. وأضاف أحمد «أن الطموحات والأجندات الانتخابية للسيد موسى جعلته يختار توقيتاً مريباً يخدم هذه الطموحات ويجعله يغمض العين عن حقيقة ما تتعرض له سوريا التي يدركها جيداً ويستجيب أيضاً لضغوط القوى الدولية التي حركته من قبل في الملف الليبي ليسعى بشكل واضح الآن كأمين عام للجامعة العربية وقبل أيام من مغادرته المنصب إلى استدعاء نوع من التدخل الأجنبي في الشأن السوري». وكانت الجامعة العربية قد مهدت الطريق أمام حلف شمال الأطلسي لشن غارات على ليبيا في مارس الماضي عندما طلبت من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة فرض حظر للطيران فوق الأراضي الليبية لحماية المدنيين من قوات القذافي. ويبدو أن عدوى النقد السوري انتقلت من الاشتباك بين التشريعيين إلى المشادات بين الرسميين بعد تصريحات المعلم التي أعرب فيها عن امتعاضه من موقف عمرو موسى، إذ سبق أن حدثت معركة «تشريعية» بين رئيس البرلمان العربي علي سالم الدقباسي (كويتي) ونائب سوري بشأن الأوضاع في سوريا، وطالب الدقباسي في جلسة عقدت يوم 22 مايو الماضي بإدانة عربية للقمع الذي تمارسه القوات العسكرية السورية ضد مواطنيها، وقال الدقباسي، آنذاك: إنه تعرض لتهديدات وضغوط للامتناع عن طرح الشأن السوري، وتهديده بطرح موضوع البحرين إذا طرح موضوع سوريا، وتابع قائلا: «ما يحدث في سوريا لم يدرج على جدول الأعمال، ولولا اقتراحي ما نوقش الوضع في سوريا»، متسائلا: «كيف يجتمع البرلمان ولا يتناول ما يحدث في سوريا وليبيا من قمع وقتل ووأد وهم يطالبون بالحرية والكرامة»، وتابع قائلا : «لا أستطيع أن أنام، وهناك أمهات ثكلى وأطفال أصبحوا أيتاما». ورد عليه النائب السوري عبد العزيز الحسن رئيس لجنة الشؤون السياسية في البرلمان العربي التي وضعت مشروع بيان الاجتماع، قائلاً: إن الحديث عن الجيش السوري خط أحمر «هل الجيش السوري جيش محتل؟»، مضيفاً أن الجيش السوري يدافع عن الوطن، وقد نال الحسن من النائب الدقباسي بقوله : «من هدد الدقباسي؟ ومن هو كي يتم تهديده؟»، وحدثت مشادة بين النائبين. ولا يعرف ما سوف يكون عليه رد موسى على المعلم، ولا يبدو أنه سيتجاهل تصريحات الوزير السوري.