شهد قطاع الصناعات الجوية انتعاشة وسط منافسة حامية الوطيس بين الشركات المنتجة للطائرات في العالم، ومع انطلاق معرض لوبورجيه للصناعات الجوية الذى افتتحه الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الاثنين في باريس شهد اليوم الأول تسجيل طلبيات لبيع أكثر من 200 طائرة، ما يدل على انتعاش قطاع تسعى الصين الى تثبيت قدمها فيه الى جانب العملاقين ايرباص وبوينج. جانب من معرض لوبورجيه للصناعات الجوية في باريس .(AFP) فقد حصدت مجموعة ايرباص لصناعة الطائرات طلبيات مؤكدة لشراء 142 طائرة، غالبيتها من طراز ايه320 نيو، فالنسخة المزودة بمحرك جديد للمسافات المتوسطة أغوت الشركتين الأميركيتين «جي إي كابيتال أفيشين سرفيسيز» و»ابر ليس كوربوريشن» على شراء 60 و36 طائرة على التوالي. ووقعت الشركة الاسكندنافية ساس من جهتها على عقد لشراء 30 نسخة من نفس الطائرة، وتمثل كامل الطلبيات المؤكدة لطائرات الايرباص من مختلف الأنواع نظريا أكثر من 15 مليار دولار (10,4 مليار يورو)، لكن هذه العقود تم التفاوض بشأنها حالة بحالة ونادرا ما يكشف عن قيمتها الحقيقية. أما المجموعة الأميركية العملاقة المنافسة بوينج فسجلت من جهتها طلبيات تشمل نحو 40 طائرة، بينها 22 طلبية مؤكدة ست منها للمسافات الطويلة من طراز 777-300 إي أر التي اشترتها القطرية بقيمة 1,7 مليار دولار (حوالي 1,19 مليار يورو) بحسب السعر الأساسي (الكتالوج)، وقال جيم البو رئيس فرع الطيران التجاري في المجموعة الأميركية: «إن الحركة انطلقت بزخم قوي جدا»، وفي السماء بدأت عروض جوية بهلوانية خصوصا مع الطائرة القتالية رافال، وتمكن الرئيس نيكولا ساركوزي من مشاهدة طائرة ايه400ام في رحلتها الوحيدة الى المعرض. فالطائرة العسكرية ايه400ام حرمت من عرض الطيران بسبب مشكلة في المحرك. في المقابل وجدت ايرباص حلا في اللحظة الأخيرة غداة الحادث الذي سمر طائرتها ايه380 على الأرض. وقامت اكبر طائرة تجارية في العالم في نهاية المطاف بعرض طيران بفضل طائرة تابعة لشركة كوريان ابر. لكن العملاقين في هذا القطاع، ايرباص وبوينج، لم يستأثرا بلوبورجيه حيث يسعى البرازيليون والكنديون وأيضا الصينيون لإيجاد مكان لهم في هذا القطاع الذي يكاد يكون ثنائي القطب، ويشمل تحديا بالنسبة للصناعيين الفرنسيين كما قال ساركوزي الذى قال محذرا: «إن لم يكن لدينا قدرة تنافسية لما كان هناك صناعة طيران»، ولفت أمام حشد من القادة وموظفي الشركات الفرنسية في قطاع الصناعات الجوية والدفاعية إلى «أن هناك إستراتيجية وحيدة ممكنة وهي مواجهة تحدي العولمة بان نكون أكثر قدرة على الإبداع والتصور والتنافس»، وأعلنت الشركة البرازيلية امبراير التي تعد ثالث شركة في العالم في قطاع صناعة الطائرات، الاثنين 39 طلبيه لطائراتها اي- جيتس بقيمة 1,7 مليار دولار (حوالي 1,19 مليار يورو) بسعر الكتالوج. كذلك سجلت الشركة الكندية بومبارديه من جهتها طلبية مؤكدة لعشر طائرات من طراز سي اس100 بقيمة 616 مليون دولار لشركة نقل لم تكشف هويتها. لكن الصينيين جذبوا الأنظار بشكل خاص اذ أن الزوار كانوا يتهافتون على مجسم اول طائرة تجارية صينية في التاريخ وهي من طراز سي919 لشركة كوماك لصناعة الطائرات. وقال المسئول عن زيارة الجناح لعسكريين فرنسيين: «إنها أفضل من (البوينج) 787». واستطرد لدى رؤيته شارة الصحافة «انه رأيي وليس الرأي الرسمي» لكوماك. لكن الطائرة سي919 التي من المتوقع أن تجري اول رحلة لها في 2014 على أن يتم تشغيلها في 2016، وشاركت في المعرض لتكون بشكل خاص دليلا على رغبة الصينيين في بناء طائرات. وأكد ممثل للشركة «لا نتوقع تلقي طلبيات».