منذ الخامس عشر من الشهر الميلادي الحالي وأنا في الولاياتالمتحدة استجابة لدعوة كريمة من وزارة التعليم العالي لحضور يوم المهنة للطلاب المتخرجين الذين كانوا ضمن برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث وحفل تكريمهم والاطلاع على جهود الملحقية الثقافية في خدمة الطلاب. لا أخفيكم بأني بهرت بكل ما رأيت وسمعت . لأننا نسمع ونرى عادة ما هو سلبي ولا نتوقف عند ايجابيات كثيرة تثلج الصدر ويهمني أن يطمئن كل الأهالي على أبنائهم هنا فهم بالفعل بين أيدٍ أمينة ترعاهم تعليميا واجتماعيا بأسلوب عملي ودقيق في التواصل. الحديث سيطول عما عايشته هنا ولكني سأبدأ بيوم المهنة الذي نظمته الملحقية هذا العام بقيادة الرجل الديناميكي الأول فيها د. محمد العيسى الذي سعى لتحقيق فائدة ملموسة ومباشرة من ذلك اليوم فالمشاركات كانت من القطاعين العام والخاص والمؤسسات العلمية والأكاديمية المختلفة في المملكة والجميل ان ذلك اليوم لم يكن استعراضيا فقط وانما يمر بخطوات تفعيلية للتوظيف فالمقابلات الشخصية تسير على قدم وساق من قبل جميع الجهات المشاركة لاستقطاب الخريجين وتوظيفهم في الجامعات وكبرى الشركات المشاركة مباشرة ويحضرني الآن ان صحافتنا شغلت في الفترة السابقة بالبحث عن إجابة لسؤال مفاده . كيف ومتى سنوظف المبتعثين اذا كنا لم نوظف خريجي الداخل ؟ والحقيقة ان العمل الآن يجري لتحقيق هذا وذاك في الوقت نفسه وسأتحدث عن هذا في مقال منفصل . إننا لم نعد نلتفت للجهود المخلصة والخطوات العلاجية المثمرة وليس المطلوب هو التوقف عن النقد ولكن أن يسير هذا وذاك في خطى متوازية أمينة وغير مبالغة وهذا من أبسط أدوار الصحافة فلماذا نخجل من قول حقيقة جميلة ونفاخر بالعرض السلبي والسب والشتم . بالأمس كنت اقرأ الخبر عن يوم المهنة في الصحيفة ولفت نظري تعليقات القراء على الخبر وهي في معظمها سلبية تهكمية ساخرة لأنها في الأصل غير مصدقة فأحدهم يقول وهو يقسم بأن الموظفين العرب في الملحقية يحرقون أعصاب أبنائهم ولا يستجيبون لهم . والحقيقة أني رأيت سعوديين وسعوديات على كل المكاتب القيادية رأيت موظفين يعملون في إجازة نهاية الأسبوع عن طيب خاطر . رأيت من يتفاعلون مع هموم الطلاب وظيفيا و إنسانيا حتى لو وصل الأمر إلى حل المشاكل الزوجية ! بالأمس كنت ضمن مجموعة من الكتاب ورؤساء تحرير الصحف في اجتماع مع معالي وزير التعليم العالي وسفير المملكة في الولاياتالمتحدة وكانت كلمتي التي لامني عليها أحد رؤساء التحرير هي ما قلته في البداية عن أهمية طرح الحقائق الإيجابية المبهجة بدلا من تمرير السلبية التي أطبقت على عقولنا مؤخراً في كثير من الجوانب لدرجة أننا لم نعد نلتفت للجهود المخلصة والخطوات العلاجية المثمرة وليس المطلوب هو التوقف عن النقد ولكن أن يسير هذا وذاك في خطى متوازية أمينة وغير مبالغة وهذا من أبسط أدوار الصحافة فلماذا نخجل من قول حقيقة جميلة ونفاخر بالعرض السلبي والسب والشتم . إن الشعور بالفخر في جانب لا يقل أهمية عن الشعور بالخزي في جانب آخر حتى لا تكون الصورة سوداء. [email protected]