قالت مسؤولة كبيرة بجنوب السودان الاربعاء ان أكثر من 60 في المائة من الناخبين شاركوا بالفعل في الاستفتاء على انفصال جنوب السودان مما يعني أن نتيجة التصويت سيمكن اقرارها. تواصل الاقتراع على الانفصال وقالت «ان ايتو» من الحركة الشعبية لتحرير السودان الحاكمة بجنوب البلاد في تصريحات للصحفيين في العاصمة الجنوبيةجوبا: أعلم جيدا أنه بعد ثلاثة أيام من بدء التصويت تم تخطي حاجز الستين في المائة. ومن المرجّح أن يصبح جنوب السودان هذا العام دولة مستقلة، ولكن قبل انضمامه إلى الأسرة الدولية يبقى سؤال لم يجد إجابة بعد، وهو ماذا سيكون عليه اسم الدولة الجديدة؟ جمهورية النيل، نيو سودان أم جمهورية كوش؟ في جوبا العلم الجديد الزاهي الألوان والنجمة في وسطه بات على كل الشرفات والأسطح، كما أن الجنوبيين يتهافتون منذ فترة للحصول على النشيد الوطني الجنوبي، ولم يبقَ سوى الاسم لاستكمال العناصر الأساسية التي تعبّر عن وجود دولة جديدة. وكان الزعيم التاريخي للجنوبيين جون قرنق هو أول من استخدم تسمية نيو سودان، للتعبير عن السودان الجديد العلماني والفيدرالي الذي كان يحلم به قبل أن يقتل في حادث تحطم طائرة كانت تقله من أوغندا إلى الجنوب عام 2005. وهو أصلاً لم يعلن بشكل واضح عن سعيه لإقامة دولة منفصلة. ويفترض أن تولد الدولة الجديدة في التاسع من يوليو موعد انتهاء الفترة الانتقالية التي حددتها اتفاقية السلام العام 2005. مملكة كوش وطلب الجيش الشعبي لتحرير السودان من عدد من الشعراء إنجاز النشيد الوطني الذي حمل اسم "أرض كوش" وهي تسمية توراتية. وحكمت مملكة كوش طيلة ألف عام (من 700 قبل المسيح إلى نحو 350 بعد المسيح) على أرض تمتد من جنوب مصر حتى مدينة ملكال الواقعة في القسم الشمالي من جنوب السودان. من جهته قال رئيس تحرير صحيفة ذي سيتيزن الجنوبية الناطقة بالإنجليزية نيال بول "إن قادة الجيش الشعبي لتحرير السودان يضغطون لاعتماد اسم (كوش)، إلا أن السكان يفضلون تسمية (جمهورية النيل) لأن غالبية مواطنينا يعيشون على طول هذا النهر، وعلاقاتنا مع جيراننا ارتبطت تاريخياً بنهر النيل". ويفضل بعض الجنوبيين عدم استخدام كلمة السودان في التسمية الجديدة.. ويقول الطيب مصطفى رئيس تحرير صحيفة الانتباهة الصادرة في الشمال والقريبة من الرئيس السوداني عمر حسن البشير "إن تسمية السودان عربية عندما كان العرب يتكلمون عن (بلاد السود) ثم تحوّلت إلى السودان". ووعدت الإدارة الأمريكية برفع السودان من قائمتها للدول التي تعتبرها راعية لما يُسمى "الإرهاب"، إذا ما قبلت بنتائج الاستفتاء الخاص بتقرير مصير الجنوب، لكن الخرطوم شكّكت في الوعود الأمريكية. وأعلن مسؤول أمريكي أن اسم السودان قد يسحب من لائحة الدول التي تعتبرها واشنطن مشاركة في "الإرهاب"، اعتباراً من يوليو المقبل، إذا احترمت الخرطوم نتائج استفتاء تقرير مصير جنوب السودان. وقال كبير المفاوضين حول السودان برنستون ليمان "في حال ما إذا جرى الاستفتاء بشكل جيد، وفي حال ما إذا اعترفت الحكومة السودانية بنتائجه، فإن الرئيس باراك أوباما سيعلن نيّته البدء في عملية سحب السودان من اللائحة السوداء". وتشترط واشنطن أيضاً من أجل شطب السودان من لائحة الدول التي تعتبر واشنطن أنها تدعم "الإرهاب" - وهي اللائحة التي تضمّ أيضا إيران وسوريا وكوبا - أن تمتنع الخرطوم عن "تقديم أي مساعدة مباشرة أو غير مباشرة للحركات الإرهابية"، حسبما أعلنه مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية للشؤون الأفريقية جوني كارسون. الخرطوم: نقبل النتيجة على الجانب السوداني قال إبراهيم أحمد عمر مستشار الرئيس السوداني إن حكومة بلاده لا تثق بوعود الأمريكيين فيما يتعلق برفع العقوبات عن السودان بعد انفصال الجنوب. وأضاف من العاصمة الأردنية عمان - "كذب علينا الأمريكيون كثيراً فيما يتعلق بموضوع رفع العقوبات ورفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، وسبق أن وعدونا برفع العقوبات بعد توقيع اتفاقية نيفاشا واتفاقية جوبا، ولكنهم لم يلتزموا بأي من وعودهم في هذا الإطار، نحن باختصار لا نثق بهم". وأكد عمر أن حكومة بلاده ستقبل بنتائج الاستفتاء مهما كانت، وقال إن السودان سيكون أول دولة تعيّن سفيراً لها في جوبا، كما ستقدم كافة أشكال المساعدة لدولة الجنوب إن انفصلت، لا سيما فيما يتعلق بالبنى التحتية. وعلى صعيد الاستفتاء الخاص بحق تقرير المصير لجنوب السودان، تواصلت امس الاربعاء عملية التصويت وسط أنباء عن تراجع نسبة المقترعين، وافادت معلومات ان معدلات الإقبال في جوبا متوسطة ولم تكن بالكثافة التي شهدتها مراكز الاقتراع في اليومين الأولين.