لماذا علي أن أكتب عن شخصية وأنا الذي لم أتعود طرح مثل هذه النوعية من الكتابة،فحين دعيت من الأخ محمد بن سعد العبد الكريم بمناسبة حصول الأستاذ عائض القحطاني على شهادة الدكتوراة في منزل الشيخ العم سعد العبد الكريم ،أكدت حضوري لهذه المناسبة التي جاءت لتكريم العلم وليس المال، وفرق بين العلم والمال, لكن حين تجمع بين ثروة العلم وثروة السوق فأنت بلا شك في قلب المعادلة النادرة للسوق والحياة معا وهذا بالتأكيد ما حصل مع الأخ عائض القحطاني رئيس مجلس إدارة " سمو" القابضة. ** إذا علي أن أرحل في أعماق الرحلة، أي أعماق عائض ،عن شاب عرفته في وقت مبكر من حياتي الصحافية ،وعرفته في بدايات حياته العملية بما فيها من طموح، وذات مساء وكنا وقتها نعتزم اطلاق صفحات جديدة في العقار والنفط تطورت فيما بعد لتصبح ملحقا يوميا اقتصاديا، جاءت مكالمة الأخ عائض الذي يقترح بها عملا مهنيا متخصصا بالعقار برؤية جديدة ، كان عائض القحطاني صاحبها ومؤسسها، وبالفعل كانت الجريدة المبادرة بطرح هذه الرؤية. حين سألني محرر النشرة الاقتصادية في التلفزيون الفرنسي عن أهم ظواهر الاقتصاد في المنطقة خلال الأعوام الماضية قلت له: يوجد شخص أضاء عالم العقار بعصاميته انه عائض القحطاني. ** وقتها لم يكن عائض هو عائض الآن، يتربع على أهم قمة هرم لشركة عقارية ، هي الأهم في منطقة الشرق الأوسط، وليس عائض الآن الذي عرفه سوق العقارات في المملكة كمحور لأهم صفقات في تاريخها، وليس عائض الان الذي أصبح اسمه كفيلا لتغطيه اي مساهمة مهما بلغ حجم تمويلها أو تعقيدها ،من مكة الى جدة والرياض ودبي والشرقية، لقد كان وقتها يملك فقط طموح العصامية والعلم في أعلى درجاته. ** مازلت في أعماق عائض بن فرحان الذي تخرج من مدرستين الأولى مدرسة الشيخ فرحان المبارك القحطاني " يرحمه الله"، و الذي عرفته أسواق النفط العالمية على انه المقاول رقم واحد لمشروع مد أنابيب النفط " التبلاين" من شرق السعودية الى الشمال في بداية السبعينات الميلادية، أما المدرسة الأخرى فهي مدرسة الحياة و تخرجه من جامعة الملك فهد للبترول والمعادن في الإدارة الصناعية، لكن مراحل عائض كانت قصيرة لكنها مضيئة دوما، قصيرة حين سألني محرر النشرة الاقتصادية في التلفزيون الفرنسي عن أهم ظواهر الاقتصاد والقيادة في المنطقة الشرقية خلال الأعوام الخمسة عشر الماضية وقلت له، يوجد شخص أضاء عالم العقار بعصاميته انه عائض القحطاني الذي يتفق عليه الجميع. ** هذا ما كان لصعوده المبكر والسريع ، وهو عموما صعود وسرعة لم تكن بدون حسابات خسارة لكنه الطموح ،اما مضيئة فقد أسس شركة ركاز، ووضع أفكاره في "الأولى"، وقفز منها ل" سمو" لكي يقفز بصناعة العقار للمستثمر وللمستهلك معا، للأول أرباح وللثاني أفكار وبيئة متقدمة ومتطورة في الخدمة الإسكانية، وفي كل محطة منها يعلن عائض ارتقاءه بالعمل المؤسسي العقاري. ** اذا هي رحلة قصيرة إلا أنها رحلة شاقة وطموحة، لذا استحق أن يلقب بالدكتور عايض الذي دفعه طموحه، وعمله الدءوب لدفع عجلة صناعة عملاقة مثل العقار، ليرتبط أيضا برسالة الدكتوراة مع مرتبة الشرف الأولى في صناعة العقار من الجامعة الكندية كونكورديا عن "بوابة مكة ودورها الفاعل في تطوير البيئة والتخطيط العمراني بمكةالمكرمة"، لذا استحق عائض واستحق السوق.