قال تعالى ( وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة ) في إشارة إلى استخلاف المولى عز وجل للإنسان للتصرف بالأرض وعمارتها , « الاستخلاف « ينبع من مبدأ وحدانية الخالق , فهو المالك الواهب الذي منح الإنسان أمانة الخلافة في الأرض , وللخلافة ضوابط تنسجم مع ما أمر الله به وما شرعه وليس كما يريد الإنسان لنفسه , لذا موقف الإسلام من الكون هو موقف ألفة ومحبة , وإذا كان غير المسلم يسعى للمحافظة على البيئة والموارد الطبيعية من أجل رفع مستوى الحياة المادية , فإن المسلم ينظر لمفهوم البيئة بنظرة فيها سمو أكثر بحكم كونها توجيها ربانيا يطلب الحماية من الأضرار والمخاطر عطفا على متطلبات الاستخلاف في الأرض بصرف النظر عما تجلبه له هذه الحماية من مصلحة خاصة , ويتضح هذا في واقع العناصر الأساسية للطب الوقائي في الإسلام ( الصحه الشخصية , صحة البيئة , الوقاية من الحوادث ) . مفهوم « صحة البيئة « يجسد قاعدة إسلامية رئيسية , وهي أن كل مسلم مسئول ومشارك في عملية سلامة جماعة المسلمين تطبيقا للقاعدة التي وضعها الرسول صلى الله عليه وسلم ( المؤمن للمؤمن كالجسد الواحد ) مفهوم « صحة البيئة « يجسد قاعدة إسلامية رئيسية , وهي أن كل مسلم مسئول ومشارك في عملية سلامة جماعة المسلمين تطبيقا للقاعدة التي وضعها الرسول صلى الله عليه وسلم ( المؤمن للمؤمن كالجسد الواحد ) فمن لا يهتم بأمر المسلمين فهو ليس منهم , والتي تستلزم ألا يكون مصدر ضرر للبيئة , بالإضافة إلى ملاحظة توافر العديد من الأحاديث الشريفة التي تتناول جوانب الوقاية والحماية بدرجة تكون أقرب للأمر و الإلزام . منظمة الصحة العالمية في جنيف ومن خلال دليلها العلمي والصادر في عام 2007 ميلادي الذي يذكر أن مخاطر صحة البيئة تعتبر تهديدا لصحة الإنسان نتيجة تعرضه لعوامل مسببة للأمراض تتزامن وبشكل وثيق مع الكوارث والطوارئ , و تقاس قابلية التأثر بالكوارث البيئية بدرجة قدرة الفرد أو المنظمات على التنبؤ بآثار الكوارث أو التعامل معها أو مقاومتها أو التعافي منها . كما تم أيضا في العديد من المناسبات العلمية تبني دمج الحق في الصحة و حقوق الإنسان على الصعيد الدولي بهدف دعم الخدمات الوقائية والصحية في المجتمع . بينما أعطى المجتمع الإسلامي وعلى الدوام أهمية كبيرة للصحة الوقائية , حيث كان الحق في الصحة ضمن نظام الأوقاف و العمل التطوعي , مع التنبيه على دور المسئولية الجماعية والتي هي أساس التمتع ببيئة صحية آمنة . خاتمه : البيئة خلق كريم وذوق سليم *** وفكر يعي أبواب الخطر نشيدنا ليس كلاما واهنا *** ولا حروفا في الهوى تنتثر [email protected]