يمتاز جويل كامبل لاعب كوستاريكا بالمهارة والسرعة والقوة وصناعة الأهداف والتسجيل، وهي كلها جوانب ساعدته على التألق بين الكبار في كأس العالم المقامة في البرازيل. وساعد مجهود اللاعب البالغ من العمر 22 عاما وشجاعته في دور المهاجم الوحيد كوستاريكا على ان تكون الحصان الاسود للبطولة لتهزم العملاقين اوروجواي وايطاليا في طريقها للظهور في دور الثمانية لاول مرة في تاريخها. وضمنت هذه العروض القوية ظهور لاعبين كانوا في الظل مثل كامبل والبلجيكي ديفوك اوريجي والهولندي ممفيس ديباي الى جوار لاعبين بارزين مثل البرازيلي نيمار والارجنتيني ليونيل ميسي. وابلغ سيلسو بورجس زميل كامبل في منتخب كوستاريكا رويترز "جويل من افضل المواهب التي شاهدتها. يمكنه الوصول الى ابعد مدى يريده". وتضاف هذه الشهادة الى شهادات اخرى من نجوم بارزين مثل جوزيه مورينيو مدرب تشيلسي وتييري هنري مهاجم فرنسا السابق. وقال بورجس قبل مواجهة دور الثمانية أمام هولندا "انه نجم حقيقي. قدرته على التعامل مع مواقف لاعب للاعب تمنحه فرصة الوصول الى ابعد مدى". ورغم طوله البالغ 1.78 متر الا انه تسبب في ازعاج شديد لدفاعات المنافسين في البرازيل وسجل هدفا وصنع آخر. كما ان قدرته على الركض على الاطراف وفي منتصف الملعب تجعل رقابته امرا بالغ الصعوبة، وقد اظهر كذلك قوته في الالتحامات القوية ليفوز بالكرة. وسرعة كامبل ومهارته تجعله لاعبا خطيرا بينما تكسبه قدرته على اللعب في مركز الجناح قدرا كبيرا من المرونة. واكتشف مدرب كوستاريكا السابق ريكاردو لافولبي كامبل اثناء ركله العلب المعدنية الفارغة في الشارع. وقال لافولبي بعد ان استدعاه للعب مع المنتخب الوطني "ايها السادة ادعوكم لنسيان ميسي ونيمار واقدم لكم كامبل الذي اكتشفته وهو يلعب بعلب معدنية فارغة في الشارع". ويعول المهاجم جويل كامبل أحد ابرز الاكتشافات في نهائيات كاس العالم على ظهوره اللافت مع منتخب بلاده وبلوغه دور الربع النهائي للعرس العالمي ليفرض نفسه في التشكيلة الاساسية لارسنال حيث ينتمي الى صفوفه منذ 3 اعوام دون ان يلعب معه مباراة واحدة. ويقول عنه المدرب الكولومبي خورخي لويس بينتو: "إنه الرجل الذي يزعزع أي خط دفاع ويفاجئه، يغير إيقاع اللعب. كان مشاكسا وخلق متاعب كثيرة للدفاع الاوروغوياني الذي وجد صعوبة كبيرة في الحد من خطورته". أما نجم كوستاريكا السابق وثاني أفضل هداف في تاريخها باولو وانشوب، فقال: "إنه مهاجم رائع، يملك فنيات عالية جدا، سريع، ويملك إبداعا واسعا على ارضية الملعب". وأضاف وانشوب الملقب ب"النمر" والذي يوجد حاليا ضمن الجهاز الفني للمنتخب الكوستاريكي: "خصومه سيحذرون منه كثيرا" معربا عن ثقته في المهاجم الواعد بقوله: "إنه لاعب يملك الموهبة وإبداعه سيساعده على التفوق عليهم، سبق وأن أكد ذلك في مناسبات عدة". وتابع: "إذا رغب في الذهاب بعيدا في مسيرته الاحترافية، يتعين عليه معرفة كيفية مواجهة هذه التحديات". ويرتبط كامبل مع المدفعجية بعقد منذ عام 2011 لكنه لم يلعب ولو مباراة واحدة معه فأعير في الموسم الاول الى لوريان الفرنسي، وفي الثاني الى بيتيس اشبيلية الاسباني، والثالث الى اولمبياكوس اليوناني. ووجه الواعد كامبل الذي احتفل بربيعه الثاني والعشرين الخميس الماضي إشارة قوية الى مدرب الفريق اللندني الفرنسي ارسين فينجر منذ المباراة الاولى له في المونديال البرازيلي في 14 يونيو أمام الاوروجواي، بتسجيله هدفا وصنعه آخر خلال الفوز الكبير على رابع النسخة الاخيرة، والذي أطلق المغامرة الكوستاريكية على الاراضي البرازيلية. ويبدو ان فينجر التقط الاشارة جيدا بتصريحه مؤخرا: "سيعود إلى صفوفنا". لا يكل كامبل ولا يمل في استغلال أنصاف الفرص للتأكيد على موهبته وأحقيته في الدفاع عن ألوان المدفعجية، وسبق أن أفصح عن ذلك بهدف رائع مع فريقه اولمبياكوس في مرمى الغريم التقليدي مانشستر يونايتد (2-صفر) في ذهاب الدور ثمن النهائي لمسابقة دوري أبطال أوروبا في 25 فبراير الماضي. ولد كامبل في سان خوسيه عاصمة كوستاريكا وانتقل الى ارسنال في 2011 من ديبورتيفو سابريسا مقابل مليون جنيه استرليني فقط (1.70 مليون دولار) لكنه لم يلعب حتى الآن مع النادي الانجليزي بسبب مشاكل الفيزا. وعد كامبل قبل انطلاق البطولة انه لن يعود الى انجلترا وصفوف ارسنال هذا الصيف حتى يقود منتخب بلاده الى دور الربع النهائي. وقد وفى بوعده وحقق الانجاز التاريخي مع منتخب بلاده للمرة الاولى في العرس العالمي. وهو الآن أمامه انجاز تاريخي آخر الا وهو التواجد في دور الاربعة، وذلك يمر عبر العقبة البرتقالية المتمثلة في المنتخب الهولندي الذي سيلاقيه السبت المقبل في سالفادور دي باهيا على ملعب "أرينا فونتي نوفا".