لم يكن خروج الولاياتالمتحدةالامريكية من نهائيات كأس العالم عاديا بعد خسارتها امام بلجيكا 1-2 في القوت الاضافي بعد التعادل السلبي في القوت الاصلي، لان وقع الهزيمة كان كبيرا، وأثبت البلد الذي يعشق كرة القدم الامريكية وكرة السلة والبايسبول ان حمى كرة القدم او "السوكر" كما يطلق عليها في بلاد العم سام صارت من الرياضات ذات الاهتمام الكبير بين شريحة كبيرة من الامريكيين. مشاهدة الرئيس الامريكي باراك اوباما يتفاعل مع المباراة وحرصه على الاتصال بالحارس الرائع تيم هاورد نجم المباراة امام بلجيكا والمهاجم كلينت ديمبسي تشير الى ان امريكا من اعلى هرمها دخلت في عشق غير محدود لهذه الرياضة، التي احتاجت عقوداً طويلة لطرق ابواب الجماهير في الولايات الشاسعة. الممثل الشهير والحائز على جائزة الاوسكار في اكثر من مناسبة توم هانكس نشر صورا على مواقع التواصل الاجتماعي مع عائلته متأثرا بالخروج من اكبر بطولة على مستوى العالم. إذن كرة القدم بدأت تكسب مكانة هامة في امريكا، والاهم هو التطور الكبير الذي وصل اليه المنتخب تحت قيادة المدرب الالماني يورغن كلينسمان، وقبله ابن البلد بوب برادلي وللمفارقة ان ابنه مايكل برادلي احد نجوم الفريق الحالي. يبدو ان المونديال الحالي اعاد الى اذهان القائمين على اللعبة هناك ذكريات استضافتهم لكأس العالم 1994، فبدأوا بالتحرك من اجل المحاولة مرة جديدة بالحديث عن رغبة في استضافة نسخة عام 2026، ومن الطبيعي ان يكون رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم جوزيف سيب بلاتر اكثر السعداء، فخلف الاستضافة هناك السوق الامريكي المفتوح على مصراعيه والبطولة ستدر على امبراطورية الفيفا مليارات من الدولارات (طبعا بلاتر لن يكون على رأس الهرم في ذلك الوقت)، لكن لا مانع من منح الامريكيين وعدا قد يحققوه بعد ان يترك منصبه لان مونديال 2018 في روسيا و2022 في قطر، واذا نجح بلاتر في البقاء رئيسا للفيفا لولاية جديدة عام 2015 ستنتهي في 2019 من الطبيعي ان يغادر بعدها، وهكذا يكون قد امضى 21 عاما رئيسا للفيفا، والسويسري قال: "هناك اهتمام غير عادي باللعبة حاليا وانا سعيد لذلك". جيروم فالكه الامين العام للفيفا كان واضحا حين قال: "لقد أبدى الجمهور في الولاياتالمتحدة شغفا في اللعبة، وهم على استعداد لتنظيم الحدث عام 2026 فيبدو ان شغفهم بكرة القدم صار يوازي اهتمامهم بكرة السلة". من جهته، أعطى سونيل جولاتي رئيس الاتحاد الامريكي لكرة القدم وعضو المكتب التنفيذي في الاتحاد الدولي أملا لجماهير بلاده بالقول: "امريكا قد تتقدم بطلب استضافة نهائيات كأس العالم 2026". الولاياتالمتحدة سبق وان تقدمت بطلب استضافة نهائيات كاس العالم 2022 لكن ملفها خسر في التصويت الاخير امام الملف القطري بفارق كبير (14-6). لكن للانصاف، فإن امريكا نظمت واحدا من افضل بطولات العالم عام 1994، حيث بلغ معدل الحضور 69 الفا في المباراة الواحدة وهو الاعلى بين كافة البطولات، وتمكنت البرازيل من هزيمة ايطاليا في المباراة النهائية آنذاك بركلات الترجيح. لكن أهم ذكرى عالقة في اذهان عشاق كرة القدم هو فشل المغنية الامريكية الشهيرة ديانا روس من تسجيل هدف من ركلة جزاء والمرمى خال بدون حارس مرمى، حين سددت الكرة خارجا من 12 ياردة وذلك في احتفالية الافتتاح.