إمساكيات رمضان • توزع بعض الشركات والمؤسسات إمساكيات لشهر رمضان المبارك، وهذه الإمساكيات خاصة بأوقات الصلوات، ولكن الذي لفت انتباهي وضعهم وقتاً للإمساك يسبق وقت أذان الفجر بربع ساعة، فهل لعملهم هذا أصل من السنة؟ لا أعلم لهذا التفصيل أصلاً، بل الذي دل عليه الكتاب والسنة أن الإمساك يكون بطلوع الفجر؛ لقول الله سبحانه: وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ …[1] الآية. ولقول النبي «صلى الله عليه وسلم»: ((الفجر فجران، فجر يحرم الطعام وتحل فيه الصلاة، وفجر تحرم فيه الصلاة (أي صلاة الصبح) ويحل فيه الطعام))[2] رواه ابن خزيمة والحاكم وصححاه كما في بلوغ المرام، وقوله «صلى الله عليه وسلم»: ((إن بلالاً يؤذن بليل، فكلوا واشربوا حتى يؤذن ابن أم مكتوم))[3]. قال الراوي: وكان ابن أم مكتوم رجلاً أعمى لا ينادي حتى يقال له: أصبحت، أصبحت. متفق على صحته. والله الموفق. الشيخ عبدالعزيز بن باز الصائم دون الصلاة • هل يجوز الصيام إذا كان الشخص يدخن ولا يصلي؟ بالنسبة للدخان فهو معصية، والصيام صحيح. وأما الصلاة إذا كان لا يصلي البتة فالقول المفتى به أنه كافر، وحينئذ لا يصح منه أي عبادة لا صيام ولا غيره. وإذا كان القصد أنه لا يصلي يعني مع الجماعة ويصلي في بيته فقد ارتكب إثماً عظيماً، ومع ذلك صومه صحيح. الشيخ عبدالكريم الخضير
الإبر للصائم • هل إبرة الفلوتارين المسكنة للآلام تفطر ؟ مع العلم أنها إبرة في العضل؟ الحقن أو الإبر إما أن تكون للتداوي والمعالجة، كالمضادات الحيوية والبنسلين والأنسولين والفلتارين لخفض درجة الحرارة أو لخفض الضغط أو لتسكين الألم أو للتخدير كالمورفين ونحو ذلك، أو للتطعيم، أو لتنشيط الجسم وتقويته كالمشتملة على الفيتامينات أو الكالسيوم أو الحديد، فهذه وأمثالها لا تفطر، لأنها ليست أكلا ولا شربا، ولا في معناه، ولا ينالها النص لفظا ولا معنى والأصل صحة الصوم وسلامته. وأحسب أن علماء العصر مجمعون على ذلك، واختلفوا في الإبر المغذية التي يقصد بها التغذية، ويستغنى بها عن الأكل والشرب كالجلوكوز وغيره، وهي تستخدم غالبا لمريض بلغ به المرض مبلغا كبيرا، أو خرج من عملية جراحية يحتاج معها إلى التغذية الصناعية، فقال جماعة: هي مفطرة، لأنها في معنى الأكل والشرب وهو رأي علمائنا المعاصرين كابن باز وابن عثيمين وابن جبرين، وقال آخرون: لا تفطر لأنها وإن صح وصولها إلى المعدة فمن غير المنافذ الطبيعية إذ المفطر ما وصل إلى المعدة من المنافذ الطبيعية، وهذا قول الصاحبين محمد بن الحسن وأبي يوسف واختاره بعض المعاصرين كالقرضاوي ومحمد بخيت مفتي الديار المصرية ولجنة الإفتاء بالأزهر برئاسة عبدالجليل عبدالمجيد سليم وعندي أن هذا القول قول قوي، إلا أن مثل هذا المريض ينبغي له أن يفطر خشية أن يزيد مرضه أو يتأخر شفاؤه. أ.د. سعد الخثلان