شنت قوات الحكومة الاوكرانية عمليات عسكرية جديدة على انفصاليين موالين لروسيا شرق أوكرانيا وهاجمت قواعد انفصالية، امس، فيما كشف وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير عن الفشل في إتمام اتفاق دولي لنزع فتيل الأزمة الأوكرانية في اللحظة الأخيرة، فيما اتهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الولاياتالمتحدة امس الثلاثاء بابتزاز فرنسا فيما يتعلق ببيع سفن حربية لبلاده. وقال بوتين خلال اجتماع للسفراء في موسكو: "إننا على دراية بالضغط الذي تمارسه الولاياتالمتحدة على فرنسا لكي لا تبيع سفن "ميسترال" الحربية لروسيا، إن هذا بمثابة ابتزاز". وأوضح شتاينماير امس في مدينة بون أنه كانت هناك مفاوضات بهذا الشأن على مدار الاثنين بين ألمانيا وكل من روسياوأوكرانياوفرنسا. وتابع شتاينماير: "كنا قريبين جدا من التوصل لاتفاق لكنه لم يصمد لحين الدفع بالخطوات الحاسمة قدما"، ونتيجة لذلك قرر الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو عدم تمديد الهدنة التي استمرت على مدار عشرة أيام. وخلال كلمته أمام "منتدى الإعلام العالمي" التابع لمحطة "دويتشه فيله" الألمانية، قال شتاينماير: إن المحاولات ستتواصل خلال الأيام المقبلة للتوصل إلى اتفاقية لتسوية الأزمة الأوكرانية. وأعرب الوزير الألماني عن اعتقاده أن المفاوضات وحدها هي الوسيلة التي يمكن ان توقف إراقة المزيد من الدماء في أوكرانيا. ورأى شتاينماير أن فرض رقابة مشتركة على الحدود الروسية الأوكرانية يمكن أن يمنع استمرار وصول الأسلحة إلى شرق الجمهورية السوفيتية السابقة. وأعرب شتاينماير عن شعوره بخيبة الأمل لعدم تحقق توقعاته الخاصة بإبرام الاتفاق، وأضاف: إن "الاتفاق لم يكن بطبيعة الحال ليحل الأزمة الأوكرانية بشكل دائم ونهائي، لكنه كان سيمنحننا فقط وقفة لالتقاط الأنفاس". أسف روسي وأعربت السلطات الروسية امس عن "أسفها العميق" إثر القرار الذي اصدرته كييف الليلة قبل الماضية بإنهاء وقف اطلاق النار للقوات الحكومية في شرق اوكرانيا، بحسب بيان لوزارة الخارجية. وطلبت موسكو من شركائها الغربيين "وقف استخدام اوكرانيا كعملة مقايضة في اللعبة الجيوسياسية"، بينما لم تؤد مشاورات جرت بين رؤساء روسياواوكرانياوفرنسا والمانيا الى تمديد العمل بوقف اطلاق النار. عمليات عسكرية من جهته، قال رئيس البرلمان الأوكراني أولكسندر تيرتشينوف: إن قوات الحكومة شنت عمليات عسكرية جديدة على انفصاليين موالين لروسيا في شرق أوكرانيا امس الثلاثاء وهاجمت قواعد انفصالية. وأضاف: "يمكنني إبلاغكم انه في الصباح تجددت العملية المناهضة للارهاب، تنفذ قواتنا المسلحة هجمات على قواعد إرهابية ونقاط تفتيش". وكان الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو أعلن أنه لن يجدد وقف اطلاق النار الرامي لإتاحة الفرصة لإجراء محادثات سلام مع المتمردين، واتهم المتمردين بعدم احترام وقف اطلاق النار وعدم الالتزام بخطة السلام التي اعلنها. وقال بوروشينكو في خطاب بثه التلفزيون: "سنهاجم ونحرر أرضنا، قرار عدم تمديد وقف اطلاق النار ردنا على الارهابيين والمسلحين واللصوص". وقال المتحدث العسكري اولكسي دميتراشكوفسكي: "بعد خطاب الرئيس انطلقت عملية مناهضة الارهاب، أطلقنا القذائف ونفذنا غارات جوية على نقاط استراتيجية للارهابيين وأماكن تجمعهم". وصرح لوكالة انباء انترفاكس: إن المتمردين اطلقوا النار على طائرة سوخوي -25 وألحقوا بها اضراراً، ولكن الطائرة تمكنت من الهبوط بسلام في قاعدتها الجوية، ونفى ما اعلنه المتمردون عن اسقاط طائرة هليكوبتر عسكرية. وجاء اعلان الرئيس الأوكراني إنهاء وقف اطلاق النار بعد مكالمة هاتفية رباعية مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند والمستشارة الالمانية انجيلا ميركل؛ بهدف انهاء الأزمة في الشرق الناطق بالروسية، حيث تقاتل قوات الحكومة المتمردين منذ ابريل. وقال بوروشينكو على صفحته على فيسبوك: "واضعا في الاعتبار كل الظروف، أستطيع أن أؤكد أن الأمور ستكون صعبة، ولكن ينبغي أن نوحد قوانا لأننا نقاتل لنحرر أرضنا من القذارة والطفيليات". وفي مدينة سلافيانسك في الشرق وهي معقل للانفصاليين منذ سيطرتهم عليها في ابريل، سُمع دوي قصف لكن لم يتضح الاتجاه الذي يأتي منه الصوت. وأبدى بوروشينكو استعداده لوقف اطلاق النار مرة اخرى "في أي لحظة"، اذا اتضح أن جميع الاطراف مستعدة لتنفيذ جميع بنود خطة السلام بما في ذلك اطلاق سراح الرهائن وأحكام السيطرة على الحدود.