إذا فكرت في مراجعة مركز التأهيل الشامل للفتيات في الدمام، فقد يتطلب الأمر منك، الحصول على إجازة مفتوحة من مقر عملك، ويتطلب أن يكون في الصباح الباكر، بعد صلاة الفجر، لعل أن يحالفك الحظ في حجز رقم من أفراد الأمن، وعليك أن تثق أن الحصول على هذا الرقم، ليس بالأمر الهين، لأنه يحتاج إلى مراجعة، ليس يوماً أو يومين، و قد يصل إلى60 يوماً. معاناة أولياء الأمور في مركز التأهيل الشامل وصلت لذروتها
طلبات المستفيدين يذكر عبدالله الرضوان أحد أولياء الأمور أنه «منذ أكثر من خمسة أسابيع، وأنا أراجع المركز يومي الأحد والثلاثاء، ولم أتمكن من إنهاء إجراءات ابنتي، التي تعاني من إعاقة السمع، من أجل صرف الإعانة التي حددتها حكومتنا الرشيدة للأطفال المعاقين»، مضيفاً «أتواجد عند بوابة المركز منذ الصباح الباكر، في اليوم المخصص لاستقبال طلبات المستفيدين من الفتيات، بهدف الحصول على رقم يؤهلني للدخول إلى صالة المراجعين داخل المركز، لدرجة أنني استنفذت أيام إجازتي في مقر عملي، على ذمة مراجعة المركز». قوانين وأنظمة ويتابع الرضوان «لم أتمكن من إنهاء الإجراءات الخاصة بابنتي، والسبب يكمن في وجود قوانين وأنظمة، تصدر كل أسبوع، يتم تطبيقها من قبل موظف الأمن المسئول عن توزيع الأرقام»، موضحاً «أحياناً يطلب منا التواجد الساعة السادسة صباحاً، ورغم ذلك لا يتم توزيع الأرقام، إلا في الساعة السابعة، في تلك الأثناء أجد التدافع بين المراجعين وصل إلى ذروته، من أجل الحصول على الأرقام، وهذا يرجع من وجهة نظري إلى عدم وجود آلية لمعرفة الأسبقية، وبالتالي تحدث الربكة ويفوتنا موعد التقديم». عدد الأرقام ورأى عبد الرحمن شاكر محدودية كبيرة في الأرقام التي توزع على المراجعين، ويقول «لا تتجاوز هذه عدد الأرقام ال 15 رقما، من يومي الأحد والثلاثاء، مما يجعل فرصة التقديم صعبة بالنسبة للكثير من أولياء الأمور، خاصة أن البعض يأتي من أماكن بعيدة، وهذا يتطلب منهم التواجد من وقت مبكر، كي يتمكنوا من الحصول على أرقام تمكنهم من الدخول لصالة الاستقبال»، موضحاً «بسبب هذه المعاناة، حدثت بعض المشادات الكلامية بين بعض المراجعين، أضف إلى ذلك أن موظف الاتصال، يتعامل معنا أحياناً بقسوة، مما جعل الأمر يتطور بينه وبين بعض المراجعين، ووصل إلى حد التشابك بالأيدي». لم أتمكن من إنهاء الإجراءات الخاصة بابنتي، بسبب وجود قوانين وأنظمة جديدة، تصدر كل أسبوع، يتم فرضها وتطبيقها من قبل موظفي الأمندون فائدة أما فواز العتيبي فيقول: «قاربت على الشهر، وأنا أراجع المركز، ولم أتمكن من إنهاء إجراءات ابنتي التي تعاني من إعاقة كاملة»، مضيفاً «في كل أسبوع، ألحظ وجود نظام جديد، وتعليمات جديدة، تأتي بها إدارة المركز من أجل تطبيقه، فلا نكاد نستوعبه، إلا ويأتي نظام آخر، يطبق علينا نحن المراجعين، والضحية في هذه الحالة هم أطفالنا الصغار المعاقين، الذين يتكبدون معاناة المجيء من الصباح الباكر، إلى وقت الظهيرة، دون فائدة تذكر». الصباح الباكر وذكر صالح عبدالله أن «إدارة المركز أوعزت لحراس الأمن، بأن يقوموا بتوزيع عدد من الأرقام على بعض المراجعين عند بوابة المركز، بحيث لا تتعدى هذه الأرقام 15 رقما، في إشارة إلى أن الشخص الذي يفوته الحصول على رقم في يوم ما، عليه الانتظار لأسبوع قادم من أجل الحصول على رقم مماثل»، مضيفاً «أصبحنا نأتي من الصباح الباكر للمركز، لعدم فوات فرصة توزيع الأرقام علينا، ورغم ذلك، لم نتمكن من الحصول على أرقام، وفي كل مرة، نمني أنفسنا في الحصول على رقم، ولكن أمنياتنا تذهب سدى، وذلك لأننا نأتي من أماكن بعيدة، ولدينا ارتباطات تجعلنا لا نستطيع المجيء في وقت مبكر». أولياء الأمور وقال بدر بو حمد: «وقعت الكثير من المشاكل مع أفراد أمن المركز، وهذا سبب لنا حالة من التذمر تجاه إدارة المركز، التي أعتقد أنها لا تعلم حقيقة ما يحصل في الخارج»، مطالباً ب»مراعاة ظروف أولياء الأمور، خاصة كبار السن منهم، الذين صار البعض منهم، يداوم على مراجعة المركز أكثر من شهرين، ورغم ذلك، لم يتمكنوا من إنهاء إجراءات بناتهم، اللواتي يستحققن الإعانة».
الإدارة: لا نعلم بحقيقة ما يفعله موظفو الأمن وأكدت مديرة مركز التأهيل الشامل للفتيات بالدمام فايزة الغامدي أن «إدارة المركز تحرص دائماً على إنهاء مصالح المراجعين بكل يسر وسهولة، للتخفيف عن كاهل المواطنين، ولتجنب وجود أي ازدحام»، مضيفة «وقوع بعض المشادات بين المواطنين وأفراد الأمن، جعلنا نصدر تعميماً على منسوبي المركز كافة، بتقسيم أيام الأسبوع على نوعية الخدمات المقدمة للمراجعين، كل بحسب نوع الخدمة»، موضحة «يشمل هذه التعميم على أن يختص يوم السبت بذوي الاحتياجات الخاصة، ويومي الأحد والثلاثاء للطلبات الجديدة، ويومي الاثنين والأربعاء للحالات المحولة للمركز من قبل المستشفيات والمراكز التأهيلية، وحرصنا على تفعيل هذا التعميم من قبل الموظفين في المركز، وطلبنا وضع صورة توضح هذا التعميم على بوابة المركز، كي يكون للمراجعين علم بهذا التقسيم». وبشأن ما يحصل عند بوابة المركز من عشوائية في توزيع الأرقام، من قبل أفراد الأمن، قالت الغامدي: «أعتقد أن هذا الأمر فيه اجتهادات شخصية، قام بها بعض أفراد الأمن، والإدارة لم تطلب منهم القيام بهذا الفعل، ولكنهم تطوعوا للقيام بهذا الصنيع، من تلقاء أنفسهم، من أجل ضبط النظام بين المراجعين، وخوفاً من حدوث مشاكل أو مصادمات مع بعضهم البعض، خاصة أن أعداد المراجعين والمراجعات تفوق أحياناً 100 شخص في اليوم الواحد». وأضافت الغامدي أن «تحديد أعداد المراجعين لاستقبالهم يومياً، يرجع لأسباب عدة، خارجة عن إرادتنا، ومنها محدودية الإمكانات التي لدينا في المركز، ومنها نقص في أعداد الموظفات اللواتي يقمن على خدمة المراجعات، كذلك الكشف الطبي الذي يتطلب القيام به من قبل طبيبة المركز، على الفتاة المعوقة التي تستحق الإعانة، وهذا يستغرق منا وقتاً كبيراً».