تمسَّكت مفوضية استفتاء جنوب السودان بمنتصف شهر يناير الجاري كآخر يوم للاقتراع ما لم يتم تمديده. وأكد عضو المفوضية باولينو ولاني ويلا في تصريح صحفي أن إعلان النتائج سيكون بعد نظر المحاكم في الطعون، مشيراً لعدم تقديم أي طعون أو أية "شائبة" صاحبت التصويت. استمرار الاقتراع في جنوب السودان وقال إن القانون يلزم المفوضية بإعلان النتيجة النهائية للاستفتاء خلال شهر من بداية الاقتراع. موعد إعلان النتائج وتوقع إعلان النتيجة في منتصف فبراير المقبل.. وأوضح مدير العمليات بمفوضية استفتاء جنوب السودان حسن جاد كريم، أن عملية التصويت في المراكز خارج السودان تسير بصورة جيدة، مشيراً لعدم تلقي المفوضية أية شكوى من المراكز. يشار إلى أن هنالك ثماني دول خارجية تحتضن مراكز لاقتراع الناخبين الجنوبيين، وهي مصر وأمريكا وأستراليا وكينيا وأوغندا وأثيوبيا وكندا وبريطانيا. وفي السياق قال منظمون الثلاثاء ان نسبة الاقبال الكبيرة على الاستفتاء بشأن انفصال جنوب السودان تأتي على خلاف تكهّنات مظلمة ومن المؤكد تقريباً أن تصل الى نسبة الستين بالمائة المطلوبة لكي يكون الاستفتاء ملزماً. وأدلى الآلاف بأصواتهم أمس وهو ثالث أيام الاستفتاء الذي يتوقع أن يؤدي الى انفصال منطقة جنوب السودان الفقيرة المنتجة للنفط واقامة أحدث دولة في افريقيا. وقال محمد ابراهيم خليل رئيس مفوضية الاستفتاء ان التصويت يسير بسلاسة شديدة وانه لا يبدو أن هناك خوفاً من الفشل في الوصول الى نسبة60 في المائة. وذكر أنه يعتقد أن النسبة ستكون أكثر بكثير من ذلك. ونصّ اتفاق السلام الشامل في السودان المبرم عام 2005 على اجراء الاستفتاء.. وتنص قواعد الاستفتاء على أن نسبة الإقبال في التصويت يجب أن تصل الى 60 في المائة حتى يكون ملزماً. ويجب أن يختار أكثر من 50 في المائة من الناخبين استقلال الجنوب حتى يتسنى له الانفصال عن الشمال وهذه هي النتيجة الارجح.
الخرطوم لن تتحمّل الديون وأكدت وزارة الخارجية السودانية ان الخرطوم لا تنوي أن تأخذ على عاتقها كامل الديون السودانية، خلافاً لما قاله الرئيس الامريكي الاسبق جيمي كارتر. وقد اعلن كارتر لشبكة «سي أن أن» الامريكية، ان الرئيس السوداني عمر البشير قال له خلال لقاء السبت ان هذه الديون المقدرة ب36 مليار دولار ينبغي ان تؤول الى شمال السودان في حال انفصال الجنوب. وذكرت وكالة الانباء السودانية ان "وزارة الخارجية نفت نفياً قاطعاً تصريحات الرئيس الامريكي الاسبق جيمي كارتر". واوضح المتحدث باسم الوزارة خالد موسى، كما ذكرت الوكالة السودانية، ان البشير رأى "خلال لقائه مع كارتر ان تسوية الديون مسؤولية مشتركة بين الشمال والجنوب والمجتمع الدولي"، موضحاً ان مسألة الديون هي احد المواضيع العالقة في المفاوضات بين الشمال والجنوب.
المراقبون يشيدون وأشاد مراقب دولي روسي ضمن الوفود الدولية التي تراقب عملية الاستفتاء في السودان بعملية الاقتراع في يومها الثالث. وقال في مقابلة أجراها رئيس اللجنة المركزية للانتخابات في أنجوشيا موسي يفلويف مع قناة "روسيا اليوم" الفضائية الناطقة بالعربية إنه لم تحدث أي مشكلات جوهرية وأن الاستفتاء يجري في مناخ هادئ. وردا على سؤال حول المشكلات التي واجهها المراقبون خلال مراقبة مراكز الاقتراع نقلت القناة عن يفلويف قوله: "من الطبيعي أن تحدث مشكلات خلال تنظيم مثل هذه الأحداث وهي تحدث لدينا في روسيا. وهنا يجرى الاستفتاء لأول مرة". وحول رغبة أهل الجنوب للانفصال قال يفلويف: "لقد زرنا مراكز انتخابية عديدة في جوباوالخرطوم ولمسنا مواقف مختلفة ، ففي جوبا مثلا شعرنا برغبة الأهالي في المشاركة بالاستفتاء وربما نيتهم بالانفصال وبكل الأحوال عمت في تلك المراكز مظاهر الاحتفال والرقص". وأضاف: "إلا أننا لم نلحظ الشيء نفسه في الخرطوم فالحضور كان قليلاً لكن المهم هو أن الحكومة السودانية وفرت كافة الإمكانيات للناخبين من أجل المشاركة وإبداء رأيهم سلباً أو إيجاباً في الخرطوم وفي جنوب السودان. وحق المواطنين في التصويت كان مضموناً وهذا بالنسبة لنا هو المهم وقد رأينا ذلك" ؟ ميدانياً هاجم مسلحون من قبيلة المسيرية موكباً جنوبياً عند الحدود بين شمال السودان وجنوبه مما اسفر عن مقتل 10 مدنيين جنوبيين واصابة 18 آخرين، كما اعلن وزير الداخلية السوداني الجنوبي امس. وقال الوزير الجنوبي غير غوانغ في مؤتمر صحافي في ابوجا ان "موكباً يضم اشخاصاً كانوا عائدين من الشمال الى جنوب السودان تعرّض الاثنين لكمين نصبه مسلحون من المسيرية. لقد قتل عشرة اشخاص واصيب 18 بجروح". واضاف ان الهجوم وقع على الحدود بين ولاية جنوب كردفان ومنطقة بحر الغزال مشيرا الى ان "الموكب كان يضم30 حافلة وسبع شاحنات.. الشاحنات تم نهبها والحافلات عادت الى الشمال".
تواصل الاقتراع أكد شارلس أوقستينو سبت، ممثل حكومة الجنوب بولاية سنار السودانية، أن عملية الاقتراع لليومين الأول والثاني سارت بسلامة وسلاسة ووفق لما خطط لها وأن الأمن متوافر. ورداً على ما تردد حول تحريض حكومة الجنوب والحركة الشعبية للجنوبيين من أجل التصويت لصالح الانفصال، نفى شارلس ذلك، مؤكدا أنهم تهمهم عمليات التسجيل والاقتراع، مشيراً إلى أن الاستفتاء هو السبب الذي جعلهم يناضلون ويوقعون على اتفاقية نيفاشا التي نصت على ضرورة إجراء استفتاء لأبناء الجنوب وتحديد مصير الجنوب "لذلك فهم يدعمون عملية التسجيل والاقتراع"، ووصف الاتهامات بأنها باطلة وليس لها أي أساس من الصحة. ونقلت وكالة الأنباء السودانية الرسمية (سونا) عن شارلس قوله إن النتيجة لم تظهر حتى الآن بل لم تكتمل حتى عملية الاقتراع ولكن التكهنات وآراء الجنوبيين من خلال القنوات الإعلامية أكدت أن المواطن الجنوبي يريد "الاستقلال" في إشارة منه إلى أن قرار الانفصال هو خيار الشعب الجنوبي وليس خيار حكومة الجنوب، مضيفاً إن "كل مقومات الدولة موجودة في الجنوب وشعبه مهيأ وبكل حماس للحكومة الجديدة". وتشير الوكالة إلى أن عملية التصويت سارت لليوم الثالث بصورة جيدة، وقال يوسف عباس خليفة، رئيس مركز محلية سنجة، لسونا إن عدد المقترعين لليومين الأول والثاني بلغ 432 بنسبة 45 بالمائة من 1066 عدد المسجلين بالمركز.