تعيش الأندية الأدبية حاليا فعاليات جديدة تتمثل في الانتخابات التي تفاءل بها الكثير واعتبرها البعض الأولى في تاريخ الأندية الأدبية في المملكة العربية السعودية ما جعلنا نفسح المجال للذاكرة أن ترحل مع السنوات لأيام عاشت فيها الأندية حراكا مميزا ومختلفا رغم بساطته. ذكر أمين سر نادي جدة الأدبي الأسبق أمين جائزة محمد حسن عواد للإبداع محمد علي قدس أن صدور اللوائح الجديدة للأندية الأدبية التي بدأت الأندية تطبيقها باختيار مجلس إدارة نادي مكة الأدبي بنظام الانتخابات الجديد للأندية، لم يكن العمل بهذه الآليات غريبا ولا مفاجئا كما كتب البعض، بل إن بعض الصحف التي نشرت خبر نتائج انتخابات نادي مكة، ذكرت عبارة (أنها المرة الأولى في تاريخ الأندية أن تحدث هذه الانتخابات)، وهذا غير صحيح. لكي نتمكن من ضمان نجاح هذه الانتخابات وضمان اختيار الأسماء التي تكون فعالة وعملية في إدارة وتفعيل مؤسساتنا الثقافية، لابد من تطبيق نظام الانتخابات والاستمرار فيه.فلائحة الأندية الأساسية، صدرت بعد تأسيس الأندية الأدبية الستة، لكنها ظلت معطلة منذ انتخابات نادي جدة الأدبي الأولى التي جرت في كازينو كيلو عشرة عام 1975م، بحضور كبار أدباء جدة، ومن بينهم، العواد، عزيز ضياء، الزمخشري، المغربي، محمود عارف، القرشي وعبد الله الفيصل وغيرهم، وانتخبوا أول مجلس إدارة لأدبي جدة وهو أول ناد أدبي يتم تأسيسه في المملكة وأول ناد يجري الانتخابات العامة بحضور جمعية عمومية من أدبائنا الرواد، وكان أول مجلس أنتخب له العواد رئيسا وعزيز ضياء نائبا وعبد الله الفيصل، محمود عارف، حسن القرشي، والمغربي، وآخرون أعضاء، وبعد انتهاء الفترة الأولى أي بعد مرور خمس سنوات جرت الانتخابات الثانية عام 1982م، بعد وفاة العواد أول رئيس للنادي، وكانت إجراءات الانتخابات نظامية لكن بطريقة بدائية، من حيث آليات إجراء تسجيل الأصوات وغياب تام للجمعية العمومية التي تعتبر أساسا رئيسا لأية انتخابات، وكنت سكرتيرا للجنة التحضيرية للانتخابات وتوليت كتابة المرشحين على سبورة مواجهة للجمهور، وكنا نسجل الأصوات برفع أصابع المُرَشحِين للأسماء المسجلة على السبورة (كما هو موضح في الصورة)، وكانت نتائج الانتخابات: حسن القرشي رئيسا، عبد الله الزيد نائبا للرئيس، والأعضاء أحمد المبارك، مطلق الذيابي، عبد الفتاح أبومدين عبد الهادي الفضلي، الشريف منصور وتساوى الأصوات لكل من عبد الله الغذامي وعبد الله إدريس. أجل اختيار أحدهما في أو جلسة يعقدها المجلس فحظي الدكتور الغذامي بتزكية المجلس، وقد أصبح بعد انسحاب الدكتور الزيد من مجلس الإدارة نائبا للرئيس. ونحمد الله بعد مرور سبعة وثلاثين عاما على تأسيس الأندية تم إجراء الانتخابات من خلال جمعية عمومية، حيث لا يحق التصويت للأعضاء المرشحين إلا من قبل الأعضاء المسجلين في الجمعية العمومية، وتؤخذ النتائج بعدد الأصوات التي يدلي بها أعضاء الجمعية، ويتم التصويت بآلية نزيهة وشفافة، وما جرى في انتخابات مجلس إدارة نادي مكة يعد التجربة الثانية، والأولى وفق اللوائح الجديدة التي صدرت هذا العام، ولكي نتمكن من ضمان نجاح هذه الانتخابات وضمان اختيار الأسماء التي تكون فعالة وعملية في إدارة وتفعيل مؤسساتنا الثقافية، لابد من تطبيق نظام الانتخابات والاستمرار فيه، لضمان التغيير وضخ دماء جديدة، في الأندية تنهض بدورها الثقافي والأدبي باعتبارها من مؤسسات المجتمع المدني التي تحقق أهدافنا الإستراتيجية ثقافيا وفكريا وتربويا.