استأنفت المقاتلات الباكستانية غاراتها الجوية امس على وزيرستان الشمالية بعد يوم من إعلان الجيش بدء عملية عسكرية كبيرة لتطهير المنطقة المضطربة الواقعة على الحدود مع أفغانستان من المقاتلين المرتبطين بتنظيم القاعدة، فيما هددت طالبان انها ستهاجم الحكومة و"تحرق قصورها". وصرحت مصادر عسكرية بأن الطائرات المقاتلة قصفت أهدافا في قطاع شوال بوزيرستان الشمالية حيث يوجد أخطر متشددي وقياديي القاعدة في باكستان في وقت مبكر من صباح امس. وقال مصدر أمني لرويترز في العاصمة الإقليمية ميران شاه "قتل نحو 15 متشددا معظمهم من الأوزبك في غارات جوية امس بمنطقة شوال في وزيرستان الشمالية»، واستهدفت الطائرات المقاتلة ثلاثة مخابئ للمتشددين في المنطقة. وذكر مسؤول آخر أن عدد القتلى بلغ 21. ويقول رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف إن بإمكانه حمل المتشددين على الجلوس إلى طاولة التفاوض لكن بدء العملية العسكرية يعتبر انتصارا لصقور الجيش الذين يدعون منذ وقت طويل إلى عمل عسكري. من جهتها، اعلنت حركة طالبان باكستان، كبرى الحركات المتمردة في هذا البلد، امس انها ستهاجم الحكومة و"تحرق قصورها" ردا على الهجوم العسكري الذي اطلقه الجيش الاحد على مقاتليها في شمال غرب البلاد. كما طلبت الحركة في بيان تلقته وكالة فرانس برس من "جميع المستثمرين الاجانب وشركات الطيران والمنظمات المتعددة الجنسيات مغادرة البلاد فورا" حتى لا تتعرض لهجمات هي ايضا. ووضعت المدن الباكستانية الكبرى بدءا من العاصمة اسلام اباد في حالة انذار قصوى امس تخوفا من اعتداءات قد تنفذها طالبان غداة اطلاق الهجوم العسكري على الحركة وحلفائها المقاتلين الاجانب من تنظيم القاعدة في وزيرستان الشمالية معقلهم الرئيسي في المناطق القبلية بشمال غرب البلاد. وفضلا عن اسلام اباد مقر الحكومة الفيدرالية وضاحيتها روالبندي حيث يوجد المقر العام للجيش، تم تعزيز التدابير الامنية، خاصة في كراتشي كبرى مدن الجنوب وبيشاور كبرى مدن شمال غرب البلاد بحسب السلطات. والغت الشرطة الاجازات المقررة وارسلت تعزيزات لزيادة عدد الدوريات في شوارع المدن الرئيسية في البلاد. كما تم رفع مستوى الانذار الى الحد الاقصى ايضا في ولاية خيبر بختنخوا (شمال غرب) التي يستهدفها المتمردون بانتظام لانها محاذية للمناطق القبلية التي تضم عددا من المعاقل الاسلامية. وفرض الجيش حظر تجول أثناء النهار في وزيرستان الشمالية خلال العملية العسكرية، وأوقف خدمات الهواتف المحمولة لتقويض التمرد والحد من تحركات السكان ما أدى إلى نقص في المواد الغذائية في بعض الأماكن. ولم يتسن الحصول على تأكيد مستقل أو تفاصيل أخرى في المنطقة التي لا يسمح للصحفيين بالعمل بحرية فيها. وذكرت مصادر عسكرية أن القوات البرية- التي يصل قوامها إلى نحو 80 ألف جندي في وزيرستان الشمالية- لم تدخل في معارك مباشرة حتى الآن وأن طائرات اف-16 المقاتلة تقود العملية بشن غارات جوية.