ليست قيمة الرجال بالأشكال و لا بالمال، ولا بعدد ما قضوه من السنين في هذه الحياة، لكن قيمة الرجال بسيرتهم العطرة و بطريقتهم الحسنة، بهذا يتميز الرجال، والحقيقة أن رحلة الحياة هذه يمرّ بها كل حي يكتب الله له الحياة طويلة أو قصيرة ، ثم يبقى الحديث و الأثر . في الأسابيع الماضية ودّعت مدينة الخبر والداً لها و هو الشيخ/ قذلان بن عايض آل عياف القحطاني (أبو محمد).. فكان لرحيله بالغ الأثر و الأسى العميق في قلوب أبنائه و أصدقائه ومن عاصره و تعرف عليه.. فقد امتلأت القلوب حزناً عليه والحمد لله على قضاء الله وقدره، لا نقول إلا كما قال نبينا محمد (صلى الله عليه وسلم) «إن القلب ليحزن و إن العين لتدمع» و إنا لفراقك يا أبا محمد لمحزونون، لقد رحل بعد عمر مبارك قضاه في الخير، تاركا فراغا في القلوب وفراغا في دنيا كل من أحبه فأصبح مكانه خاليا مناديا بأن لا أحد في هذه الدار يظل باقيا . لقد كان مدرسة تعلمنا منه المبادئ الأولى القيمة في هذه الحياة . لقد كان يعطي السائل، ويحل مشكلات المسائل ، و يزهد في الدنيا غير سائل، ويتجاوز الحقد والحسد كأنه عن طبائع اللئام غافل ويحمل كلام الإنسان على أحسن المحامل ليثبت للدنيا أنه الرجل المؤمن العاقل ، فازدانت به المجالس والمحافل، ابتسم للناس وألان لهم الكلام، أطعم الطعام،مدرسة تعلمنا منه المبادئ الأولى القيمة في هذه الحياة . لقد كان يعطي السائل، ويحل مشكلات المسائل ، و يزهد في الدنيا غير سائل، ويتجاوز الحقد والحسد كأنه عن طبائع اللئام غافل ويحمل كلام الإنسان على أحسن المحامل ليثبت للدنيا أنه الرجل المؤمن العاقلو أحب الخير للناس كلهم حتى شعر من حوله أن هذا الرجل أبوهم العطوف الودود صاحب القلب الرحيم والدمعة القريبة، الذي كان يسعى لقضاء حوائجهم على مختلف مستوياتهم وجنسياتهم فقد كان يواسيهم في أحزانهم ويشاركهم أفراحهم و يهب لمساعدتهم ، هذا الرجل الورع قد شهدت له المساجد بالصلاح و التقوى و ما دخل إنسان المسجد الذي بجوار بيته إلا وجده أول من لبى نداء الأذان فقد كان شيخا قائما ، لقد رأينا فيه جميع العواطف الإنسانية و الأبوية الرحيمة ، كان سخيا بجاهه بصورة لافتة للنظر ، و هذا من مظاهر الكرم عنده التي لم تقتصر على بذل ما يملكه من المال فقط، فتراه دائم السعي في الشفاعات الحسنة التي نسأل الله أن يجعل له نصيبا منها، هذه لفتة بسيطة في زاوية ضيقة من صفات هذا الرجل المخلص الفذ و مهما كتبت عنه فلن أوفيه حقه، والختام أدعو ربي و أطلب من كل قارئ لمقالي أن يؤمن على دعائي ، اللهم إنه كان رحيما فارحمه، اللهم إنه كان كريما فأكرمه، اللهم إنه كان ودودا لطيفا فالطف به، اللهم إنه كان قاضيا لحاجات عبادك فاقض حاجته، اللهم إنه كان مفرجا لكربات المسلمين ففرج عنه كربات يوم القيامة، اللهم إنه كان يخشاك فأمنه، اللهم إنه كان بعيدا عن حرماتك فأبعده من عذابك اللهم إنه كان قريبا منك ومن طاعتك فقربه، اللهم آمين و صلى الله على نبينا محمد و على آله وصحبه أجمعين. [email protected]