كلف الرئيس محمود عباس ظهر الخميس رامي الحمد الله، بتشكيل حكومة الوفاق الوطني. وقال الرئيس عباس عقب كتاب التكليف: «في هذه الرسالة تم تكليف الدكتور رامي الحمد الله من أجل تشكيل الحكومة الانتقالية الجديدة، واتمنى له النجاح والتوفيق في هذه المهمة الصعبة»، واتهم مسؤول ملف المفاوضات في السلطة الفلسطينية صائب عريقات الحكومة الإسرائيلية بتدمير خيار الدولتين واستبدالها بنظام "أبرتهايد". وانتهت امس المدة القانونية الأولى لتشكيل حكومة التوافق الوطني البالغة خمسة أسابيع، وتمدد المدة بحسب القانون الفلسطيني أسبوعين آخرين لاكتمال مشاورات تشكيل الحكومة وإعلانها. ومن المقرر- بحسب رئيس وفد حركة (فتح) للمصالحة عزام الأحمد- إعلان الرئيس محمود عباس حكومة التوافق من مقر المقاطعة برام الله حين استكمال المشاورات واختيار أسماء الوزراء. وأعلنت الحركتان اكتمال مشاورات تشكيل حكومة التوافق بشكل شبه نهائي، على أن ترفع وجهة نظر الحركتين بالأسماء للرئيس عباس ليعطي قراره الأخير في الحكومة. وكشف عضو المجلس التشريعي عن حركة فتح عضو وفدها لحوار المصالحة فيصل ابو شهلا أن الإعلان عن حكومة التوافق بين حركتي (حماس) و(فتح) سيكون خلال ساعات. وقال أبو شهلا «إن حركتي فتح وحماس تجاوزتا كافة الخلافات بينهم، متوقعًا الإعلان عن الحكومة خلال ساعات قليلة. وأشار إلى أن الإعلان عن تشكيل حكومة التوافق سيكون من قبل الرئيس محمود عباس في مقر المقاطعة برام الله وبالتزامن بين قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة». ورفض أبو شهلا الحديث عن أسماء الوزراء أو تفاصيل جديدة حول كيفية حل الخلافات التي واجهت تشكيل الحكومة في الساعات الأخيرة بين فتح وحماس. وكان مصدر مطلع على محادثات تشكيل حكومة التوافق الوطني كشف عن أسباب تأخير إعلانها. وأفاد المصدر ان الخلاف جاء بعد إصرار الرئيس عباس على الإبقاء على وزير الخارجية بحكومة رام الله رياض المالكي في منصبه بالحكومة الجديدة، وتعيينه نائبًا لرئيس الوزراء أيضًا، الأمر الذي تحفظت عليه حماس مصادر أخرى تحدثت أكدت أن إحدى العقبات التي فرضت تأجيل الاعلان أيضا هو إصرار عباس على فصل هيئة الحج عن وزارة الأوقاف والشؤون الدينية في الحكومة الجديدة، وإسنادها لوزير الأوقاف الحالي بحكومة رام الله محمود الهباش، وهذا ما لم تقبله حماس حسب المصدر. وكشفت مصادر مطلعة على تشكيل الحكومة أن حركة حماس أبدت مرونة كبيرة من أجل إتمام مشاورات حكومة التوافق المقبلة والتي سيعلن عنها في وقت لاحق خلال الساعات القليلة المقبلة. وأشارت إلى أن حركة حماس أبدت مرونة كبيرة ونزلت عند رغبة الرئيس الفلسطيني محمود عباس بموافقتها على رياض المالكي وزيرًا للخارجية بعد اتصالات مكثفة جرت بين الأخير ورئيس الحكومة بغزة نائب رئيس المكتب السياسي إسماعيل هنية. وقالت ان معظم الوزراء والمسؤولين في الحكومة هم من الشخصيات المحسوبة على الرئيس الفلسطيني والقائد العام لحركة فتح محمود عباس، وان ثلاثة وزراء فقط هم ممن طرحتهم حماس من بين 15 وزيراً سيتولون 19 وزارة. وأوضح أن رامي الحمد الله سيكون رئيسا للوزراء ووزيرا للداخلية، فيما سيكون المالكي وزيرا للخارجية، وزياد أبو عمرو نائبا لرئيس الوزراء، وشكري بشارة وزيرا للمالية.ونبه إلى أن ذلك يعني استمرار هؤلاء بمناصبهم الحالية في حكومة رام الله. قال أبو شهلا «إن حركتي فتح وحماس تجاوزتا كافة الخلافات بينهما، متوقعًا الإعلان عن الحكومة خلال ساعات قليلة. وأشار إلى أن الإعلان عن تشكيل حكومة التوافق سيكون من قبل الرئيس محمود عباس في مقر المقاطعة برام الله وبالتزامن بين قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة» تحرير الأسرى في سياق آخر، واصل الأسرى الإداريون في سجون الاحتلال الإسرائيلي إضرابهم المفتوح عن الطعام لليوم 36 على التوالي، وسط تردٍ لأحوالهم الصحية، فيما يصعد أسرى آخرون خطواتهم التضامنية معهم، عقب فشل مقترح لوقف الإضراب. وأعلن أسرى سجني "شطة وجلبوع" عن إضرابهما اليوم ليوم واحد، إسنادًا للأسرى المضربين، كما ستلتحق أفواج جديدة من أسرى ثلاثة سجون "نفحة" و"ريمون" و"النقب" بالإضراب المفتوح عن الطعام تضامنا معهم يكون ذروتها الأحد بالإضراب الشامل بكافة السجون. ودعا رئيس الحكومة الفلسطينية في غزة إسماعيل هنية امس الشعب الفلسطيني للثورة من أجل الأسرى المضربين عن الطعام منذ 35 يومًا في سجون الاحتلال الإسرائيلي. وأوضح هنية خلال حفل افتتاح المستشفى العسكري الجزائري في خان يونس جنوب قطاع غزة أن الأسرى الذين يعانون في سجون الاحتلال يستحقون من الشعب الفلسطيني ثورة لنيل حريتهم وكرامتهم. من جهته، قال مسؤول ملف المفاوضات في السلطة الفلسطينية صائب عريقات إن الحكومة الإسرائيلية تتحمل المسؤولية الكاملة عن ما آلت إليه عملية التسوية والجهود الأمريكية، بسبب استمرار سياسات المستوطنات والملاءات والاقتحامات والاغتيالات والاعتقالات والحصار. مسؤولية إسرائيل وقال عريقات في لقاء مع مبعوث السكرتير العام للأمم المتحدة روبرت سيري، ومدير عام وزارة الخارجية البريطانية لشؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ديفيد كواري، ومدير عام وزارة الخارجية الفنلندية بارنو سريالا، امس، كل على حدة، ان الحكومة الإسرائيلية تسعى لتدمير خيار الدولتين واستبدال ذلك بدولة واحدة بنظامين، أي نظام تفرقة عنصرية "أبرتهايد"، أسوأ مما كان عليه الحال في جنوب افريقيا إبان حقبة الفصل العنصري. وشدد عريقات خلال لقاءاته هذه على أن الرئيس محمود عباس بذل كل جهد ممكن لإنجاح جهود الرئيس الأمريكي باراك أوباما ووزير خارجيته جون كيري. واستدرك "إلا أن الحكومة الإسرائيلية وخلال فترة التسعة الأشهر طرحت عطاءات لبناء أكثر من عشرة آلاف وحدة استيطانية وقتلت 66 فلسطينياً بدم بارد وهدمت 219 منزلاً فلسطينياً، إضافة إلى تصعيد ارهاب المجموعات الاستيطانية بنسبة 41% والاعتداءات على المسجد الأقصى المبارك وتشديد الحصار على قطاع غزة". وأشار إلى أنه وبعد كل هذه الإجراءات تتذرع الحكومة الإسرائيلية بالمصالحة الفلسطينية لوقف المفاوضات وذلك للاستمرار بالإملاءات والمستوطنات وتدمير مبدأ الدولتين على حدود 1967.