صدر مؤخرا عن دار الزازان للنشر بالرياض كتاب "الشيخ عثمان بن حمد الحقيل .. تجربة حياة" الذي يتناول السيرة الحافلة للشيخ الحقيل أحد أبرز رواد التعليم في محافظة المجمعة. ويمتد الحديث في الكتاب منذ مولد الشيخ الحقيل عام 1334 ه حتى عام 1435ه تاريخ تأليف الكتاب. الكتاب من تأليف الدكتور عبدالله الزازان مع مقدمة افتتاحية للدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي. وقد قسم الكاتب مصادر الكتاب التي استقى منها معلوماته عن حياة الشيخ الحقيل إلى: المقابلات الشخصية، المداخلات، الروايات، الكتابات والوثائق، المذكرات، والدوريات. واستند الكتاب في مسلكه العلمي تأليفا وتصنيفا وتبويبا وصياغة على منهج البحث العلمي الحديث حسب المؤلف. وجاء في مقدمة الدكتور عبدالله عبدالمحسن التركي: أما شيخنا الفاضل الشيخ / عثمان بن حمد الحقيل، فطلابه - وأنا أحدهم وممن يعتزّون بذلك - لا ينسون أخلاقه الجمة، وانشراح صدره لهم، وسماع ما يبدون من رؤى وما يلتمسون من رغبات. وكان حريصا على معالجة مشكلاتهم، وملاذا يلجأون إليه لبثّ ما يلقونه أحيانا من شدة بعض المدرسين أو الموظفين. وكان بذلك سابقا في المجال التربوي، لكثير مما يتحدّث عنه التربويون اليوم، من التعامل الحسن مع الطلاب، والتعرف على أحوالهم. كما يحتوي الكتاب على مقدمة لابن الشيخ الحقيل، خالد بن عثمان الحقيل، جاء فيها: " كانت الفكرة تدور حول كتابة سيرة الوالد العلمية والأدبية والثقافية والإدارية والاجتماعية، إذ إنه - حفظه الله - كرس حياته لتلك الجوانب وإن كانت الحياة التعليمية احتلت الجزء الأكبر من حياته. إذ إن فكره الإداري والتربوي صاغ البدايات الأولى لنشوء المؤسسات التعليمية في مدينة المجمعة. كما أن هذا الفكر الإداري انتقل معه إلى منظومة القضاء ..". ويتحدث الكتاب عن البيئة الثقافية والتعليمية والاجتماعية للمجمعة في زمن نشأة الشيخ الحقيل وبداياته التعليمية في الكتاب، ذاكرا أهم مشايخه الذين تتلمذ عليهم وحضر لديهم بعض الدروس الدينية، وصولا إلى مرحلة افتتاح المدرسة السعودية، وهي المدرسة النظامية الأولى والتحاق الشيخ بها، ثم دعوته من قبل إدارة المدرسة للقيام بدور المعلم في المدرسة نفسها أثناء تعلمه فيها، ما شكل بادرة هي الأولى من نوعها في المدينة في ذلك الزمن. وانتهت تلك التجربة باستلام الشيخ الحقيل إدارة المدرسة في تلك الفترة الحافلة بأحداث تاريخية مميزة يرويها الكاتب على لسان الشيخ نفسه، كان أبرزها صدور أمر جلالة الملك عبد العزيز - رحمه الله - باختيار عدد من الطلبة المتفوقين لنقلهم إلى الطائف للدراسة في دار التوحيد التي أمر جلالته بإنشائها. وقد قام الشيخ الحقيل باختيار هذه الأسماء التي برز منها لاحقا الكثير من العلماء والقضاة والإداريين البارزين في الدولة، وهو الأمر الذي ظل الحقيل محتفظا به سرا، ولم يبح به غير في هذا الكتاب، لأن ابتعاث الأبناء لم يكن حينها مقبولا لدى كثير من الأسر. كما ينقل الكتاب الكثير من شهادات الكتاب والعلماء والأدباء الذي عاصروا الشيخ وعرفوه عن قرب، إضافة إلى شهادات بعض أقربائه الذين اطلعوا على جانب آخر من سيرته وأخلاقه. ومن هذه الشهادات ما يرويه الأديب محمد بن عبد الرزاق القشعمي الذي يروي دور الشيخ في بناء المكتبات الخاصة وتقديمها للآخرين سواء كانت مؤسسات ثقافية خاصة أو مؤسسات عامة. يروي القشمعي قصة إهداء الشيخ الحقيل مكتبته الخاصة لمكتبة الملك فهد الوطنية بالرياض بمناسبة افتتاحها عام 1417 ه بما في مكتبة الشيخ من الكثير من أمهات الكتب والمراجع والدوريات والمخطوطات، وفيها ما لا يقل عن 18 ألف عنوان، ثم بدأ يؤسس لمكتبة منزلية أخرى جديدة. ويضيف القشعمي: وكان إلى جانب احتفائه بالكتاب يحتفي بالندوات والمنتديات الثقافية والأدبية والفكرية ويواظب على حضور الكثير منها. يقع الكتاب في 185 صفحة، ويحتوي على ملحق بصور خاصة للشيخ الحقيل أثناء تواجده في مكتبته الخاصة، إضافة إلى صور أخرى من حضوره عددا من الفعاليات الثقافية.