تعهد الرئيس الاوكراني المنتخب بترو بوروشينكو بسحق التمرد الموالي لروسيا شرق البلاد. وقال لصحيفة «بيلد» الألمانية «سننهي هذا الارهاب. هناك حرب حقيقية ضد بلادنا». وأشار إلى أنه لم يتنصب رسميا في السلطة لكنه «على اتصال وثيق مع الحكومة» بشأن ما يجري في البلاد. وأضاف: «أقول لكم أن عملية مكافحة الإرهاب قد بدأت بالفعل»، والهدف سيتمثل في «اعتقال زعماء المتمردين ومثولهم أمام المحكمة». وجرى تصعيد الوضع يوم الاثنين الماضي في مدينة دونيتسك، حيث قتل نحو 40 مسلحا من المتمردين وأصيب 30 لدى استعادة القوات الحكومية السيطرة على مطار دونيتسك من أيدي المقاتلين الموالين لروسيا. وهذه هي المرة الاولى التي يقع فيها قتال في هذه المدينة التي تقع شرق أوكرانيا، والتي يصل عدد سكانها إلى مليون نسمة. وأكد وزير الداخلية الاوكراني ارسيني أفاكوف قبل ظهر الثلاثاء «ان المطار بات تحت سيطرتنا الكاملة. وقد تكبد الخصم خسائر كبيرة وليس لدينا خسائر». وقال المتمردون إنهم يبحثون عن أربعة مراقبين دوليين مفقودين، من منظمة «الأمن والتعاون في أوروبا» التي فقدت الاتصال بهم يوم الثلاثاء، وكانوا في دورية روتينية شرق المدينة التي أقفلت المحلات والمكاتب التجارية في وسطها بسبب المعارك الضارية للسيطرة على مطارها الدولي. ونقلت وكالة أنباء «إنترفاكس» الروسية عن المكتب الصحفي في دونيتسك التي أعلنت نفسها جمهورية شعبية «ليس لنا علاقة باختفاء البعثة، لكن سنرتب البحث عن أعضائها». ولا تزال حركة السير محظورة في منطقة مطار دونيتسك الذي اجتاحه مسلحون متمردون موالون لروسيا وتؤكد السلطات الاوكرانية السيطرة عليه منذ صباح الثلاثاء بعد معارك طاحنة بمؤازرة طائرات ومروحيات. وتعذر التحقق من هذه المعلومات من مصدر مستقل. ويظهر شريط فيديو نشر على الإنترنت واجهة المطار متضررة بشكل كبير مع زجاج محطم. وجرى تحديث مطار دونيتسك المدينة التي تعد نحو مليون نسمة، عشية الكأس الاوروبية لكرة القدم لعام 2012 بتكلفة قدرت بنحو مليار دولار بحسب الصحافة الاوكرانية. وبعد ان دعا رئيس بلدية دونيتسك السكان الى البقاء في منازلهم اصبح وسط المدينة شبه مقفر. فقد أقفلت محلات عديدة أبوابها وغطيت الواجهات بألواح خشبية أو معدينة خوفا من عمليات نهب. ولأسباب أمنية أغلقت مكاتب عديدة ايضا وأربع عشرة مدرسة ومستشفيان في المنطقة القريبة من المطار. وكبدت القوات الأوكرانية المقاتلين الانفصاليين خسائر جسيمة في الأرواح. وتعهدت كييف بمواصلة الضغط في هجوم عسكري «حتى يتم القضاء على جميع الارهابيين». وقال انفصاليون مؤيدون لروسيا إن أكثر من 50 من مقاتليهم لاقوا حتفهم في دونيتسك، المعقل الصناعي في البلاد. وأحصى مراسل رويترز 20 جثة بزي القتال في غرفة واحدة من مشرحة المستشفى وبعضهم بدون أطراف. ودعا القادة الاوروبيون الرئيس الأوكراني المنتخب لإجراء اصلاحات وحثوا موسكو على بدء «حوار صريح ومفتوح» من اجل حل الازمة. وقالوا في بيان «ننتظر ان تتعاون روسيا مع الرئيس الشرعي والمنتخب حديثا ومواصلة سحب قواتها المسلحة من الحدود الاوكرانية وأن تمارس نفوذها على المجموعات المسلحة من اجل تخفيف التوتر» في شرق اوكرانيا. وأشار بيان القادة الاوروبيين الى برنامج العقوبات المحددة الاهداف الذي فرضه الاتحاد الاوروبي على روسيا، واتفق القادة على مواصلة الاعمال التحضيرية للعقوبات ذات الطابع الاقتصادي. كما أشاروا ايضا «بقلق الى تدهور وضع حقوق الانسان في القرم بعد ضمها بشكل غير شرعي الى روسيا» في اذار/مارس الماضي. وجددوا التأكيد على انهم لن يعترفوا أبدا بضم القرم الى روسيا. واتصل الرئيس الاميركي باراك اوباما ببوروشنكو مهنئا بفوزه في الانتخابات الرئاسية الاوكرانية يوم الاحد ومؤكدا له «الدعم الكامل» للولايات المتحدة، على ما أعلن البيت الابيض الثلاثاء مشيرا الى لقاء قريب بين الرئيسين. وشدد أوباما «على اهمية التنفيذ السريع للاصلاحات الضرورية لأوكرانيا لتوحيد البلاد وتطوير اقتصاد قابل للحياة وتوفير مناخ جاذب للاستثمارات وتشكيل حكومة مسؤولة تلبي تطلعات ومخاوف جميع الاوكرانيين». وأكد البيت الابيض: «ان الرئيسين توافقا على مواصلة حوارهما خلال الرحلة المقبلة التي سيقوم بها الرئيس (الاميركي) الى اوروبا». لكنه لم يعلن أي معلومات اضافية عن مكان لقاء الرئيسين. علما بان أوباما يتوجه الى اوروبا في بداية حزيران/يونيو للمشاركة في احتفالات الذكرى السبعين لانزال النورماندي. إلى ذلك أعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند من جهته انه سيلتقي «على انفراد» الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لمناسبة الاحتفالات بذكرى عملية انزال الحلفاء على شواطئ النورماندي في السادس من حزيران/يونيو. واعتبر ان على الرئيس الروسي ان «يعترف الآن» بالرئيس الاوكراني الجديد الذي انتخب الاحد و«أن يسعى الى نزع فتيل التصعيد» في اوكرانيا. وفي 24 ايار/مايو، أبدى بوتين استعداده لإجراء مشاورات مع هولاند بهدف «بحث القضايا المرتبطة بالعلاقات الثنائية والتطورات الدولية». واستدعت وزارة الخارجية الاوكرانية الثلاثاء القائم بالاعمال الروسي للاحتجاج على عملية توغل جديدة لمن تصفهم ب«الارهابيين المسلحين» من روسيا الى اوكرانيا ليل الاثنين الثلاثاء. ونقلت وكالة انترفاكس الروسية للانباء عن وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف قوله أمس ان الشعب الاوكراني «في الاساس يدفع الى هاوية حرب بين الأشقاء». وأكد أن روسيا تدعو الى نهاية العمل العسكري الذي تقوم به الحكومة الاوكرانية المؤقتة ضد الانفصاليين الموالين لروسيا في المناطق الشرقية كما تدعو الى الحوار. وقال ضابط بحلف شمال الأطلسي أمس إن روسيا سحبت آلاف الجنود من مناطق قرب الحدود الأوكرانية لكن عشرات الآلاف ما زالوا موجودين. وقال الضابط الذي طلب عدم نشر اسمه إنه تم سحب عدد من الوحدات الروسية من الحدود. وأضاف «مازال النشاط الذي نلاحظه يشير الى سحب بطيء للقوات». وأضاف: «في الوقت الحالي لاتزال معظم القوة الروسية التي نشرت من قبل في محيط الحدود وما زالت قادرة على القيام بعمليات مفاجئة. انسحب آلاف الجنود لكن عشرات الآلاف ما زالوا موجودين». وكان الحلف قد قدر فيما سبق أن روسيا لها نحو 40 الف جندي بالقرب من الحدود الأوكرانية.