يسعى الرئيس الأمريكي باراك أوباما للقيام بمحاولة جديدة لشرح سياسته الخارجية للأمريكيين اليوم بعد خمس سنوات ونصف أمضاها في البيت الأبيض. ويقول كبار مساعدي أوباما: إن خطابه في الاكاديمية العسكرية في ويست بوينت اليوم سيحدد إطارًا واسعًا للسياسة الخارجية لرئيس تصدى لوضع عقيدة دبلوماسية شخصية. ويلقي أوباما الخطاب فيما تواجه استراتيجيته بفك الارتباط من حروب الشرق الاوسط وتحويل الاهتمام الامريكي الى آسيا- أزمات بينها النزاع الطائفي في سوريا وعودة روسيا إلى المواجهة في مقدمة الساحة الدولية ونزعة الصين الحربية فيما يتعلق بالخلافات حول الأراضي مع الدول المجاورة لها. ويقول منتقدو سياسة أوباما: إن رؤساء روسيا فلاديمير بوتين والصين شي جينبينغ وسوريا بشار الاسد كانوا أكثر حنكة منه. كما سعى جاهدًا إلى دحض المزاعم بأن عدوله عن توجيه ضربة لسوريا بسبب أسلحتها الكيميائية السنة الماضية وجه رسالة مفادها أن الولاياتالمتحدة ستسمح بتجاوز «الخطوط الحمر» التي تحددها. وصرح نائب مستشار الأمن القومي الأمريكي بن رودس أن أوباما يعتقد أن الولاياتالمتحدة في منعطف مهم. وقال رودس: إن «سياستنا الخارجية ستبدو متغيرة كثيرًا الآن مقارنة مع العقد الماضي حين هيمن الوضع في العراقوأفغانستان فعليًا على كل النقاشات». وأشار مساعدو أوباما أيضًا إلى أن الرئيس الأمريكي سيعطي إشارة على حجم قوة التدريب التي ستبقى في أفغانستان ما بعد نهاية العام 2014. وسيشرح أهدافه في السنوات الأخيرة من ولايته، «وكيف أن سياستنا في مواقع ساخنة مثل أوكرانيا وإيران وسوريا تتلاءم مع تلك البنية»، كما قال مسؤول أمريكي كبير. وقال رودس: إن «ما نريد القيام به هو وضع كل هذه التحركات في إطار يحدد كيف يمكن أن تقود أمريكا العالم مع إقامة توازن لا يحملنا إلى الغوص في الوضع كما حصل في العراق». ويشعر الرئيس باستياء متزايد من منتقديه. وفي مجالسه الخاصة عبر عن غضب شديد من عدم تقدير تجنبه القيام بأخطاء مثلما حصل في العراق. لكن منتقديه مثل بوب كوركر الجمهوري البارز في لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ حذر من أن رغبة أوباما في تجنب أخطاء تعني أن قضايا مثل أزمة سوريا ستعود لتظهر مجددًا. وقال لصحيفة تايمز فري برس في تينيسي: إنها «سياسة خارجية تقلل من خطورة الأمور وأعتقد أن ذلك يزيد من احتمالات ظهور نزاعات». وحذر كوري شاكي الذي عمل لدى مجلس الأمن القومي في ظل إدارة جورج بوش من أن اعتماد سياسة خارجية تتمحور حول تفادي الخطأ يعتبر أمرًا غير كاف. وقال: إن تردد الإدارة في دعم المعارضة السورية بقوة أدى إلى جعل الأمور أسوأ. وسيكون على أوباما أيضًا التطرق إلى التحديات التي تطرحها عودة روسيا إلى سياسة الحرب الباردة وتصاعد قوة الصين والدول الناشئة والنزاع الطائفي التي تشهده دول في الشرق الأوسط.