قال الجنرال مارتن ديمبسي رئيس هيئة الاركان المشتركة للجيش الامريكي انه ينبغي لطالبان الافغانية الاستفادة مما قد تكون فرصة آخذة في التقلص لكي تسعى لمفاوضات تنهي الصراع في أفغانستان، وأعلنت وزارة الخارجية الهندية أن قنصليتها في هرات- كبرى مدن غربي أفغانستان- تعرضت لهجوم تمكنت قوات الأمن من صده. وقال المتحدث باسم الخارجية سيد أكبر الدين متحدثا لمحطة إن دي تي في التلفزيونية إن "القنصلية الهندية في هرات تعرضت لهجوم في وقت مبكر من يوم امس الجمعة". وفي التفاصيل، قال رئيس هيئة الاركان المشتركة للجيش الامريكي الخميس "إنني لا أقدم نصيحة عسكرية لطالبان وإنما اذا كنت أعطيهم نصيحة فإنني أقول : وضعكم التفاوضي لن يتحسن بل سيتآكل". كان ديمبسي يتحدث بعد اجتماع لقادة عسكريين في حلف شمال الاطلسي في بروكسل فيما يخطط الحلف لما يتوقع ان يكون مهمة تدريب غربية مستمرة في أفغانستان بعد ان ترحل معظم قوات حلف الاطلسي وقوات التحالف في أواخر هذا العام. وقال ديمبسي في مقابلة مع رويترز ووكالة انباء البنتاجون الرسمية انه اذا استمر وجود قوات وأمكن تأمين الدعم المالي للقوات الافغانية "فإنه يبدو لي ان طالبان ستدرك ان فرصتها للمصالحة أو الاندماج هي فرصة ضائعة"، وأضاف: "اذا لم يستفيدوا الآن فانهم سيصبحون في وضع أضعف في وقت لاحق". وتكثف طالبان حملتها الصيفية السنوية فيما تستعد أفغانستان لاجراء جولة ثانية من التصويت في انتخابات الرئاسة التي سيتم بموجبها اختيار أول زعيم جديد للبلاد بعد أكثر من عشر سنوات. وألقي القبض على كثير من زعماء طالبان أو قتلوا وطردت الجماعة من معظم المناطق التي كانت تنتشر فيها في معقلها في الجنوب. لكنها ما زالت قوية في مناطق نائية على الحدود الافغانية مع باكستان وما زال بامكانها تخطيط هجمات من المنطقة القبلية في شمال غرب باكستان. وفي السياق الافغاني، قال مسؤولون إن أربعة أشخاص مدججين بالسلاح هاجموا القنصلية الهندية في مدينة هرات بغرب أفغانستان والتي تقع قرب الحدود مع ايران امس الجمعة مما أدى الى اصابة اثنين على الاقل من رجال الشرطة. قال ديمبسي في مقابلة مع رويترز ووكالة أنباء البنتاجون الرسمية إنه إذا استمر وجود قوات وأمكن تأمين الدعم المالي للقوات الأفغانية "فإنه يبدو لي أن طالبان ستدرك أن فرصتها للمصالحة أو الاندماج هي فرصة ضائعة" وقال سيد أكبر الدين المتحدث باسم وزارة الشؤون الخارجية الهندية اليوم الجمعة إن قنصلية الهند في مدينة هرات الأفغانية تعرضت لهجوم. وقال على تويتر إن كل أفراد القنصلية سالمون وإنه تجري عملية لصد المهاجمين. ويبرز هذا الهجوم الصورة الامنية المثيرة للقلق فيما تستعد أفغانستان لتسلم المسؤولية من القوات الاجنبية المقاتلة بعد أكثر من 12 عاما من الحرب ضد تمرد طالبان كما تستعد لجولة الاعادة في انتخابات الرئاسة الشهر القادم. وقال قائد شرطة هرات الجنرال سميح الله قطرة لرويترز ان أربعة مهاجمين بينهم مفجرون انتحاريون دخلوا منازل قريبة من القنصلية قبل الفجر وبدأوا اطلاق النار على المبنى. وقال "قامت الشرطة بالفعل باجلاء المدنيين من المنازل ويدور قتال الآن". وقال محمد ناصر باشتون قائد قوات الرد السريع الافغانية في هرات ان أحد المهاجمين ما زال يقاتل. وأضاف: "قتل مهاجمان انتحاريان وأصيب واحد والرابع مازال يقاتل قوات الامن". ولم يتضح على الفور من الذي وراء هذا الهجوم ولم يعلن أحد مسؤوليته حتى الآن رغم ان طالبان والجماعات الاخرى الفضفاضة المرتبطة بها تنفذ غالبا مثل هذه الهجمات ضد أهداف أفغانية ودولية في أنحاء البلاد. وقال مسؤول أمن هندي في نيودلهي ان القنصلية الصغيرة في هرات يحرسها فريق من الكوماندوس من المنطقة الواقعة بين الهند والتبت من شرطة الحدود بينما تشكل قوات الامن الافغانية طوقا خارجيا. وتعتبر هرات من أكبر المدن الافغانية. وكانت البعثة الهندية في هرات تعتبر من أكثر البعثات أمنا في أفغانستان مقارنة مع جلال أباد في الشرق التي تعرضت لهجوم في العام الماضي وقندهار في الجنوب. وفي عام 2008 هاجم مسلحون انتحاريون القنصلية الهندية في العاصمة كابول مما أدى الى مقتل نحو 50 شخصا واصابة العشرات. ويعتقد مسؤولو الامن في الهند ان الهجمات السابقة على البعثات الهندية في أفغانستان نفذتها شبكة حقاني وهي جماعة مرتبطة بالقاعدة لها علاقات قوية أيضا مع المخابرات العسكرية في باكستان.