تجددت اعمال العنف والمواجهات وسط غرب تونس بينما قضى مواطن بالرصاص وشهدت ثلاث مدن « القصرين وتاله والرقاب اعمال عنف احتجاجا على البطالة. من حركة الاحتجاج التي شهدتها تونس أكدت الحكومة التونسية شرعية حركة الاحتجاج لكنها شجبت وسائل الاعلام واتهمتها «بالتضخيم» و»التهويل والتضليل» وذلك في بيان حصلت فرانس برس على نسخة منه. وأفاد بيان الحكومة ان «التظاهر والاحتجاج السلمي هو مسألة مقبولة وعادية ذلك أن حرية الرأي والتعبير في تونس مضمونة في القانون والممارسة. وقد شهدت بعض جهات البلاد أحداث احتجاج سلمي وتمت في ظروف عادية». رفض الشغب لكن الحكومة اضافت ان «ما هو غير مقبول بتاتا، قانونيا وإنسانيا، أعمال العنف والشغب التي يمارسها بعض الأفراد باستعمال الزجاجات الحارقة والرشق بالحجارة والعصي ومهاجمة المؤسسات والمرافق العمومية». وتابعت ان «اعمال الشغب وممارسة العنف وما ينجر عنه من أضرار بالمصلحة الوطنية لا تندرج في اطار حرية التعبير بقدر ما هي اعمال عنف وشغب مرفوضة من مختلف مكونات المجتمع التونسي احزابا سياسية ومنظمات وجمعيات ومواطنين عاديين». وتزامن تغيير اللهجة مع نهاية اسبوع دام في مدينتي تالةوالقصرين وكذلك في الرقاب قرب سيدي بوزيد، اسفر عن سقوط 14 قتيلا حسب اخر حصيلة رسمية وما لا يقل عن عشرين قتيلا بالرصاص بحسب مصادر من المعارضة والنقابات. استنكار واستنكرت الحكومة «الحادثة التي استهدفت قنصلية تونس في مدينة بانتان بفرنسا صباح الأحد (...) وهو عمل ارهابي جاء نتيجة للشحن الاعلامي والتضخيم الذي تقوم به بعض وسائل الاعلام الاجنبية والتي لم تتعاط مع الاحداث في تونس بموضوعية ونزاهة بل امعنت في التهويل والتضليل». وانتقدت السلطات خصوصا تغطية قناة الجزيرة القطرية التي تلقى رواجا واسعا في تونس بينما هاجمت الصحف قناة فرانس 24 الفرنسية الاخبارية. وفي خطوة انفتاح سمحت الحكومة لفريق من قناة تي.اف.1 الفرنسية بالوصول الى سيدي بوزيد حيث اندلعت الاضطرابات غير المسبوقة احتجاجا على البطالة والازمة الاجتماعية منذ منتصف ديسمبر. افراج الى ذلك أفرجت السلطات التونسية التي تواجه أعنف موجة من الاحتجاجات منذ نحو عقدين عن مغني الراب التونسي حمادة بن عمر الذي اطلق اغاني على الانتريت تنتقد أسلوب الحكومة في التعامل مع احتجاجات شبان على تفاقم البطالة. وقالت عائلة المغني لرويترز ان السلطات اطلقت سراح حمادة بعد ثلاثة ايام من اعتقاله وتعبير واشنطن عن قلقها من أحداث الشغب المناهضة للحكومة وتدخلها المحتمل في شبكة الانترنت والذي يتضمن التدخل في حسابات على موقع فيسبوك للتواصل الاجتماعي. واعتقل حمادة المعروف على الانترنت باسم الجنرال يوم الخميس الماضي في بيته بصفاقس لكن حمدي بن عمر شقيق مغني الراب قال لرويترز عبر الهاتف «بعد ثلاثة ايام مرت صعبة عاد اخي الى البيت سالما دون ان يعطي مزيدا من التفاصيل». وأطلق حمادة اغنية بعنوان «رايس البلاد» على الانترنت انتقد فيها بشدة تعامل الحكومة مع احداث سيدي بوزيد واشار فيها الى مشاكل يعانيها الشبان في تونس ابرزها البطالة. وتأتي الاغنية في ظل سلسلة من الاحتجاجات ينظمها طلاب وشبان تونسيون بشأن قلة فرص العمل وفرض قيود على الحريات العامة. وتطورت الاحتجاجات الى أعنف تحركات للمعارضة وأكثرها انتشارا خلال حكم الرئيس زين العابدين بن علي المستمر منذ 23 عاما.