زار وفد من برنامج الأممالمتحدة للمستوطنات البشرية اليوم ، أمانة المنطقة الشرقية، وذلك برفقة وفد من وزارة الشؤون البلدية والقروية، لبحث التعاون في مشروع مستقبل المدن السعودية. وأوضح المدير الإقليمي بالإنابة للمكتب الإقليمي للدول العربية في برنامج الأممالمتحدة للمستوطنات البشرية الدكتور طارق الشيخ، أن الزيارة تأتي في إطار مشروع بحث مستقبل المدن السعودية، وذلك ضمن الاتفاقية الموقعة بين برنامج الأممالمتحدة للمستوطنات البشرية ووزارة الشؤون البلدية والقروية ، والهدف منها هو البدء في تنفيذ العمل الذي سيسهم في تحقيق نقلة نوعية في المدن السعودية ، من خلال إعادة وتطوير العملية التخطيطية للمدن ، وإعطاء المزيد من الصلاحيات في التخطيط العمراني. وقال إن هذا المشروع يؤسس لمراجعة الإنجاز في العملية التخطيطية لمخططات يتم تنفيذها بشكل جيد وتأهيل الكوادر العاملة في التخطيط العمراني، مشيراً إلى أن المشروع يقوم على أربعة محاور رئيسية وهي: التخطيط والتصميم العمراني، قياس معدل الازدهار والرخاء في المدن، بناء قدرات العاملين في المشروع على مستوى الوزارة، وكذلك العمل على تطوير التشريعات وإشراك الشباب في العملية التنموية. وأوضح أن قضية إشراك الشباب في مشروع مستقبل المدن السعودية من أهم المحاور، نظراً لأنه سيتم بناء مدن تلبي احتياجاتهم، وتكون نابعة منهم، ومحاولة تشجيع الناس التي ستقطن هذه المدن ، وأن المشروع يعمل على توفير جميع الاحتياجات في المدن السعودية وجعلها مدناً جاذبة ، وهو ما يحقق رؤية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله ، في تحقيق التنمية المستدامة في جميع المدن السعودية . وأضاف أن من ضمن مكونات المشروع مرحلة التخطيط الفعال ضمن مشاركة المجتمع ، من خلال تلمس أولويات المجتمع واحتياجاته، عن طريق إيجاد مشروعات يكون لها الأولوية لقاطني هذه المدن، ومعرفة ما يمكن تحقيقه ، وهذا يتطلب دعم ومساندة من وزارة المالية ووزارة الاقتصاد والتخطيط. وأفاد أنه سيتم في اجتماع الأممالمتحدة عام 2016، عرض التقرير الأول لحالة المدن السعودية ، وذلك بحضور زعماء العالم ، وهو يعد اكبر مشروع على مستوى العالم العربي ، إذ يتم العمل مع 17 أمانة في المملكة ، بدءاً من التخطيط على مستوى الدولة مرورا بمستوى تخطيط المدينة ، وسيتم عمل زيارات لجميع الأمانات والتعريف بالمشروع ، وكذلك سيتم وضع آلية للتنمية المستدامة. وبين أن مدة المشروع أربع سنوات ، إذ تم بدء العمل به في شهر أبريل الماضي وسينتهي في أبريل عام 2018، وسيكون للمشروع مخرجات كثيرة ومهمة في مشروع مستقبل المدن السعودية ، منها تقارير تخطيطية محدثة ، وكذلك سيتم عمل ثلاثة مشروعات نموذجية سيتم تنفيذها واختيارها على مستوى مدن المملكة. وتم خلال الزيارة استعراض مشروع المرصد الحضري ، قدمها المهندس ناصر بن محمد آل ظفر وأهميته ومؤشراته ، ومراحله ، وما تم تنفيذه على أرض الواقع ، بالإضافة إلى أنه سيتم خلال الأسابيع القادمة عمل مسوحات ميدانية ل 15 ألف أسرة بمدن الحاضرة ، وسيتم عقد اجتماعات موسعة مع الجهات الأمنية والمختصة للتعريف بالمرصد الحضري ، فيما تم تخصيص مساحة 2000 متر مربع ، ضمن مشروع مركز الملك عبدالله الحضاري في الواجهة البحرية في الدمام ، لإقامة مقر المرصد الحضري. كما قدم مدير إدارة الدراسات التخطيطية للتخطيط العمراني المهندس سامي بن عدنان الحداد عرضاً عن منجزات الأمانة فيما يتعلق بمخرجات المخطط الهيكلي والإقليمي والمخططات الإرشادية والتفصيلية للحاضرة وكذلك محافظتي القطيف ورأس تنورة التي سلطت الضوء على تصنيف وتنوع استخدامات الأراضي ومؤشرات التنمية الحضرية والمشاريع التنموية المقامة بها. بعد ذلك قدم مدير عام إدارة التطوير الإداري حسين بن علي البلوشي عرضاً أهم أعمال الإدارة العامة للتطوير الإداري، وأهداف الإدارة ، وخططها التي تسعى لنشر ثقافة العمل الإداري ، ورفع كفاءة وإنتاجية الموظفين، وكذلك زيادة الفرص التدريبية لجميع موظفي الأمانة وعلى جميع المستويات الوظيفية والنسب المئوية التي حققها برنامج الدورات التدريبية التي بلغت 105%. وفي ختام الزيارة شكر وكيل الأمين للتعمير والمشاريع المهندس جمال بن ناصر الملحم وفد الأممالمتحدة على زيارته ودعمه لهذا المشروع، مؤكداً أن هذه الزيارة تأتي في إطار التعاون بين أمانة المنطقة الشرقيةوالأممالمتحدة، والاتفاقية المبرمة بين برنامج الأممالمتحدة ووزارة الشئون البلدية والقروية، فيما يختص ببرامج التخطيط العمراني ، كما قدم وفد الأممالمتحدة شكره لمنسوبي الأمانة على هذا العرض الجيد الذي قدمته الأمانة والذي سيسهم في تبادل الخبرات وتعزيز أطر التعاون بين الجانبين مبدين إعجابهم بما شاهدوه من تطور في المنطقة الشرقية.