هل تشهد دول مجلس التعاون الخليجي منافسة اقتصادية أم تكاملاً اقتصادياً؟، في حضورنا «مؤتمر الاستثمار في البنية التحتية» الذي عقد الأسبوع الماضي في دبي مؤخراً، لم استغرب حجم الاستثمارات في المنطقة ولا حجم المليارات المرصودة لها ، ولكن استغربت التنافس الغريب بين دول مجلس التعاون، فعلى سبيل المثال، هناك 6 مشاريع جديدة لتطوير موانئ بحرية بين اقامة ميناء جديد، أو توسعة ميناء حالي، حيث تبلغ القيمة الاجمالية لهذه المشاريع نحو 9181 مليون دولار، وتستوعب نحو 58 مليون حاوية اضافة الى عدد الاستيعاب الموجود حالياً. هناك حزمة اسئلة تتبادر الى الأذهان وهي: هل تستوعب سوق ما هذا الحجم الضخم من الموانئ؟، وهل يعقل ان تقوم شركات الخدمات اللوجستية بفتح ثمانية او تسعة فروع بين كل فرع وآخر مسافة لا تتجاوز الساعة؟، وهل تستحق «كعكة» الموانئ ان تكون بهذا الحجم؟ ام ترى ان تطويرها ليس سوى زيادة في اعداد موانئها فقط، وكيف يستقيم هذا مع مفهوم العالم الذي ينظر الى دول الخليج على انها وحدة واحدة او كيان واحد بالمنظور الاقتصادي، على سبيل المثال: يقال في الوكالات التجارية: ان صاحبها وكيل لدول الخليج . هناك حزمة اسئلة تتبادر الى الأذهان وهي: هل تستوعب سوق ما هذا الحجم الضخم من الموانئ؟، وهل يعقل ان تقوم شركات الخدمات اللوجستية بفتح ثمانية او تسعة فروع بين كل فرع وآخر مسافة لا تتجاوز الساعة؟، وهل تستحق «كعكة» الموانئ ان تكون بهذا الحجم؟ واليوم، تمر على ذكرى تأسيس مجلس التعاون الخليجي اكثر من 30 سنة تقريباً، وبالنظر الى صفة المجلس «تعاون» فإنه لابد من ان يحمل دلالات واقعية حقيقية كأن يكون هناك تعاون اقتصادي بينيّ، وقد أنعم الله على بعض هذه الدول بوفرة في الثروات الطبيعية مثل المملكة والكويت، فلماذا لا تستفيد المملكة من هذه الميزة التنافسية، وتعمل على تطويرها بتطوير صناعة البترول والمعادن ، و تحفيز جميع التجار على تأسيس شركات في هذا المجال، كذلك تمتلك دولة قطر وفرة في الغاز، فلماذا لايكون هناك تركيز في التعاون بهذا المجال، وهناك عمان التي يمكن الاستفادة من موقعها على بحر العرب بتصدير الامارات والبحرين كمركز مالي، وخدمات لوجستية وهكذا، ثم ما فائدة القطار الخليجي المنتظر اذا كان لكل دولة من دول مجلس التعاون الخليجي اكثر من اثنين او ثلاثة موانئ بحرية تجارية، وهي في عداد الدول المستهلكة وليست المصدرة؟. واذا كان هناك ثمة رأي دقيق يمكن طرحه، فيجب ان يكون الدور بين دول مجلس التعاون دوراً تكاملياً لاتنافسياً محموماً، صحيح ان المنافسة شيء جيد، ولكنه كذلك اذا كانت السوق تتحمل هذه المنافسة، مثال: في سوق المشروبات الغازية، لا نجد الا عملاقين يستحوذان على اكثرمن 90 في المائة من هذا السوق، والمنافسة صعبة جداً، لكن ماذا لو كان لدينا في دول مجلس التعاون محفظة استثمارية تنموية هدفها خدمة دول مجلس التعاون، كالمشروع السابق بين دول مجلس التعاون في «طيران الخليج» ؟، نحن نريد ان يكون لدينا مشروع شركة طاقة الخليج، او شركة موانئ الخليج، او شركة صناعات الخليج، فبهذه الشركات سيكون هناك تكامل اقتصادي، وفرص عمل لجميع ابناء الخليج.