البريطانيون من أكثر شعوب العالم اعتزازا بثقافتهم، وفي سبيلها لا تأخذهم لومة لائم، ولو خالفوا كل الثقافات والشعوب، إلى درجة أن معظم دول العالم تقود سياراتها في اليسار أما هم فما زالوا مُصرين على القيادة في اليمين، مُعتبرين أنفسهم الأصوب، فيما العالم كله مُخطئ لا يعرف أصول القيادة الصحيحة، ولو توقفوا عند هذا الحد لهان الأمر، ولكنهم تجاوزوه إلى أحكام تفضيلية عامة، فالألمان بالنسبة لهم أجلاف، والفرنسيون مُتأنثون، ودول أوربا الشرقية همج رعاع، أما الأمريكان فسُوقة وبيئة، هل كون الزجاجة مطلية بالذهب الأبيض، ومرصعة ب8000 فص ماسي، و200 حجر ياقوت أحمر، سبب كاف لتجعلهم يقعون في فخها بسهولة، ثقتي في عقول أثريائنا كبيرة، ولكن خوفي من دلاخة بعضهم أكبر ؟! حسب التعبير المصري لوصف الأقل من الناس، وهم أي الأمريكان أساؤوا للإنجليزية ببلاهة نطقهم لها، وهم أيضا ثرثارون، لا يحفظون سرا، ولا تبتل في أفواههم فولة، أما الإيطاليون فصعايدة القارة الأوربية، ولكل شعب وأمة عندهم مثلبة من نوع ما، والمحصلة أنهم الشعب الأفضل، والأذكى، والأكثر احتراما للنظام، والتزاما بالوقت، وحسبهم ساعة بيغ بن دليلا يُدلون به على الناس ؟! الإنجليز شعب عظيم ولا شك، ولكن من قال إن العظماء لا يُهايطون، وهياط الإنجليز يُمكن التعرف عليه من خلال بسكويت قديم يُدعى فيج رول، ما زالوا يصنعونه، وعليه ديباجة تقول: «صنع في بريطانيا العظمى» فهل صناعة بسكويت يمكن أن تكون مفخرة لدولة عظمى لولا الهياط؟! أما آخر استدلاخاتهم فإعلان إحدى شركات صناعة الخمور لديهم عن إنتاج خمر حلال، مُصنع كما زعموا طبقا للشريعة الإسلامية، لمن وصفتهم الشركة: أثرياء الخليج، التواقين للاستمتاع بالحياة دون ارتكاب معصية تناول الخمر، وبحسب وكالات الأنباء فذلك النوع من الخمر مُعتق لسنوات طويلة، بسراديب خاصة في جزر اسكتلندية، وميزته المُدعاة خلوه من الكحول، ناسين أو متناسين أن الإسكار هو علة التحريم، ولذا حُرم الخمر، كما كل مشروب أو مأكول قد يُحرم لذات العلة، وإن لم يكن في ذاته خمرا، لحديث: «ما أسكرَ كثيرهُ فقليلهُ حرام» . ومن استدلاخات الشركة الإنجليزية، عزمها غزو أسواق الخليج بذلك النوع من الخمر، الذي قررت طرحه في احدى الدول الخليجية بخمسة ملايين دولار للزجاجة الواحدة، فهل أثرياؤنا من السذاجة بمكان لتستدرجهم الشركة لمنتجها، وهل كون الزجاجة مطلية بالذهب الأبيض، ومرصعة ب8000 فص ماسي، و200 حجر ياقوت أحمر، سبب كاف لتجعلهم يقعون في فخها بسهولة، ثقتي في عقول أثريائنا كبيرة، ولكن خوفي من دلاخة بعضهم أكبر ؟!. [email protected]