انتشل الغطاسون حتى صباح امس حوالي عشرين جثة من العبارة الكورية الجنوبية التي غرقت قبل اربعة ايام وعلى متنها 476 شخصا، ما رفع عدد حالات الوفاة المؤكدة إلى 56 شخصا امس الأحد، ولا يزال نحو 250 شخصا في عداد المفقودين, فيما دافع القبطان الموقوف عن قراره تأخير إجلاء الركاب. وكان تلميذ في السادسة عشرة من العمر يدعى كيم دونغ-هيوب وعد شقيقته الكبرى في اتصال هاتفي أخير مؤثر من العبارة بالخروج على قيد الحياة. وبعد اربعة ايام لا تزال عائلة التلميذ تتمسك بالامل رافضة التسليم بانه قد يكون قضى في الكارثة. وقال والده كين شانغ-غو (46 عاما) لوكالة فرانس برس: «لطالما كان فتى قوي العزيمة، وأعتقد حقا أنه سيجد وسيلة للنجاة»، مبدياً أمله فيما كان الغطاسون ينتشلون جثثاً إلى سطح الماء. وكان الغطاسون انتشلوا ثلاث جثث أولى من العبارة بعدما حطموا كوة احدى مقصورات الركاب قبيل منتصف الليلة قبل الماضية بالتوقيت المحلي، وفي الساعات التالية انتشلوا اكثر من عشر جثث اخرى. وقال المسؤول: ان الركاب الثلاثة الذين انتشلت جثثهم في بادئ الامر، كانوا يرتدون سترات نجاة، موضحا ان بينهم رجلين، فيما لم يتم حتى ذلك الحين تأكيد ما اذا كان الراكب الثالث رجلا او امرأة. وقال مسؤول في خفر السواحل: ان فرق الانقاذ قررت مواصلة عمليات الغطس طوال الليلة قبل الماضية في محيط العبارة التي غرقت صباح الاربعاء قبالة سواحل جنوب كوريا الجنوبية، وفق مسؤول خفر السواحل. وأكد القبطان انه لم يكن هو من يقود السفينة عند وقوع الحادث بل كان يقودها احد افراد الطاقم يدعى «جو» ويبلغ من العمر 55 عاما، وهو كان بإمرة فتاة لم يسبق لها ان ابحرت في هذه المنطقة التي تصعب فيها الملاحة. واستأنف حوالى 200 من اقرباء الضحايا والمفقودين صباح امس مسيرة احتجاجية من جيندو الى مقر الرئاسة في سيول الذي يبعد 420 كلم. قال مسؤول خفر السواحل: انه من المقرر مد شباك حول العبارة «سيول» الغارقة لمنع انجراف الجثث مع التيارات، مشددا على انه ما زال هناك احتمال بالعثور على ناجين لجأوا الى جيوب من الهواء متبقية داخل حطام العبارة وسيترتب على القبطان لي جون-سيوك واثنين من افراد طاقمه اوقفا فجرا الرد على اتهامات بالاهمال والتقصير في ضمان سلامة الركاب، في انتهاك للقانون البحري. وتوجه انتقادات شديدة الى القبطان البالغ ال69 من العمر لمغادرته العبارة التي كانت تغرق فيما كان مئات الاشخاص، معظمهم تلاميذ، كانوا يقومون برحلة مدرسية، لا يزالون على متنها وقد حاصرتهم المياه. وتابع اقرباء الضحايا الذين تم ايواؤهم في قاعة رياضية في جنيدو، الجزيرة المجاورة لموقع الكارثة، مشاهد عملية الغطس التي اسفرت عن انتشال الجثث الثلاث الاولى. وبين الغطاسين ال500 الناشطين في الموقع العديد من المتطوعين المدنيين. وقال مسؤول خفر السواحل انه من المقرر مد شباك حول العبارة «سيول» الغارقة لمنع انجراف الجثث مع التيارات، مشددا على انه ما زال هناك احتمال بالعثور على ناجين لجأوا الى جيوب من الهواء متبقية داخل حطام العبارة. وسعى القبطان لتبرير قراره بتأخير عملية اجلاء الركاب بعدما توقفت العبارة اثر صدمة. وقال القبطان: «في ذلك الوقت (خلال الاربعين دقيقة التي اعقبت الصدمة) لم تكن زوارق الانقاذ وصلت ولم يكن هناك زوارق صيد او اي قوارب اخرى قادرة على المساعدة». واضاف: «كانت التيارات قوية والمياه باردة جدا في هذه المنطقة. ظننت ان التيارات ستجرف الركاب وانهم سيواجهون صعوبات في حال تم اجلاؤهم في اجواء من الفوضى». ولم يتم العثور على اي ناج منذ صباح الاربعاء. وتم انقاذ الناجين ال 174 بعد غرق العبارة في البحر او اثناء قفزهم منها. ورأى بعض الخبراء انه لكان تم انقاذ عدد اكبر من الركاب لو التحقوا بنقاط التجمع استعدادا لاجلائهم قبل ان تغرق العبارة.