أعاقت التيارات البحرية القوية والمياه العكرة أمس الخميس محاولات متكررة للعثور على مزيد من الناجين من حادث غرق عبارة قبالة الساحل الكوري الجنوبي . وارتفعت حصيلة القتلى المؤكدة جراء غرق العبارة «سيول» أمس الأربعاء إلى تسعة أشخاص حتى الآن، مع تزايد المخاوف بشأن مصير مئات من المفقودين، ومعظمهم طلبة في المدارس الثانوية. وأفادت وكالة «يونهاب» الكورية الجنوبية للأنباء بأن غواصي البحرية وخفر السواحل لم يتمكنوا من دخول العبارة الغارقة بعد عشر محاولات . وقال وزير الأمن كانج بيونج كيو للصحفيين إن أحوال الطقس الصعبة مثلت «عقبات هائلة» أمام جهود الإنقاذ، وإن عمليات الغطس توقفت في الواحدة بعد الظهر 0400( بتوقيت جرينتش). وأفادت وكالة أنباء الصين الجديدة «شينخوا» بأن الرؤية تحت المياه في موقع الحادث انخفضت إلى نحو 20 سنتيمترا. وأضافت أنه بعدما عثر غواصون عسكريون ورجال إنقاذ آخرون على ثلاث جثث في وقت سابق اليوم، يبقى 287 شخصا في عداد المفقودين. وبعد تضارب التقارير أمس الأربعاء حول الأعداد المتعلقة بالحادث، أفادت وسائل إعلام كورية جنوبية بأنه تأكد إنقاذ أكثر من 170 شخصا، من إجمالي 475 شخصا كانوا على متن العبارة. وكان إجمالي 325 طالبا في مدرسة ثانوية من إحدى ضواحي سول بين ركاب العبارة، حيث كانوا في طريقهم لقضاء رحلة في جزيرة جيجو السياحية(حوالي 80 كيلومترا جنوب البر الرئيسي). وذكرت يونهاب أن حوالي 169 زورقا 29و طائرة تشارك في جهود الإنقاذ . ولكن صحيفة «ذا كوريا هيرالد» نقلت عن مسؤولي الاستجابة للطوارئ القول إن فرص العثور على ناجين في مياه تصل برودتها إلى حوالي 12 درجة مئوية ضئيلة. وقامت رئيسة كوريا الجنوبية باك كون هيه بزيارة لموقع غرق العبارة اليوم الخميس، وحثت الحكومة على تقديم كل المساعدة الممكنة لجهود الإنقاذ. وأفادت يونهاب بأنه في سول، علقت الأحزاب السياسية أنشطتها نظرا لتركيز البلاد على الكارثة . وجاءت زيارة باك في حين يستجوب المسؤولون ربان العبارة في محاولة للتوصل إلى سبب الحادث. ونقلت الوكالة عن مسؤول بارز في خفر السواحل، ويدعى كوه ميونج سيوك، قوله للصحفيين إن السفينة اتخذت «مسارا مختلفا بشكل طفيف» عن الطريق الذي توصي به السلطات. كما نقلت الوكالة عن مسؤولين من خفر السواحل القول إن السفينة غيرت اتجاهها أيضا بشكل حاد فجأة . كان طاقم العبارة قد أطلق إشارة استغاثة في الساعة 0858 صباح أمس الأربعاء 2358( الثلاثاء بتوقيت جرينتش). وأفاد خفر السواحل بأن السفينة انقلبت على أحد جانبيها وبدأت في الغرق وهو الأمر الذي استغرق ساعتين فقط.