مساء اليوم الجمعة تحل الجولة ما قبل الأخيرة لدوري عبداللطيف جميل، وستكون مباريات هذه الجولة في نفس التوقيت وعيون الجمهور الرياضي على مباراة النصر والشباب، وهل سيحسم النصر بطولته للدوري؟ أم سينتظر حتى مباراته الأخيرة مع التعاون؟ وهل سيكون فعلًا عاجزًا عن كسب نقطة واحدة ليكون بطل هذا المساء؟ أم سيفرط في مكتسباته جميعها فيعطي الهلال المتربص هذا الانجاز؟ في عالم الكرة جائز كل شيء وإن كان صعبًا أو مستحيلًا، فمهما تكن النتائج فإن النصر يستحق هذه البطولة، فهو الأجدر والأحق، وإن كان طريقه لم يكن ممهدًا جدًا ومر بمطبات كثيرة وصعبة وحرجة في بعض الاحيان، وكما قال رئيس النصر قبل مباراته مع الاتحاد أو في وقت سابق: إن فريقًا لا يستطيع الحصول على أربع نقاط من تسع لا يستحق أن يكون بطلًا للدوري، فهل يفعلها النصر الليلة ويختصر الزمن فيفوز أو يتعادل مع فريق صعب كالشباب والذي أخرجه من بطولة كأس الملك؟ أم سينتظر الجولة الأخيرة مع التعاون في القصيم؟ ومثل ما تترقب الجماهير بطل الدوري فإنها ستراقب عن كثب الفريق الآخر، والذي سيرافق النهضة لدوري ركاء، فريق النهضة الذي لم يستطع البقاء في دوري جميل أكثر من موسم واحد ليودع قبل أن يهنأ بالأضواء، لقد كان النهضة مكافحًا طيلة الدوري، ولم يَصْحُ إلا متأخرًا جدًا، فقد أعطى تميزًا في مبارياته الأخيرة، فأحرج وهزم فرقًا أكثر منه قوة وبأسًا ومالًا، لقد فرط النهضة في بداية الدوري، وتبعثرت الأوراق الإدارية والفنية والتدريبية حتى ضاعت النقاط وزاد اليأس والاحباط ولم يعد قادرًا على مجاراة الدوري بعد كل ذلك الافراط والتفريط. خمسة أندية حاملة ال25 نقطة تتنافس اليوم على وصافة الهبوط مع النهضة، وهي على الترتيب من المركز التاسع الى ال13 (نجران، الشعلة، الاتفاق، العروبة، والرائد)، وإن كان الفيصلي والفتح لا يزالان في خطر أيضًا. ولعل ما يدعونا الى الغرابة وجود أندية الاتفاق ونجران والرائد، وهي تصارع من أجل البقاء في دوري الأضواء، وهي التي تمرست سنوات في البقاء، وقد نجد العذر للشعلة والعروبة كأندية حديثة للدوري الشاق يحتاج للمال والقوة والخبرة والمراس. وإن كان اللوم أكثر على الاتفاق الذي لم نر له سقوطًا منذ عرفناه بل كان من السباقين للأولويات البطولية السعودية في انجازات خارجية، وأول نادٍ يحقق بطولة الدوري بلا هزيمة وبمدرب وطني وبدون لاعبين أجانب، فأين اتفاق اليوم من اتفاق الأمس البعيد؟ شيء محزن لجماهير الشرقية أن ترى أنديتها تترنح بين دوري جميل ودوري ركاء وربما أسوأ من ذلك، فها هي القادسية ودعت الأضواء، وربما لن تعود بسهولة، والنهضة عادت الى دوري ركاء اأينما كانت وها هو الاتفاق يترنح على الحدود. ولأن الأمل جميل في عيون جماهير الشرقية فها هي اليوم تفرح ببقاء الفتح (وإن كان ليس هذا هو الطموح فبطل الموسم الماضي حري به أن يكون في مركز أفضل)، وصعود هجر وربما الخليج فلعلها تعوض ما تفتقده في رحيل النهضة حتى هذه اللحظة. دوري جميل هذا الموسم مليء بالمفاجآت والغرائب في النتائج والمستويات وما واكبها من اخطاء تحكيمية كارثية استفادت وتضررت منها كل الاندية بلا استثناء، ولكن بنسب متفاوتة، كما كان للتصريحات في هذا الموسم شأن آخر أفرزت الشيء الكثير من التعصب والعنصرية المقيتة، والدخول في ذمم الناس والتشكيك فيها، كما لم تغب الصور الجميلة في المدرجات كالتيفو والصور البديعة التي رسمتها الجماهير الرياضية العاشقة لأنديتها، وأصبحت رياضة كرة القدم في دوري هذا العام غير، وحديث الوسط الرياضي في زحمة هذه المتغيرات والانفعالات غير، حتى اصبحنا نشك في انما يتقاذفه اللاعبون في ارض الميدان غير كرة قدم من جلد منفوخ. hasanshahwan@