قدمت فرقة مسرح جمعية الثقافة والفنون بجازان عرضا مسرحيا بعنوان «حكاية لوحة» مساء الجمعة ضمن مهرجان الأحساء المسرحي الثاني، الذي ينظم حاليا بمقر جمعية الثقافة والفنون بالأحساء. مشهد من العرض المسرحي أحداث المسرحية تدور حول ثلاث لوحات تطرح مجموعة من التساؤلات حول الوجود متمثلا في بداية ونهاية وجود من يعيشون داخل اللوحات، وما ينتظرهم لو حدث الخروج من إطار اللوحات المرسومة بشكل فني عال، وما سوف يواجههم في معترك الحياة. ويتمثل بقاء هؤلاء في الحياة في الصمت، فمن أراد البقاء منهم فعليه بالصمت، وبعد أن وجدوا عذابات الحياة وما يحدث من دمار وقتل اختاروا العودة إلى إطار اللوحات الأجمل واختيار الصمت الصائت. وفي الجلسة التطبيقية الخاصة بهذا العرض، قدم المسرحي علي الغوينم قراءة للمسرحية، التي كتبها أحمد القاضي، قال فيها: إن قصة العرض تدور حول ثلاثة شباب تحاصرهم إطارات لا تمكنهم من التعبير عما يختلج في أنفسهم، كل واحد منهم له مشاعر.. ونتيجة ما يشعرون به من اختناق مؤطر تم اكتسابه من معطيات الواقع الاجتماعي، بدأت هذه الأطر تشدد الخناق عليهم. إن النص يحمل رسالة لا تختلف كثيرا عن موضوعات تناولها العديد من الكتاب الشباب، التي تمثل الاحتجاج على أوضاعهم مع مجتمع لا يستمع إلى أصواتهم وأضاف قائلا: لا يستطيع أي منهم أن يصدح بوجهة نظره، أو يسمح لنفسه بسماع رأي آخر، أو إبداء رأيه حول مشاهدات يدافع عنها أصحابها، فما تراكم في هذه الأطر من قناعات معينة لابد أن ينساق إليها. ويتابع الغوينم بقوله: صراعات نفسية يعيشها هؤلاء الشباب بين الإقدام والإحجام جعلتهم من المتفرجين على ما يحدث مع اجترار آلام نفسية لا يقدرون على معالجتها. وأوضح أن النص يحمل رسالة لا تختلف كثيرا عن موضوعات تناولها العديد من الكتاب الشباب، التي تمثل الاحتجاج على أوضاعهم مع مجتمع لا يستمع إلى أصواتهم ووجهات نظرهم. وأكد أن هذه الإطارات تحتوي على إرث كبير من العادات والتقاليد والأعراف يحمله هذا الإنسان ممن هم قبله، ويضيف إليها ما يستجد في حياته تحمل في طياتها الكثير من الأوامر والنواهي والخطأ والصواب والحلال والمقبول والمرفوض. وذكر أن في هذا النص مطالبة بالخروج من هذه الإطارات نحو آفاق أرحب وأوسع. فقد اختنقت هذه الأرواح الجميلة عن متنفس لها بعيدا عن الألوان التي تم تشكيلها بها، فقد بدأت تختنق برائحتها ولتساهم هذه الأرواح في تلوين أنفسها حسب قناعاتها. وختم الغوينم قراءته بقوله: إن المسرحية في الأساس قصة قصيرة كتبها القاص أحمد القاضي، وقام بتحويلها إلى نص مسرحي، وهذا توجه جميل لكتابنا الشباب في مجالات الأدب المختلفة، بأن يبحروا في إبداعاتهم في شتى المناحي الثقافية لتكتسب الساحة المسرحية كتابا هم في أمس الحاجة إليهم. وفي الفترة المخصصة للمداخلات، أوضح ماجد التركي أن التوقيت سيء لإنارة الإضاءة وإطفائها وعدم التواصل بين الممثلين على خشبة المسرح، فيما أشار المسرحي نايف البقمي إلى أن العرض لا يمت للمسرح بصلة، فلا بداية ولا نهاية ولا عقدة أو صراع، وأن اللوحات على المسرح كانت بشكل جامد لا فائدة منها. أما العماني محمد الهنائي فرأى في العرض لوحة جميلة شدت الجمهور، بيد أن هناك أدوات لم يستفد منها المخرج مثل الإطارات وتصوير الأحداث.