في الوقت الذي كانت فيه واشنطن تقترح على اسرائيل مظلة صاروخية تشمل الأردن ومصر؛ لاسقاط صواريخ ايران في الاجواء العراقية، وقع جميع أعضاء مجلس الشيوخ الامريكي، باستثناء سيناتور واحد فقط، على اتفاقية جديدة بين الولاياتالمتحدة واسرائيل وتقوم بموجبها واشنطن بنقل جميع الاسلحة والمعدات العسكرية الفائضة أو القديمة في وزارة الدفاع الامريكي الى وحدات اسرائيلية، كما تنص الاتفاقية على دعم اسرائيل الكامل في مجالات الطاقة والمياه والامن الداخلي والزراعة وتكنلوجيا الوقود البديل. وتنص الاتفاقية على تقديم مساعدة امريكية لتعزيز نظام "ديفيد" العسكري الاسرائيلي، ونظام دفاع الصواريخ قصيرة المدى المعروف باسم "القبة الحديدية"، وزيادة التعاون في مجال الامن الالكتروني وشمول اسرائيل في برنامج الاعفاء من التأشيرات بما يتناسب مع المتطلبات الاسرائيلية. وتدعى الاتفاقية "قانون الشراكة الاستراتيجية بين الولاياتالمتحدة واسرائيل لعام 2014"، ووفقا لتوصيف لجنة الشؤون الخارجية في الكونغرس الامريكي، فان الاتفاقية هي تعديل لاتفاقية سابقة للتعاون الامني تم توقيعها في عام 2012 وتعزيز للغة حرص الكونغرس على الدفاع عن اسرائيل وحماية المصالح الامريكية، وتلزم الاتفاقية الجديدة الرئيس الامريكي الحالي باراك اوباما واى رئيس قادم بتقديم تقرير كل سنتين للمجلس يبرهن على التفوق النوعي العسكري الاسرائيلي، وعلاوة على ذلك، يخول هذا التشريع تقديم مساعدات اضافية لاسرائيل كما نصت الاتفاقية على الطلب من وزير الخارجية الامركي ان يقدم تقريرا يتعلق في اهلية اسرائيل في التفويض التجاري الاسترتيجي ومعاملة اسرائيل بما لا يقل شبرا واحدا عن معاملة اى عضو اخر في اتفاقية نظام مراقبة تكنولوجيا القذائف وتوجيه مؤسسات القطاع الخاص في الولاياتالمتحدة الى الاستثمار في اسرائيل، واعطائها الافضلية في مجالات توفير التأمين والتمويل واعادة التأمين لمشاريع المياه والطاقة. وتحاول الاتفاقية تقديم المزيد من المعونات والتسهيلات العسكرية والاقتصادية والتجارية الى اسرائيل، ومن ضمن نصوص الاتفاقية القول صراحة بان الكونغرس يريد فرض تشريعات ولوائح من شأنها ان تضمن لاسرائيل قوة السيطرة على المواد ذات الاستخدام المزدوج والدفاع ومنحها دور أقوى في مجموعة استراليا وأنظمة مراقبة التكنولوجيا وتوريد المواد النووية. وتنص الاتفاقية على منح الرئيس الامريكي الإذن بتبادل البحوث والتكنولوجيا والمعلومات والمعدات والمعلومات الاستخبارية مع اسرائيل؛ بما يعزز مصالح الامن القومي للولايات المتحدة وبتنسيق مع الاحكام ذات الصلة من الحوار والقانون، وينص هذا التشريع ايضا على شمول اسرائيل في برنامج الاعفاء من التأشيرات بموجب القسم 217 من قانون الهجرة والجنسية بما يرضي اسرائيل متطلباتها لادراجها في البرنامج، كما تضمن الاتفاقية نصا غامضا حول زيادة التنسيق في مكافحة معاداة السامية. تعزيز قدرات اسرائيل وبناء على الاتفاقية فان وزارة الامن القومي الامريكي ستكون ملزمة بتعزيز قدرات اسرائيل في مجالات الحدود والبحرية وامن الحدود، اضافة الى مساعدتها في الكشف عن المتفجرات وخدمات الطوارئ اضافة الى اتخاذ خطوات واستكشاف سبل لزيادة التعاون في مجال الامن الالكتروني والانترنت. وكشفت الاتفاقية عن انتهاء المرحلة الاولى من انشاء نظام الاسلحة المعروف باسم "داود" بتعاون بين المنظمة الاسرائيلية للدفاع الصاروخي ووكالة الدفاع الامريكية للصواريخ، والذي يهدف الى توفير فرص اضافية افضل لاعتراض اي هجوم مضاد ودعم نظام الأسلحة "سهم 2" ونظام "سهم 3"، وتحسين الدفاعات ضد الصواريخ البالستية. وتعهدت الاتفاقية بضمان تعزيز قدرات اسرائيل العسكرية من خلال ارسال مقاتلات امريكية متطورة وطائرات متعددة المهام بذخائر متقدمة أو متخصصة ومن خلال التدريبات المشتركة وارسال المزيد من المعدات والمركبات العسكرية، ونصت الاتفاقية ايضا على ضرورة الاسراع الى ابرام مذكرة تفاهم بشأن تحديث المساعدة الامنية لاسرائيل وتزويد الجيش الاسرائيلي بأية معدات عسكرية حاسمة وقطع الغيار وتسليمها الفائض في المخزونات الامريكية. منظومة صاروخية وفي سياق ذي صلة، اقترح الأميركيون توسيع نطاق منظومة الصواريخ الإسرائيلية في المنطقة، لتشمل مصر والاردن. وطرح الملحق العسكري للسفارة الأمريكية الجنرال جون شابلاند، في «مؤتمر معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي» في تل أبيب، فكرة توسيع نطاق المظلة الإسرائيلية المضادة للصواريخ، حيث قال للمسؤولين والخبراء الإسرائيليين الحاضرين: إنه «إذا تمكنّا من بناء قدرة دفاعية إقليمية في الأردن مثلاً، فستدافع تلك القدرة بسهولة عن إسرائيل والأردن وحتى مصر إن شئتم ذلك، بإضافة طبقة أخرى لمنظومة دفاعاتكم المتعددة الطبقات»، واصفاً اقتراحه بأنه «مجرد فكرة للبحث». وأبدى مدير هيئة الدفاع الصاروخي الإسرائيلية يائير راماتي تقبله للفكرة فيما يبدو، قائلاً خلال المؤتمر: إن «سياسة وزارة الدفاع الإسرائيلية تتمثل دائماً في التعاون مع دول المنطقة، بما في ذلك الدولتان المشار إليهما». ورفض راماتي الخوض في موضوع القدرة الحالية للمنظومتين الإسرائيليتين «أرو 2» المضادة للصواريخ الطويلة المدى، و«القبة الحديدية» المضادة الصواريخ القصيرة المدى، على توفير التغطية لدول مجاورة. وتشير معلومات نزعت عنها السرية بشأن مدى منظومة «أرو 2» الى أنها تستطيع نظرياً توفير الحماية لمعظم غرب الأردن، بما في ذلك عمان والمناطق الشرقية في مصر، بالإضافة إلى إسرائيل والضفة الغربية المحتلة. ويقول مصممو منظومة «أرو 3»، وهي نسخة جديدة من المنظومة مقرر نشرها في العام 2016، إنها ستكون قادرة على إسقاط الصواريخ الإيرانية فوق العراق قبل وصولها إلى الأردن أو المجال الجوي الذي تسيطر عليه إسرائيل. ويقول خبراء أمريكيون: إن القبة الحديدية تغطي مساحة نصف قطرها عشرة كيلومترات، وهي مساحة يمكن أن تكفي لحماية العقبة حسب موقع الصواريخ الاعتراضية. وقالت مصادر أمنية في عمان: إن بواعث قلق الأردن بخصوص التهديدات الصاروخية تقلصت في الأشهر الأخيرة بسبب المسار الديبلوماسي لتسوية الخلاف بين إيران والقوى العالمية حول الملف النووي، وموافقة سوريا على شحن أسلحتها الكيميائية لتدميرها خارج البلاد. وفي سياق عسكري آخر، وخلال المؤتمر نفسه، أعلن قائد سلاح الجو الإسرائيلي الجنرال شاحار شوحاط، أن إسرائيل تخشى أن تنشر الجماعات المسلحة في لبنان وغزة طائرات من دون طيار، تحمل متفجرات تستخدمها ضد إسرائيل في حرب مستقبلية إلى جانب ترساناتها الرئيسية من الصواريخ. وقال شوحاط، إنه «سيتعين علينا التعامل مع عشرات الطائرات من دون طيار في كل من جبهتينا الشمالية والجنوبية». وأضاف: إن «الطائرات من دون طيار التي ستحوزها الجماعات المسلحة ستتراوح بين طائرات يجري التحكم فيها باللاسلكي وتزن بضعة كيلوغرامات وأخرى كبيرة تصل حمولتها إلى مئات الكيلوغرامات». وعلق خبير الفضاء الإسرائيلي عوزي رابين على كلام شوحاط، قائلاً: إن «درع القبة الحديدية الصاروخية وصواريخ باتريوت الإسرائيلية الاعتراضية تمكنت من إسقاط معظم الطائرات من دون طيار». وقال ضابط آخر في سلاح الجو: إن شوحاط كان يشير إلى الطائرات من دون طيار التي تحمل المتفجرات والمصممة للاصطدام بالأهداف.