فتاة تسأل: أنا فتاة متعلقة بابن أختي الذي يصغرني بثلاث سنوات، وأحبه بشكل غريب، كما أحتاجه في كل حين، فهو طيب معي وحنون، ولكن أنا أريد التحرر من هذا التعلق وتحرير علاقتي به. فماذا أفعل؟ أرشدوني مأجورين.. د. غازي بن عبدالعزيز الشمري جواب الدكتور غازي بن عبدالعزيز الشمري: الحب نعمة من الله تعالى... يمنحه لمن يشاء، والحب في الله تعالى ولله تعالى هو أسمى أنواع الحب ، والقلب هو مصدر الحب، والقلب من التقلب، والقلوب بين إصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء، والقلب يتعلق بما يهوى ويرتاح، والقلب إذا سيطر عليه التمني والرغبة الملحة كان على شفا حفرة من المرض و الاضطراب وخاصة إذا كان التمني في معصية الله تعالى، أو لا يتفق مع الشرع. أما ارتباطك أيتها الأخت السائلة بابن أختك وحبك له فهذا طبيعي ؛ فأنت خالته وفي مقام أمه، وحبك له من الطبيعي، وبره لك و تعامله معك بعطف وود يأخذ عليه الأجر. ولذا تكون هذه العلاقة في حدود الأمومة و البنوة من الطبيعي والواجب، ولكن إذا تعدت هذا الأمر، ووصل الأمر إلى تعلق مبالغ فيه ، وتفكير بلا حدود وبلا ضوابط، ورغبات غير شرعية فهذا يدخل في الاضطراب والمرض والذي يحتاج إلى علاج أو تعديل سريع. كل شيء ينبغي أن يكون في حدود و عدل و توازن حتى لا يكون ضارًا. و إن كان هذا الحب غير ما أمر به الشرع فهذا من أمراض القلوب ولذا فعلى الأخت السائلة أن تقيم نفسها ، و تعرف هل تعاملها مع هذا الحب شرعي ومحدد بعواطف الأمومة أم هو غير ذلك ؟، فإن كان هذا الحب في حدود الأمومة فهذا جيد وهو من دعائم الحياة وغذاء للقلوب والوجدان، ولكن يحتاج إلى تقنين لأنه «أحبي من شئت فإنك لا شك سوف تفارقينه». وأن كل شيء ينبغي أن يكون في حدود وعدل وتوازن حتى لا يكون ضارًا. وإن كان هذا الحب غير ما أمر به الشرع فهذا من أمراض القلوب و النفوس و هذا يحتاج إلى علاج سريع. وهذا العلاج يحتاج إلى أن تبادر الأخت السائلة بهذه الخطوات: - أن تعرف أن الله تعالى مطلع على ما في القلوب ، ويعرف ما توسوس به نفسك، فتحرص على أن تجعل طاعة الله تعالى في قلبها، ليطرد ما يعارضه أو يقاومه. - أن تشغل عقلها ووجدانها بزوجها أو من تتمنى أن يكون زوجها.. - أن لا تنظر إلى ابن أختها نظرة مثالية، ولتعلم أنه من بني آدم وكل بني آدم خطاء. - أن تحرص على تغذية عقلها وفكرها بالمعلومات والعلم النافع حتى يكون لديها ما يشغلها في أكثر الأوقات. - أن تتحرر من الشعور بالنقص ، أو لا تقارن شخصًا بشخص آخر حتى لا تجعل ابن أختها مثاليًا في كل شيء، ومن حولها فقط يتصفون بالنقص أو الاضطراب. - أن تحرص على أن تتدرب تدريجيا على البعد عنه، ولتعلم أن هذا الأمر وارد في كل لحظة لأي ظروف مثل زواجه أو سفره أو تذكر بأن الأعمار بيد الله تعالى. - أن تتقرب من الله تعالى أكثر ، وتطلب منه العون والدعاء بأن يوفقها إلى ضبط نفسها، ويجعلها من التوابين و المهتمين بحدود الله تعالى. - نسأل الله تعالى أن يرزقك الثواب والرشاد، ويجعلك من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه.