قرأت ما كتبه الأخ/ أحمد عبد الله الكشي في عدد الرابع من ذي الحجة 1425 تحت عنوان"لا أريد أن يكون ولدي ممتازاً" عن "السبب الحقيقي" لتردي مستوى الطلاب العام الا وهو "المعلمون" والمعلمات بالطبع. وأنا هنا اتفق معه وأؤيده فحتى أنا لا أريد أن يكون ولدي ممتازا على الشهادة فقط، لا أريده أن يحمل شهادة لا تنطبق على مستواه الفعلي أو حتى التقريبي يخدع بها هو نفسه وينخدع الآخرون كذلك. وبالطبع فالمعلمون والمعلمات ليس هم السبب الوحيد ولكنهم سبب رئيسي فبحسن نية يحدد المعلم أو المعلمة بعض الأسئلة أو الجزئيات بإجاباتها المختصرة جداً ويحذف جزئيات أخرى قد تكون أكثر من الأجزاء المحددة للمذاكرة، وقد يتغاضى عن الأخطاء غير البسيطة بدون تصحيح أو حتى إشارة وهو بهذا يريد أن يخفف عن الطالب وأولياء الأمور ويسعدهم بإعطاء الدرجات للوصول للتفوق أو حتى النجاح وكأن الطالب أتى للمدرسة لكي يجمع الدرجات ويأخذ الشهادة فقط وليس لتحصيل العلم والفائدة، هذا مع عدم الإغفال أن هذا التصرف قد يكون بضغط من مدير المدرسة. وهذه الطريقة مريحة جداً في التصحيح وذات مردود إيجابي على سجل المدرسة. ولكن ما النتيجة؟ طلبة وطالبات في المرحلة الثانوية- بشكل عام وليس الجميع- لا يتحملون المسؤولية ولا يقدرونها، فمستواهم العلمي والثقافي مترد بشكل واضح وكذلك مقدرتهم على التفكير والمحاكمة العقلية واستنتاج المعلومات وحتى تحليلها. فهم غالباً ما يتوقعون من المعلمين تحديد الأسئلة التي قد تأتي في الاختبار وهم بذلك لا يهتمون فعلياً بالدراسة طوال الفصل الدراسي، وقرب الاختبارات يقولون " عطنا المفيد" و" المفيد" أي سؤال الامتحان. وليتهم يكتفون بذلك بل يطالبون بالدرجات الكاملة والتغاضي عن الإجابات الخاطئة لأنهم اعتادوا أن تحسب لهم درجة على أية إجابة. ومؤخراً صدر تعميم يلزم معلمات اللغة الإنجليزية في المرحلة الثانوية أن تكون قطعة الفهم في الاختبار "seen" أي مرئية وغير جديدة على الطالبة- فكيف يقاس فهم الطالبة بسؤال عندها إجابته مسبقاً؟ وبناء على التعميم الجديد وضعت معلمة اللغة الإنجليزية في الاختبار قطعة فهم سبق وأن تناولتها في التدريبات بزيادة سؤال أضافي ليتناسب مع توزيع الدرجات في الاختبار النهائي. إلا أن المعلمة فوجئت بإحدى الطالبات تطلبها في القاعة وتقول لها: "هذا السؤال لم يكن مطلوبا منا" ولسان حالها يقول:" كيف تجيبي لنا شيء ما أخذناه؟" فهذه الطالبة لم تستفد من مناقشة القطعة وحل أسئلتها أثناء المراجعة ولا من وجودها مسبقاً بين يديها، بل اعتمدت على حفظ إجابات لأسئلة محددة بدون أي جهد لمعرفة باقي المعلومات في القطعة وربما لم تفهم حتى الإجابات التي حفظتها. فلا نملك أن نقول سوى "حسبنا الله ونعم الوكيل". وأرجو إلا يساء فهمي فأنا لست ضد شرح وتلخيص المعلومة وتبسيطها وتوضيح نوعية الأسئلة التي قد تطرح عليها. وختاماً أكرر شكري للأخ المعلم على هذا الطرح الجريء وأدعو له بالتوفيق وأضم صوتي لصوته في مناشدة وزارة التربية والتعليم باتخاذ التدابير والإجراءات المناسبة لوقف هذا التدهور خاصة فيما يخص اللغة العربية. سناء عبد الله- الجبيل الصناعية