قصور الأفراح ليست مكاناً مناسباً للشعر ولا أهله، لأن أغلب الحضور حضروا لأداء واجب، هم فقط ينتظرون أن يقول (المعزب) سمّوا الله محييكم يا هلا وابرك الساعات بالجميع. تجد أغلبهم يناظرُ ساعته (وليش مستعجل) لأن الاستراحة تنتظره على أحر من الجمر، الجمر الذي أعده العامل مسبقاً ليضعه على رأس الشيشة، ليعدل به رأس معزبه. هناك شعراء مختصون بالأعراس وما يدور حولها، هم في الغالب يكونون شعراء مرتزقة، يبحثون عن الحضور الذي لا يجدونه لو أقيمت لهم أمسية خاصة. ** ونظراً لأن لدينا أزمة معازيب، في الأعراس وفي الاستراحات وفي كل مكانٍ يصل إليه البث، فمن الأفضل أن يكون هناك عامل خاص لكل معزب. ** نعود لأمسيات الأعراس التي لا تمت للشعر بصلة، فالجميع مشغول إما بالسلام أو الوقوف لانتظار السلام على شخص في الطريق، ولو تم تأخير الأمسية لما بعد العشاء ما حضرها أحدٌ البتة. ** في الغالب يكون هناك شعراء مختصون بالأعراس وما يدور حولها، هم في الغالب يكونون شعراء مرتزقة، يبحثون عن الحضور الذي لا يجدونه لو أقيمت لهم أمسية خاصة بهم، فلا هم نخبويون يبحث عنهم النخبة ولا هم نجوم تشدّ لهم الرحال من المراهقين والمطبلين لكل من يطبل له الإعلام! ** فلا أفضل من الأعراس بالنسبة لهم، إذ إن “اللي ما يشتري يتفرج”، والله إنك لا تنتبه ولا تتنبه لوجود الشاعر، إلا بعد أن ينتهي من نصّه، فيصفق له المعازيب وقرايبهم وحاشيتهم، ليصفق البقية ليقولوا للمعازيب نحن هنا ولكي يصفقوا في حال أحضروا شاعراً من نفس الدرجة في القادم من المناسبات. ** أصبحت العنايا التي تعطى مؤخراً تقتصر على التصفيق، من يصفق للشاعر الذي أحضره أصفق له فيما بعد، وأصبح الوضع وبصورة مؤلمة عبارة عن (صافق ومصفوق وبينهما شاعر). ** والله إنك لتحزن لهذا الشاعر وتحزن أكثر لحال الشعر، الذي تراق حروفه في كل مكان ليسمعه كل من هب ودبّ. ** الشعر الذي كان ديوان العرب، أصبح يترامى في الدواوين والاستراحات وقصور الأفراح ولو قلنا أمسى لكان أجدى فلا صباح لشعرٍ لا يتنفسه أهله. ** المهم بالنسبة للشاعر أن يحصل على مبلغ يسدّ به رمق خيبته المضروبة على قفاها، أو في أقل الأحيان وإن كان من العائلة ذاتها فإنه سيسلم (من العنيّة) وليعيننا الله على سماع ما يقول! [email protected]