رحب كبار علماء الازهر بدعوة صاحب السمو الملكي الامير عبد الله بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني لعقد قمة اسلامية في مكةالمكرمة، وأكد شيخ الازهر الدكتور محمد سيد طنطاوي ان هذه الدعوة نابعة من ايمان صادق واحساس عميق بالمسئولية وبالهموم التي تعيشها الامة، وتعكس ايضاً مدى حرص الامير عبد الله وقادة المملكة على انتهاج طريق الحق والصدق في معالجة الامور بحكمة وموضوعية.واضاف شيخ الازهر: اننا نؤيد ونبارك هذه المبادرة الكريمة من جانب الامير عبد الله لان امر الوحدة امرنا الله عز وجل بالسعي نحوه في القرآن الكريم حيث قال تعالى: (واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا) فهذه الدعوة تعمل على تعزيز وتضامن المسلمين لان مستقبل الامة مرتهن بالاسباب.. من جد وجد ومن زرع حصد، ومن سلك طريق الصلاح وطريق الصدق، وطريق العدل وطريق المحافظة على فرائض الله لن يخذله الله. وقد رحب المجلس الاسلامي للدعوة والاغاثة الذي يضم اكثر من ثمانين منظمة اسلامية بمبادرة الامير عبد الله حيث اشار المدير العام للمجلس الاسلامي المهندس توفيق الشريف الى اهمية الدور الذي يمكن ان تلعبه هذه القمة في حال انعقادها وصدور قرارات عنها تسهم في تعزيز التضامن الاسلامي ومواجهة التحديات التي تستهدف محو الاسلام من الوجود. وقال المدير العام للمجلس الاسلامي: اننا نؤيد هذه المبادرة ونسعى لتحقيقها اليوم قبل غد لان الأمل الوحيد الباقي لهذه الامة هو استعادة وحدتها وتعزيز التضامن الاسلامي في مواجهة التحديات الراهنة. وناشد المهندس الشريف كافة القادة المسلمين والقائمين على امر هذه الامة المسارعة بتلبية دعوة الامير عبد الله للاجتماع في رحاب بيت الله الحرام وبحث التحديات التي يواجهها العالم الاسلامي اليوم والتفكير في الحلول المناسبة لها بغية توحيد الصف الاسلامي ووضع رؤية مستقبلية يسير على هديها جميع المسلمين. ومن جانبه قال الدكتور عبد العظيم المطعني عضو المجلس الاعلى للشئون الاسلامية بالقاهرة واستاذ الدراسات العليا بجامعة الازهر: اننا نرحب بدعوة الامير عبد الله لعقد قمة اسلامية في البقاع المقدسة مؤكداً ان هذه الدعوة نابعة عن شعور صادق بأهمية الدور الذي تلعبه المملكة في خدمة القضايا الاسلامية وان الامير عبد الله رجل مهموم بهموم امته منذ زمن بعيد ومعروف بحبه لمصلحة الامة. واضاف: اذا كانت الوحدة الاسلامية في الماضي املاً يراود النفوس ففي هذا العام اصبحت واجبا يجب ان ينفذ لان العالم من حولنا على مختلف اجناسه وشعوبه بدأ يتكتل ويتجمع وخير مثال الاتحاد الاوروبي الذي بدأت الدعوة اليه بعد الدعوة لقيام السوق العربية المشتركة واصبح الآن قوة عالمية يشار اليها بالبنان ومع ذلك فان هذه القوة تتوجس خيفة من المستقبل وتتخذ خطوات لتحول الاتحاد الى وحدة، فما بالنا نحن العرب والمسلمين والتحديات التي تواجهنا في كل لحظة فلتكن المبادرة التي دعا اليها الامير عبدالله في مواجهة التحديات التي ظهرت في خطاب الرئيس الامريكي جورج بوش الابن اثناء تتويجه فترة رئاسة ثانية في الولاياتالمتحدةالامريكية منذ ايام هذا الرجل الذي تجاهل ماله من صداقات مع بعض الدول العربية وقال بالحرف الواحد: (لقد آن أوان غزو الشرق الاوسط ديمقراطياً). فهذا يمثل تحدياً يجب مواجهته. اما الشيخ محمود عاشور وكيل الازهر السابق وعضو مجمع البحوث الاسلامية فيؤكد ان دعوة الامير عبد الله لعقد قمة اسلامية في الديار المقدسة تعد مبادرة طيبة والمسلمون في اشد الحاجة اليها للخروج من المأزق الراهن الذي تمر به امتنا.. فالامة تمر الآن بأشد اللحظات حرجاً في حياتها فهذا التشرذم والتفرق والخلافات ضيعت على الامة الكثير والكثير وجعلتها في مؤخرة الصفوف واغرت الاعداء بها فالذئاب تنهش في جسد الامة ويتقطعوا منها اجزاء عزيزة علينا ويضيف الشيخ عاشور: ان الامل معقود على هذه القمة حتى يسود التعاون بين اقطار العالم الاسلامي وتنشأ السوق الاسلامية المشتركة ويتعزز التضامن والترابط الاسلامي وتقوى شوكة المسلمين ونتمنى ان يستجيب كل قادة الامة واولي الامر فيها لهذه الدعوة الطيبة التي انطلقت من ارض الحرمين الشريفين.