رغم انها انتقلت في طفولتها بين القاهرة ولندن والكويت الا ان عشقها للفن انتقل معها من بلد الى اخر، ومن مرحلة سنية الى اخرى حتى جاءت فرصتها الاولى حينما نجحت في الاختبارات التي اجراها الممثل محمد صحبي، فاختارها لتشارك في بطولة مسرحية (بالعربي الفصيح) وهي لم تتجاوز بعد الخامسة عشرة من عمرها.. وهكذا لفتت منى زكي النظر اليها منذ تجربتها الاولى، فاختارها المخرج اسماعيل عبدالحافظ لتؤدي دورا مهما في مسلسل (العائلة) سنة 1994م، كان المسلسل مثيرا للجدل لافتا للانتباه بسبب طبيعة الموضوع الذي كان يناقشه، فتسلطت الاضواء على كل اولئك الذين شاركوا فيه ومن بينهم الوجه الجديد منى زكي. وبدت منى بملامحها الرقيقة ووجهها البريء وادائها الهادىء نموذجا مختلفا عن كل بنات جيلها، فاذا اضفنا الى ذلك كله صغر سنها وحضورهما الطيب ادركنا لماذا زاد الطلب عليها سينمائيا بعد نجاجه في اول فيلمين لها وهم (اضحك الصورة تطلع حلوة) و (القتل اللذيذ) اللذين اكدا تميزها عن غيرها كبطلة رومانسية ليست بمواصفات رومانسية فاتن حمامة او مريم فخر الدين او مديحة يسري، وانما رومانسية القرن الحادي والعشرين، او قل انها الوجه المقابل لسطوة المادة وسرعة ايقاع ذلك العصر الذي نعيش فيه.. كانت كذلك في (صعيدي في الجامعة الامريكية) مع محمد هنيدي و (ليه خلتني احبك) مع كريم عبدالعزيز و (الحب الاول) مع مصطفى قمر و (افريكانو) و (مافيا) مع احمد السقا، وفتحي عبدالوهاب في (سهر الليالي) وغيرها. وربما حاولت منى زكي الافلات من هذا الاطار الخاص الذي صاغت فيه شخصيتها الفنية مثلما حدث في فيلم (عمر الفين) مع خالد النبوي الا ان الجمهور لم يتقبل من منى الا الصورة التي احب ان يراها عليها منذ اطلالتها التليفزيونية الاولى في مسلسل العائلة. وتعاني منى زكي مثلها في ذلك مثل كل بنات جيلها حنان ترك ومنة شلبي وحلا شيحة، من تراجع البطولات النسائية لصالح ادوار الرجال اذا جاز التعبير لكنها في كل فيلم شاركت فيه كانت تترك لدى المشاهد انطباعا طيبا بقوة حضورها، وقدرتها على التأثير في الاحداث حتى لو كانت الشخصية المحورية في الفيلم لممثل شاب.. ويبقى الاختبار الحقيقي لمنى زكي في فيلمها القادم (ابو علي) امام كريم عبدالعزيز حيث تنجح منى في تحقيق التوازن في الخريطة السينمائية بين بنات جيلها وبين زملائها من النجوم الشباب؟