عادل مثله مثل الكثير من الشباب الذين أصبحوا اليوم لا يرتادون المحال التجارية إلا عند الحاجة الضرورية كونهم يرون في المتاجر الالكترونية خير بديل، يقول عادل البالغ من العمر 28 سنة: بدأت تجربتي في الشراء عبر الانترنت عن طريق حجز تذاكر السفر أو الفنادق، لكني اكتشفت أن التسوق الإلكتروني لا يقتصر على هذين الاثنين بل يمكنني ان أشتري ما أشاء دون أن أخرج في الزحام او أتجادل لدقائق طويلة مع البائعين، اما محمد فيقول: خلال بقائي للدراسة في لندن حوالي 4 سنوات علمت ان التسوق الالكتروني أسهل بكثير مما كنت اتوقعه، واليوم بعد عودتي للمملكة ما زلت أشتري عبر تلك المواقع، وأنا مستعد لأن ادفع قيمة الشحن فمع ذلك السلعة أرخص مما لو شريتها من السوق مباشرة. تشير دراسات حديثة ان السعوديين هم الأكثر شراء عبر الانترنت من بين الخليجيين فقد بلغت نسبة تسوقهم عبر الانترنت 46% من عمليات التسوق الإلكتروني للخليجيين، وبحسب هيئة تنظيم قطاع الاتصالات البريطاني (أوفكوم) فإن البريطانيين مازالوا مولعين بالتسوق الإلكتروني، إذ ارتفع متوسط إنفاق الأسرة 16% في 2012 إلى 1175 جنيها استرلينيا (1900 دولار) وهو ما يزيد عن مثلي الإنفاق على التسوق الإلكتروني في فرنسا وعشرة أمثاله في إيطاليا، وذكرت الهيئة في تقريرها السنوي عن الاتصالات الدولية الذي نشرته في شهر ديسمبر الماضي أن المستهلكين في بريطانيا جاءوا أيضا في المرتبة الأولى من حيث عدد طلبات الشراء عبر الانترنت، مقارنة بكل الدول ال17 التي شملها مسح الهيئة. وقالت أوفكوم إن نحو 73% ممن شملهم المسح اشتروا عبر الإنترنت مرة واحدة شهريا على الأقل، بينما تسوق 24% مرة واحدة أسبوعيا على الأقل واحتلت اليابان المركز الثاني وألمانيا المركز الثالث. وفقا لدراسة جديدة شملت أكثر من ألف مستهلك، وأجرتها المؤسسة الاستشارية العالمية (سيمون- كوتشر وشركاؤهما أفاد 24% من المشاركين في الاستطلاع، أن «الانخفاض النسبي في السعر» هو الحافز الأول لشرائهم منتجات مثل: الكتب والإلكترونيات وأجهزة الترفيه، بينما قال 18% من المشاركين إن «انخفاض الأسعار» كان السبب الرئيس لشراء مستلزمات الصحة والجمال وممارسة الرياضات والهوايات المختلفة، بالإضافة إلى الألبسة والأثاث، فيما كان الشحن المجاني عاملا رئيسا عند 16% من المتسوقين للمنتجات الورقية ولوازم التنظيف. وتعتبر العروض التي تقدمها شركات بطاقات الائتمان كفيزا وأرامكس وغيرهما من المغريات التي تجعل الناس تتجه نحو التسوق الالكتروني، وبحسب مسح سريع أجريناه على عدد من المواطنين والمقيمين فإن ارتفاع الأسعار وعدم الثقة في نوعية السلعة المباعة في السوق تعتبر دافعا للكثير بالشراء عبر الانترنت خاصة فئة الشباب، بينما يرى آخرون أن خدمات التسوق عبر الانترنت ليست آمنة، ولذلك فهم لا يتجهون لها وإن كانوا يرغبون في ذلك، كما أن عددا من السلع كالعطورات والملابس لا يمكن شمها او قياسها عند الشراء الالكتروني. لكن مع التقدم التقني فقد تقوم شركات التسويق الالكتروني بتقديم حل لأولئك حيث اعلنت شركة فيتس دوت مي أنها وبالتعاون مع عدد من الجهات سوف تقوم بتوفير ادوات وغرف افتراضية لتحسين تجربة شراء الملابس عبر الانترنت، وقالت الشركة عن أكثر من 30 من كبار تجار التجزئة قد اتفقوا معها وأبدوا رغبتهم في استخدام هذه الخدمة وتوفيرها لعملائهم، لكن لم يعلن بعد بشكل تفصيلي عن كيفية تقديم هذه الخدمة. عادل ومحمد اللذان أشرنا لهما سابقا يريان ان التسوق الالكتروني لهم كمستهلكين أسهل بكثير من الشراء بطريقة تقليدية خاصة مع انتشار مواقع التسويق الالكتروني وتطور خدمات البريد، لكنهما يريان أن الشركات المحلية لدينا ما زالت لم تول هذا الموضوع عناية فائقة وأن أغلب البيع والشراء الالكتروني في المملكة يتم عن طريق شباب أو فتيات يقومون بالإعلان عن أنفسهم في مواقع التواصل الاجتماعي، وتمنى عادل ان تقوم الشركات المحلية بتطوير خدماتها الالكترونية حيث يعود الأمر بالنفع عليها وعلى المستهلك فيصيدون عدة عصافير بحجر واحد. يشار إلى أن النصائح الّتي يرددها المتخصصون دائما للمتسوقين عبر الانترنت هي أن عليهم دائماً استخدام نظام بحث آمن لتصفّح عالم الإنترنت الواسع، والحفاظ على سرّية كلمة السر الخاصة واستخدام كلمة سرّ قوية، إضافة إلى استخدام الانترنت للمقارنة بين المتاجر قبل الشراء، وكذلك حماية بيانات البطاقة، كما ان من الضروري التأكد من سياسات التّوصيل والإعادة، والتعرف على الشركة عبر الإنترنت، والتأكد أن جميع العمليات عبر الإنترنت هي شرعية، وتحديث برامج أخرى مثل «Adobe Acrobat, Java, Web browsers» بشكل دوري، حيث الكثير من هذه البرامج تعلن عن ثغرات أمنية يمكن استغلالها من قبل المخترقين، وتفعيل الجدار الناري الموجود في نظام التّشغيل أو الموجود في برامج مكافحة الفيروسات.