رغم قيام العديد من وزراء حزب العدالة والتنمية بزيارة رسمية إلى إسرائيل وقيام مسئولين من إسرائيل بزيارة تركيا، إلا أن رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان ووزير الخارجية عبدالله غول رفضا التوجه إلى إسرائيل رغم تلقيهم العديد من رسالات الدعوة للقيام بهذه الزيارة إلى أن تدخلت الولاياتالمتحدة واللوبي اليهودي وبعض الجهات التركية في الموضوع. وكان هناك سبب واحد لرفض اردوغان وغول القيام بهذه الزيارة وهو إرهاب دولة إسرائيل. لأن تركيا كانت تستعد للقيام بالوساطة لحل الخلافات القائمة بين سوريا وإسرائيل وذلك عقب الزيارة التي قام بها الرئيس السوري بشار الأسد إلى تركيا بداية العام الماضي. حتى أن إردوغان كان يستعد للقيام باللعب في هذا الدور المهم في المنطقة. لكنه أصيب بخيبة أمل من اغتيال السلطات الإسرائيلية لزعيم حركة حماس الشهيد أحمد ياسين في 22 مارس الماضي. والا فان غول كان يستعد للقيام بجولة في المنطقة لإعداد الجو المناسب لبدء مفاوضات السلام بين دمشق وتل أبيب. لكن إسرائيل قامت بعملية اغتيال الشيخ ياسين في هذا الوقت بالذات بهدف إلقاء الظلال على المساعي التركية لحل الخلافات بين سوريا وإسرائيل لأنها لا تريد أن تكسب تركيا المزيد من القوة في المنطقة مثلما ترفضها الولاياتالمتحدة وبعض من الدول العربية. لأن اكتساب تركيا المزيد من القوة السياسية في المنطقة سيكون عائقا أمام تحقيق إسرائيل أهدافها. من المستحسن أن يسأل غول مسئولي إسرائيل عن معنى الخطين الأزرقين في علمهم. والصورة التي نشرت في الصحف الإسرائيلية عن الجندي الإسرائيلي وهو يقف أمام الدبابات الأمريكية في العراق.