من المواقع التاريخية والتراثية المهمة على مستوى ساحل الخليج العربي قلعة تاروت الشهيرة التي مازالت تصارع قسوة الطبيعة، وآثار الأيام والسنين وما صاحبها من نسيان وربما اهمال.. ومع كل ذلك تبقى هذه القلعة رمزا مهما للآثار والتراث في بلادنا الغالية بل وعلى مستوى العالم. ويحرص الكثير من زوار المنطقة على زيارتها والتقاط الصور التذكارية (مع هذه القلعة الصامدة). وقد شيدت القلعة على هضبة مرتفعة في وسط الجزيرة التي تحمل اسمها جزيرة تاروت، وعلى أبراج القلعة الشامخة يستطيع الناظر مشاهدة معظم الجزيرة وشواطئها وبساتينها من كل ناحية واتجاه حيث تندمج زرقة السماء مع زرقة البحر واخضرار الأرض. تاريخها قلعة تاروت بنيت على أنقاض هيكل عشتاروت، بجوار عين ماء اشتهرت باسم (عين العودة)، في القرن السادس عشر الميلادي، على أنقاض سابقة تعود الى 5 آلاف سنة، وقد تم تسويرها أخيرا. وتمثل قلعة تاروت وما جاورها من حمام الباشا والديرة ركائز أساسية للجذب السياحي بالمنطقة، للمكانة التاريخية والتراثية الرفيعة. واصل اسم تاروت أو (عش تاروت) الاسم الأصلي الذي أطلقه الفينيقيون يعود نسبة لمعبودتهم (عشتاروت)، آلهة الحب والجمال.. وجزيرة تاروت بقلعتها تؤكد على أن هذه الجزيرة مهد الحضارات، وواحدة من أقدم مدن التاريخ، وأهم الثغور البحرية في الماضي. ويعود تاريخ الاستيطان في تاروت لحوالي 5 آلاف سنة على الأقل، وقد كانت مسكنا لمزيج من العشائر الكنعانية والفينيقية، قبل نزوحهم الى شواطئ البحر الأبيض المتوسط وتعتبر واحدة من أقدم مواقع الاستيطان البشري. موقعها تقع قلعة تاروت في وسط جزيرة تاروت شرق محافظة القطيف، وهي تابعة لها اداريا، وتعتبر جزيرة تاروت من أوسع الجزر الواقعة على شاطئ الخليج داخل المملكة، بل هي أكبر جزيرة بعد جزيرة البحرين، وتبعد عن مدينة القطيف 5 كيلومترات داخل البحر، ولكنها اتصلت بها الآن من جهة الغرب، بسبب الاتساع العمراني. والقلعة الشهيرة تاروت تتوسط الأحياء القديمة التي بنيت بجوارها وبالقرب منها لتستمد منها القوة والهيبة والصمود لما تمثله هذه القلعة من قيمة تاريخية ومعنوية وبعض البيوت الملتصقة بها مازالت حتى اليوم مسكونة. وتقع القلعة على شوارع رئيسية فسيحة وجميلة وبالقرب منها تنتشر المحلات التجارية والخدمات الأساسية، ويتردد عليها بشكل دائم الكثير من الزوار والوفود، ومن أراد الوصول اليها من زوار من داخل الوطن أو من قبل دول الجوار أو من الدول الأجنبية فهو سهل جدا وميسر لوجود الطرق الحديثة الجميلة بالأشجار الخضراء التي تزينها من الجانبين التي تربط الجزيرة بساحل مدينة القطيف حيث تربطها ببقية مناطق ومدن المملكة شوارع سريعة. وعلى زائر هذه القلعة التاريخية ألا ينسى اصطحاب الكاميرا لالتقاط الصور التذكارية وألا يخجل من التقرب لأهلها الطيبين الذين يبادرون بتقديم الخدمات والارشاد السياحي لمن يزور قلعتهم الشهيرة.