ثار مشهد أسطورة كرة القدم الارجنتينية دييجو أرماندو مارادونا لدى ظهوره في العاصمة اليونانية أثينا الشفقة لدى محبى كرة القدم في كل أرجاء الدنيا. بدا النجم الذي أبهر العالم في الثمانينات بموهبته وقوته البدنية وسرعته الفائقة وأسر قلوب عشاق الساحرة المستديرة بلمساته الساحرة وكأنه كرة ضخمة من اللحم والدهن تتدحرج بصعوبة بالغة. وقد يحب المرء مارادونا أو يكرهه.. فذلك شعور شخصي.. ولكن على صعيد العبقرية الكروية لا يستطيع أحد إلا أن يعترف بعبقريته. وقد يلجأ خبراء كرة القدم في العالم إلى محاباة لاعب معين لاسابيع أو أشهر لكن لا يمكنهم قطعا أن يحابوا أحدا على مدى السنوات الطويلة التي سبقت كما حدث مع مارادونا. وإذا استرجعنا شريط الذاكرة وشاهدنا بفضل فيديو المخيلة كيف قاد مارادونا منتخب بلاده إلى الفوز بمونديال المكسيك عام 1986 بمنتخب نصف كسيح.. وإذا ما تذكرنا كيف سجل هذا المارد القصير هدفا أقرب إلى المعجزة في مرمي الحارس الانجليزي بيتر شيلتون لعرفنا بحق قدر موهبته. ومارادونا نفسه ذكر الجميع في هذا المونديال برواية دكتور جيكل ومستر هايد الشهيرة التي جسدت الانسان ذا الوجهين الطيب والشرير معا. وكانت مباراة الارجنتين أمام إنجلترا في مونديال عام 1986 ترجمة كروية لتلك الرواية الادبية الانسانية وكان مارادونا نفسه بطلا لها.