نحتاج الى ثورة تصحيحية في الفكر الرياضي تبدأ بتغيير الأنماط السلوكية المتبعة والسائدة حاليا. نحن الآن أمة لا تجيد النطق بلفظة (لا) لمواقف التي تتطلب قول (لا).. انما أمة اعتادت على نطق لفظة (نعم) في كل المواقف! هذا نمط سلوكي يجب تغييره.. لأننا في عصر احترام الآراء والعقول وليس في العصر الحجري. اذا كنا نجحنا في التدريب على لفظ (نعم) فعلينا ان نتدرب من الآن لنكتسب مهارة لفطة (لا).. اذ لا يعقل أن نعيش في هذا الوهم الى أبد الآبدين. حين تكون حريتك بين يديك عليك ان تصونها وتدافع عنها وتعض عليها بالنواجذ.. قل للأبيض أبيض وللأسود أسود ولا تخف الا من ركب لك الرقبة فهو القادر على قطعها وأخذ أمانته.. أما غيره فلن يتمكن من ان ينال من حريتك مهما علا شأنه.. ما لم تتنازل عن كرامتك وحرية الانسان لا تقدر بثمن. يعاب على أنديتنا واتحاداتنا الرياضية قول لفظة (لا) في وقتها المناسب لأنهم اذا قالوها يعتقدون ان المؤسسة العامة للشباب والرياضة ستحرمهم من الامتيازات وستعاديهم وتقف في وجوههم.. وهذا الاعتقاد خاطىء، فالمؤسسة العامة للشباب والرياضة جهة تنفيذية لا يحق لها قانونا التمييز بين ناد وآخر واذا ما شعر ناد أو آخر بالتمييز هناك جهة اخرى يمكن اللجوء اليها شاءت المؤسسة العامة في ذلك أم أبت وهذه الجهة المجلس الأعلى للشباب والرياضة. الهرم الرياضي يبدو مقلوبا.. الأندية تخاف من الاتحادات والاتحادات مع الأندية يخافون من المؤسسة العامة للشباب والرياضة وعلامة الخوف انهم لا يجهرون بلفظة (لا) لكنهم يغصون بلفظة (نعم)! الاتحاد الوحيد الذي احترم القانون والنظام الأساسي والجمعية العمومية هو اتحاد كرة الطاولة الشرعي الذي حل بسبب مواقفه الصريحة.. ومن خلال هذه المواقف كسب قضيته بدعم القضاء العادل.. اما بقية الاتحادات خاصة التي تُعين تتمتع بكفاءة عالية في مهارة النطق بلفظة (نعم) حتى لو تطلب قول (لا). اذا استمر هذا النمط من المواقف السلبية لن تعرف الاندية والاتحادات طريق الاستقلالية في التفكير واصدار القرارات بمعزل عن الايحاءات والتدخلات تضارب الاختصاصات. سيظل التفكير النمطي سائدا.. وبالتالي لن يتطور التفكير ولن تبرز المشروعات النهضوية للرياضة البحرينية. لقد دخلنا عاما جديدا.. وراكمنا الأخطاء التي بدأت مع تغيير الاتحادات (بلا جمعيات عمومية) وهذا مخالف للأعراف الدولية في المجال الرياضي ولم نسمع كلمة اعتراض أو لفظة (لا) من الجهة المسئولة وهي اللجنة الأولمبية التي يفترض أن تقوم بواجبها القانوني لكنها فضلت الصمت والسكوت علامة القبول. غدا سيتشكل مجلس ادارة اللجنة الأولمبية بعدد من اعضاء تلك الاتحادات غير القانونية.. وبالتالي ستكون الأولمبية نفسها أولمبية غير قانونية في نظر اللجنة الأولمبية الدولية والفضل يعود لمن يلعب بالقوانين ويفصلها على هواه والى لفظة (نعم) التي تقال عند الصباح والظهر والمساء وفوق مائدة الفطور والغداء والعشاء! اخبار الخليج البحرينية