ارتدى مئات من المتطوعين يوم أمس السبت معدات الغوص للانضمام إلى فرق الغواصين التي بدأت في تنظيف ساحل باتونج ومناطق مجاورة حيث قتل نحو مئتي شخص كضحايا لأمواج المد البحري العاتية التي نتجت عن زلزال مدمر ضرب مناطق في جنوب وجنوب شرق آسيا في السادس والعشرين من ديسمبر الماضي. وقال إيان دوجديل وهو بريطاني يعيش بعض الوقت في باتونج أحد أشهر المنتجعات الساحلية في جزيرة فوكيت حتى الآن عثرت على حصالة نقود وبعض المقاعد المخصصة للحدائق وكل أنواع القمامة. وأضاف بعد قليل من التفكير: سلمت حصالة النقود إلى الشرطة. وقال بايتون بنشاياثوم من معهد الاحياء البحرية في فوكيت إن نحو 300 من هواة ومحترفي الغوص في منطقة سكوبا منهم تايلنديون وأجانب سيشاركون في مطلع الاسبوع الجاري في عملية تطوعية لتنظيف شواطئ خليج باتونج في محاولة لاعادة صناعة السياحة في جزيرة فوكيت إلى سابق عهدها. وأضاف ان المعهد سيبدأ من جانبه المشاركة في عمليات تنظيف مماثلة لكن للشعاب المرجانية المنتشرة على شواطئ فوكيت ومنتجعات أخرى مثل في في و كرابي اللتين تضررتا أيضا بكارثة تسونامي الاخيرة. وأسفرت موجات المد البحري المدمرة التي سببها زلزال قوي قبالة السواحل الاندونيسية عن مقتل نحو 160 ألف شخص في 11 دولة مطلة على المحيط الهندي. وفقدت تايلاند وحدها نحو 10 آلاف شخص في هذه الكارثة لتصبح رابع أكثر الدول تضررا بالزلزال بعد إندونيسيا وسريلانكا والهند. وعثر حتى الآن على 5313 جثة منها جثث لأكثر من ألفي سائح كانوا يقضون عطلاتهم على السواحل ذات الشهرة العالمية في جنوب غرب تايلاند. وحسب دراسة مبدئية لمعهد الاحياء البحرية في فوكيت دمر الزلزال نحو 5 في المئة من الشعاب المرجانية الموجودة بالقرب من الشاطئ. وكانت شواطئ جزيرة فوكيت أقل تعرضا للدمار من منتجعات تايلندية أخرى مثل جزر فانج نجا و في في . لكن بايتون قال إن الشعاب المرجانية المنتشرة قبالة سواحل فانج نجا و في في كانت في صورة سيئة بسبب عمليات التنقيب عن القصدير في قاع البحر بالمنطقة. ووقع معظم الدمار في الشعاب المرجانية قبالة سواحل جزيرة سيميلان في منطقة عبارة عن حديقة بحرية وطنية واقعة على بعد 70 كيلومترا قبالة سواحل فوكيت. واقترح معهد البحوث البحرية إغلاق بعض مواقع الشعاب المرجانية أمام هواة ومحترفي الغوص لاعطائها فرصة للعودة إلى حالتها الطبيعية دون تدخل. لكن الاقتراح ضايق المشتغلين بالغطس في فوكيت. وقالت الالمانية أندريا هنريتش مالكة شركة سانتانا للغطس في باتونج إن هذا الاقتراح من شأنه الاضرار بكل من يكسب رزقه في قطاع الغطس. وأضافت إنه مازالت هناك مناطق كثيرة في جزر سيميلان وغيرها لم يقترب منها أحد بعد. وادعت هنريتش التي دمرت موجات المد البحري مركز الغطس الخاص بها أن تسونامي نظفت المياه المحيطة بكثير من الشعاب المرجانية في المنطقة. وأضافت إنه في الثامن والعشرين من ديسمبر أي بعد يومين من وقوع الكارثة نزلت مع الغطاسين لتجد أن الرؤية صارت أكثر وضوحا.