خلصت ندوة أقيمت بالقاهرة الاثنين الماضي إلى أن الشاعر بهاء طاهر إنسان عصامي استطاع من خلال اعتماده على نفسه واستقلاليته أن يكون له رؤية خاصة ثقافياً وفكرياً وأدبياً، فهو ذلك الإنسان الذي طحنته الحياة وجعلته يتخذ موقفاً مبدئياً تجاه ما يطرح على الساحة الثقافية. ولأن والده كان له موقف مشرف إبان ثورة 1919 فقد ورث بهاء طاهر بحسب ما جاء في الندوة من والده تلك المواقف، وقذفت به بعض الأحيان في أتون الحياة القاسية مما أفقده دخله المادي في غالب الأحيان. وكانت الندوة التي عقدت بأتيليه القاهرة قد ناقشت كتاب (قريباً.. من بهاء طاهر) للشاعر البهاء حسين وذلك في إطار تكريم الأديب بهاء طاهر. واعتبر أسامة عرابي الذي أدار الندوة أن الكاتب استطاع التعرف على التكوين الثقافي والفكري لطاهر وموقفه من قضايا عصره. مضيفاً إن الكتاب استطاع أن يكشف النقاب عن شخصية بهاء طاهر كإنسان وكاتب وعاشق للفكر والشعر والموسيقى والأوبرا وباحث عن المعرفة. وتحدث الكاتب محمد عودة قائلاً: إن أول ما لفت نظره هو صدق بهاء طاهر الشديد والتزامه الصارم بمواقفه وعدم الهروب من مواجهة أية قضية أو مشكلة فهو مشارك دائم في كل قضايا الوطن وله موقف واضح منها ولكي نصل إلى طريق الخلاص يجب علينا البحث عن البديل الذي لن يصل إليه كاتب بمفرده بل يجب أن تكون هناك جبهة للمثقفين تتفاعل وتتحاور كما يجب أن تكون هناك تعددية فكرية وحوار فكري من مختلف التيارات. ويضيف عودة: نحن مطالبون بمراجعة تاريخنا خلال الخمسين سنة الماضية فتاريخنا كله تحديات ولذلك نحن مطالبون بأن نراجعه ونقدم قراءتنا النقدية الإيجابية، فنحن جميعاً يقع علينا عبء البحث عن طريق الخلاص.