تقوم علاقات الزواج على التكافؤ بين الزوجين ولا تقتصر على النواحي المادية والمعنوية فقط بل يفترض التكافؤ في معظم الاحيان ان يكون الزوج اكبر سنا من زوجته حتى يستطيع استيعابها عاطفيا وهو ما تبحث عنه فتيات كثيرات ..اذ يرفض الزوج الشرقي ان يكون تابعا، وفي حالات اخرى تضع الظروف الفتاة او السيدة للزواج من شاب اصغر منها سنا. @ فما نصيب هذه الزيجات من النجاح؟ وما الدوافع وراء ارتباط فتاة بشاب اصغر منها سنا؟ وما نظرة المجتمع لمثل هذه الزيجات؟ وهل يقوم الزواج بين فتاة أو سيدة ورجل اصغر منها سنا على رغبة حقيقية في الاستقرار العاطفى وبناء اسرة؟ هذه الاسئلة وغيرها تناولتها (اليوم) في هذا التحقيق. (نوره.م) 23 سنة تقول: انها ارتبطت بزوجها الذي يكبرها ب8 اعوام لانها وجدت فيه الشخص المناسب للزواج وتكوين أسرة بالاضافة الى ما لمسته فيه من جدية منذ اليوم الاول لتقدمه الى اسرتها لطلب يدها واتزان شخصيته والتفوق الاجتماعي لزوجها، وتؤكد (نوره) انها لم تكن تتصور ان ترتبط بزوج اصغر منها سنا لانها تعتقد ان الطبيعي ان يكون الزوج اكبر سنا من زوجته حتى يستطيع احتواءها عاطفيا ولكى تستفيد من تجربته في الحياة ولكن هناك ظروفا دفعتها الى ذلك خوفا من العنوسة. (رغدة محمد) تتفق مع ما سبق الا انها تشير ايضا الى سبب آخر يجعل من الضروري ان يكون الزوج اكبر سنا من زوجته وهو ان المرأة بطبيعتها تصل الى النضج العاطفي اسرع من الرجل خاصة في المجتمعات الشرقية اذ يمكن ان تصبح الفتاة مؤهلة للزواج والانجاب فى سن الثامنة عشرة واحيانا اقل من ذلك بينما لايزال الشاب في نفس عمرها يعيش مع اسرته ولا يستطيع حتى ان يتحمل مسؤولية نفسه، وعلى ذلك تؤكد (رغدة) ضرورة ان يكون الزوج اكبر سنا من زوجته حتى يكون متكافئا معها من الناحية العاطفية. شروط النجاح على العكس من ذلك ترفض (وضحى.ر) وضع اي قيود على ما يتصل بالفارق العمري بين الرجل وزوجته طالما انه لاتوجد اى موانع شرعية او معنوية او مادية تحول دون هذا الزواج، وتشير (وضحى) الى ان كثيرا من الزيجات التي تتم بين فتيات ورجال أكبر منهن سنا تنتهي بالفشل لأسباب متعددة قد تكون اسبابا مادية او لاختلاف طباع الزوجين. وتضيف: ان هناك حالات اخرى لزيجات ناجحة تمت بين فتيات وازواج اصغر منهن في العمر ونتج عن هذه الزيجات أسرة ناجحة ومستقرة مؤكدة ان شروط النجاح للزواج بصفة عامة لا تقتصر على التقارب في المرحلة العمرية بين الزوجين فقط بل تتعدى ذلك الى التقارب بينهما في الطباع والتكافؤ المادي والمعنوي. زواج اضطراري أما (هدى.س) فتحذر أي فتاة او اسرة تلجأ للزواج برجل يصغرها في العمر بشكل كبير وتؤكد ان معظم الفتيات اللاتي يلجأن لمثل هذا الزواج يفعلن ذلك للهروب من الانتظار في طابور العنوسة وحتى في الحالات التي تلجأ اليها سيدات سبق ان مررن بتجربة الزواج من قبل وانتهت لأي سبب من الاسباب فان هؤلاء السيدات يلجأن للزواج بشباب اصغر منهن سنا كنوع من التعويض امام الآخرين لإثبات انهن مازلن مرغوبات من الآخرين وان سبب فشل تجربة الزواج الاولى لهن لاتعود اليهن. وتضيف (راوية سعيد): انه في بعض الحالات يكون مثل هذا الزواج زواجا اضطراريا خاصة عندما تكون المرأة وحيدة او تعاني ضغوطا اجتماعية او اقتصادية ولا تجد امامها سوى ان تقبل بأول رجل يطرق بابها حتى ولو كان هذا الطارق اصغر منها سنا. زواج مصلحة وتحذر (موضي .ا) بعض الفتيات والسيدات اللاتي يتزوجن بأزواج اصغر منهن في السن من ان معظم هؤلاء الازواج يبحثون بالدرجة الاولى عن مصالح مادية وراء مثل هذه الزيجات، وتقول: انه لا يعقل ان يتزوج شاب بامرأة تكبره سنا بدافع الحب بل في معظم الاحيان يكون هذا الرجل في حاجة لأن يتسلق على اكتاف زوجته التي تكبره سنا خاصة عندما تكون هذه الزوجة ميسورة ماديا ويسعى الشاب الصغير لأن يختصر سنوات طويلة من عمره للوصول الى الاستقرار المادي من خلال هذه الزيجة. تعويض عاطفي اما (احمد الربيعة) فيرفض بشدة اتهام اى رجل يتزوج من فتاة او سيدة اكبر منه سنا بانه يسعى للاستفادة من هذه الزيجة ماديا، ويقول: انه من الممكن ان يكون الشاب الذي يتزوج من امرأة تكبره في السن في حاجة لمن يستوعبه عاطفيا خاصة في بعض الحالات للشباب الذين عانوا في طفولتهم ظروف اليتم او افتقاد حنان الأم لاسباب مختلفة قد يكون من بينها انفصال ابويه في طفولته، واحيانا يجد مثل هذا الشاب نفسه مدفوعا بشكل لا ارادي للبحث عن امرأة اكبر منه سنا ليعيش معها الزواج الذي يتحقق له النجاح في حالة ادراك الزوجة للدور العاطفي الذي يجب عليها القيام به او المشاعر التي يبحث عنها زوجها لديها. ويتفق معه (راشد الراجح) قائلا: ان زواج اي شاب بفتاة او امرأة اكبر منه سنا افضل في كل الاحوال من ان تظل مثل هذه العلاقات خارج مؤسسة الزواج، ويشير الى بعض الحالات لشباب يعرفهم سافروا لمجتمعات اخرى خاصة في الغرب وعادوا وهم يحملون قصصا عاشوا جانبا منها او حدثت على مرأى منهم لرجال تزوجوا بنساء اكبر منهم في السن واثمر هذا الزواج عن اسر ناجحة بل واحيانا انتج عنه ابناء عاشوا بين أب وأم تربط بيهما علاقات الحب والترابط الاسري والعاطفي. مراهقة متأخرة ويشير فضل السيد الى جانب مهم من طبيعة العلاقة بين الشاب الذي يتزوج بامرأة اكبر منه سنا وزوجته وهو ان العلاقة الزوجية بينهما قد تتعرض لعدم الاستقرار بعد عدد من السنوات عقب الزواج بسبب تقدم الزوجة في العمر ويؤكد انه في معظم الاحيان تسبق الزوجة زوجها فيما يتعلق بالنواحي الجسدية وهنا يجد الزوج زوجته عاجزة عن التواصل معه في هذا الجانب ويؤدي ذلك الى مشكلات متعددة ابسطها ان يبحث الزوج الشاب عن امرأة اخرى اصغر سنا تشبع حاجاته العاطفية والجسدية وهنا تبدأ المشاكل بين الزوجة وزوجها الاصغر منها سنا وتتهم الزوجة زوجها بانه عاد مرة اخرى الى مرحلة المراهقة المتأخرة.